إيران تريد الأموال.. كواليس مفاوضات تبادل السجناء مع أمريكا
اتهم تقرير، إيران بعدم الجدية في قضية تبادل السجناء مع الولايات المتحدة، وأنها "تستغل الملف للحصول على أموال".
وذكر مصدر مطلع على المفاوضات لراديو صوت أمريكا أن المسؤولين الإيرانيين أقل اهتماماً كبيرا بتأمين الإفراج عن الإيرانيين المسجونين، أو الذين تجري محاكمتهم في الولايات المتحدة، عما كانوا عليه في المفاوضات السابقة.
وذكر مصدر ثانٍ، وهو الدبلوماسي الأمريكي، باري روزين، الذي احتُجز كرهينة في إيران بعد تسلم النظام الإيراني الحكم عام 1979، للإذاعة أنه "عندما التقى بالمبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، والمسؤولين الأوروبيين في فيينا الشهر الماضي، سمع أن طهران كانت تبحث عن المال مقابل إطلاق سراح الأمريكيين الأربعة المحتجزين لديها، وليس مقابل إطلاق سراح الإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة".
وقال روزين: "الحكومة الإيرانية لا تهتم بإجراء مبادلة مقابل مواطنيها.. إنهم يعتقدون أن مواطنيهم [المحتجزين في الولايات المتحدة] فاشلون وعديمي الفائدة"، مضيفا أن النظام الإيراني "يريد المال.. إنه في ضائقة اقتصادية شديدة ويحتاج إليه."
وأشار التقرير إلى أن قاعدة بيانات وزارة العدل الأمريكية تظهر وجود 16 إيرانياً محتجزين في الولايات المتحدة، أو تم الإفراج عنهم قبل المحاكمة بسبب جرائم فدرالية مثبتة أو مزعومة تتعلق في الغالب بالتوترات الأمريكية الإيرانية المستمرة منذ فترة طويلة. في المقابل تحتجز إيران 4 إيرانيين -أمريكيين، بسبب جرائم أمنية مزعومة وصفتها واشنطن بأنها "ملفقة" من طهران.
وأوضح التقرير أن طهران تستخدم الأمريكيين ورقة مساومة، فيما تعهدت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن مثل سابقاتها بالعمل على إعادتهم إلى الوطن.
وأوضح التقرير أن إذاعة "صوت أمريكا" أن أحد الأمريكيين الأربعة المحتجزين في إيران، هم رجل الأعمال سياماك نمازي، هو رجل أعمال أمريكي من أصل إيراني ألقي القبض عليه في أثناء زيارة أقاربه في إيران عام 2015.
وقضت محكمة إيرانية بسجن نمازي 10 أعوام بتهمة التعاون مع حكومة أجنبية معادية.
كما تحتجز إيران أيضا، باقر نمازي (85 عاما) هو والد سيماك، وأيضًا مواطن يحمل جنسية مزدوجة؛ الأمريكية والإيرانية. اعتقلته طهران عندما سافر إلى هناك بداية عام 2016 لزيارة ابنه في السجن.
وقضت محكمة في طهران بالسجن عشرة أعوام على باقر في نفس اليوم الذي حكمت فيه على سيماك عن نفس الجريمة: التعاون مع حكومة أجنبية معادية.
أما ثالث المحتجزين من حملة الجنسية الأمريكية، فهو مراد طهباز (66 عاما) الناشط بمجال الحفاظ على البيئة ورجل الأعمال الذي يحمل الجنسيات الأمريكية والبريطانية والإيرانية.
وألقي القبض على طهباز في إيران بداية 2018، إلى جانب 8 آخرين من نشطاء الحفاظ على البيئة من مؤسسة التراث الفارسي للحياة البرية، حيث كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي للمؤسسة.
وقضت محكمة في إيران عام 2019 بسجن طهباز عشرة أعوام بتهمة التجسس العسكري، وأيدت الحكم عام 2020.
أما الرابع فهو عماد شرقي (56 عاما) الذي احتجز لأول مرة في إيران بداية عام 2018، بعد نحو عام من انتقاله وزوجته إلى طهران من الولايات المتحدة.
وجرى احتجاز شرقي، وهو مواطن أمريكي من أصل إيراني، في الحبس الانفرادي لعدة شهور، لكن أطلق سراحه لاحقا وتمت تبرئته مما قالت محكمة في طهران إنه تجسس واتهامات أخرى تتعلق بالأمن الوطني.
ويحاول المسؤولون الأميركيون والإيرانيون التفاوض بشأن تبادل محتمل ونادر للسجناء منذ أبريل/نسان الماضي، عندما بدأوا محادثات غير مباشرة في فيينا عن طريق وسطاء لمحاولة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والولايات المتحدة، وقوى عالمية أخرى.
aXA6IDEzLjU5Ljk1LjE3MCA= جزيرة ام اند امز