إرهاب الاستخبارات الإيرانية يصل إلى العمال لمنع انتفاضتهم
لجان حقوقية عمالية في إيران تحذر من إقدام نظام الملالي على استخدام وسائل قمعية لمنع حراك العمال واحتجاجاتهم.
حذرت لجان حقوقية عمالية في إيران من إقدام نظام الملالي على استخدام وسائل قمعية لصد انتفاضة العمال واحتجاجاتهم عبر بث الرعب، ولغة التهديد.
التحذير يأتي في ظل تصاعد المطالب العمالية داخل إيران مؤخرا، وفي ظل تردي الأوضاع المعيشية، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بإيران.
ونقل موقع "راديو فردا" عن مركز المدافعين عن حقوق العمال أن واقعة دهس أحد عمال المجموعة الوطنية لصناعة الفولاذ في منطقة الأحواز جنوب غرب البلاد بـ"سيارة مجهولة" السبت الماضي، تعد بمثابة "إنذار أمني" لا يجب أن يمر ببساطة دون الانتباه لها، خاصة بعد استمرار إضراب هؤلاء العمال لمدة تزيد عن العشرين يوما، للمطالبة بحقوقهم ومتأخراتهم.
- أزمات طاحنة تشعل غضب عمال إيران.. ونظام الملالي "حائر"
- المظاهرات العمالية بإيران.. بركان غضب يهدد بحرق رؤوس "الملالي"
وأفادت وكالة أنباء "إيلنا" العمالية، عن تعرض أحد العمال للدهس بواسطة سيارة في أحد شوارع منطقة کیانپارس بالأحواز، ما أسفر عن إصابته بجروح بالغة، بينما حذر مركز المدافعين عن حقوق العمال في بيان له، من استخدام نظام الملالي أساليب قمعية جديدة لإرهاب العمال.
وكشف مهدى كوهستاني نجاد، المستشار بالاتحاد الدولي لنقابات العمال، وعضو مؤتمر العمل الكندي، في مقابلة مع "راديو فردا"، عن تهديد الاستخبارات الإيرانية للنشطاء العماليين عبر اتصالات هاتفية، خلال الأيام الماضية.
وأكد اتحاد العمال الحر في إيران، واقعة دهس هادي خلفي نيا، العامل بالمجموعة الوطنية لصناعة الفولاذ في الأحواز، من جانب سائق عصبي بسيارة من طراز برايد.
ونشر اتحاد العمال الحر مقطع فيديو وصورا تتعلق بتلك الواقعة، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل عن ملابساتها، في الوقت الذي تجاهلت وكالات أنباء ومواقع رسمية نشر أية تفاصيل عن تلك الواقعة تماما، مع توارد أنباء عن هجوم مجموعة ملثمين على إسماعيل بخشي، الناشط العمالي في شركة قصب السكر بمدينة التلال السبعة (هفت تبة) شمال إقليم الأهواز، والتي شهدت احتجاجات حاشدة مؤخرا.
وتعرض بخشي لهجوم من قبل مجهولين يستقلون سيارتين، بحسب تقرير صادر عن نقابة العمال في تلك الشركة، خلال طريقه إلى منزله الواقع في مدينة دزفول بنطاق محافظة خوزستان، الأمر الذي أدانته النقابة العمالية بشدة، مؤكدة أن الضالعين في هجوم هؤلاء المرتزقة المقنعون واللصوص من أصحاب رؤوس الأموال، مشددة على عدم تخلى العمال الإيرانيين عن مطالبهم.
وعادت الاحتجاجات العمالية لتهز إيران بقوة، في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة للعمال، جراء تأخر رواتبهم، وتفشي ظاهرة التمييز، والحرمان من المزايا الوظيفية.
وأدى ارتفاع معدل التضخم في إيران إلى ارتباك واضح بمؤشرات الاقتصاد المحلي، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على المستوى المعيشي للمواطنين، ما دفع مسعود نيلي، المستشار الاقتصادي للرئيس الإيراني، حسن روحاني، للتحذير من احتمال اندلاع احتجاجات شعبية جديدة، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.
وأشار نيلي، في مقابلة مع صحيفة "إيران" الحكومية في عددها الصادر الأربعاء الماضي، إلى احتمال اندلاع المزيد من الاحتجاجات، مشيرا إلى أن الاحتجاجات المقبلة ستكون على نحو واسع مقارنة بتلك التي هزت البلاد مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتصاعدت حدة الغضب الشعبي في الداخل الإيراني، على إثر الاحتجاجات المناهضة لنظام الملالي التي ضربت عدة مدن رئيسية، مطلع يناير/ كانون الثاني، حيث شهد أسبوع واحد في فبراير/ شباط الماضي أكثر من 30 إضرابًا، وتجمعًا فئويًا شملت انضمام فئات جديدة من العمال والطلاب لصفوف المحتجين ضد النظام.
وأشارت صحيفة "كيهان" بنسختها اللندنية، إلى أن الاحتجاجات جاءت اعتراضًا على سياسات النظام الإيراني، تزامنًا مع احتفالات الذكرى الـ 39 لثورة الخميني، حيث أعلنت فئات مثل العمال، والطلاب، والأطباء تذمرها على أوضاعها "المزرية" في ظل إهدار حقوقهم، وارتفاع معدلات البطالة في البلاد.