الارتجال الإيراني في أفغانستان.. هل يتضرع خامنئي لعودة أمريكا؟
مع انسحاب القوات الغربية من أفغانستان بعد عقدين من الحرب، تراقب إيران الوضع بقلق، مع اتساع نطاق سيطرة طالبان على أفغانستان.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" تخشى طهران من عودة حكم طالبان وعودة أفغانستان إلى الحرب الأهلية، ما قد يعني تدفق المزيد من اللاجئين الأفغان عبر الحدود.
وتشير الصحيفة إلى أن رغبة طهران في الحصول على موطئ قدم لها في أفغانستان، دفعتها لإقامة علاقات مع طالبان، وخففت من نبرتها تجاه الجماعة المتطرفة.
وأثارت هذه المقامرة جدلاً حادًا في إيران، حيث تنظر طهران بقدر كبير من الشكوك إلى طالبان القمعية، كما تزداد الشكوك حول نوايا الولايات المتحدة.
وتقول فاطمة أمان، زميلة معهد الشرق الأوسط: "ستتضرر إيران بشدة من الفوضى والحرب الأهلية في أفغانستان"، مشيرة إلى مخاوف طهران على وجه الخصوص من إمكانية انتصار داعش في أفغانستان (...) ومن ثم فهم يرون أن وجود طالبان في السلطة هو الخيار الأفضل حتى وإن كان مرا".
وتعلق أمان قائلة إن مبادرات إيران العلنية المتزايدة تجاه طالبان "يمكن أن تكون سوء تقدير"، حيث "تعتقد إيران أنها تستخدم طالبان، لكن البعض قد يقول إن طالبان تستخدم إيران لتقديم نفسها على أنها أكثر قوة، وتستحق حكم الدولة".
واستُبعدت إيران من المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان، والتي أدت العام الماضي إلى اتفاق لسحب القوات لإنهاء عقدين من العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان.
ولم تتوصل المحادثات بين طالبان وحكومة أفغانستان لنتائج حاسمة حتى الآن.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أطلق بعض المتشددين الإيرانيين -الموالين للمرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي- حملة حاولوا من خلالها الترويج لطالبان، ورسموا خلالها صورة وردية للحركة.
ويقول والي نصر من كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة: "في الوقت الذي يبدي فيه الإيرانيون اهتماما بأفغانستان (...) لا توجد استراتيجية واضحة لكيفية التعامل معها".
وأوضح نصر أن البعض في إيران احتفل بالانسحاب ووصفه بأنه "فشل أمريكي"، لكن آخرين قالوا إن "الولايات المتحدة تسعى لأن تتحول أفغانستان إلى مستنقع لإيران".
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yNTEg
جزيرة ام اند امز