النظام الإيراني يتصدع.. 2022 تكتب شهادة وفاة "محتملة" لولاية الفقيه
تقرير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية بواشنطن رصد اعتقال سبعة آلاف شخص لمشاركتهم في مظاهرات بإيران ومقتل ما لا يقل عن ٢٦ آخرين
فتحت الاحتجاجات المتواصلة في الشارع الإيراني، على مدار 13 شهرا مضت، الباب على مصراعيه أمام رصد مؤشرات قوية عن بداية تصدع نظام ولاية الفقيه من الداخل.
وكشفت أرقام مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية بواشنطن، والمختصة في شؤون الأمن القومي الأمريكي والسياسة الخارجية، عن تسجيل سبعة آلاف معتقل لمشاركتهم في مظاهرات بإيران، ومقتل ما لا يقل عن ٢٦ شخصا، ما دفع مقربون من صناع القرار إلى التحذير من انهيار وشيك في النظام الحاكم بطهران.
- نجل شاه إيران لـ"العين الإخبارية": لا بديل عن إسقاط النظام وتحرير الشعب من قبضته
- لجنة حقوقية: إيران تنتزع اعترافات قسرية من نشطاء معتقلين
ووصف تقرير للمؤسسة الاحتجاجات في إيران بأنها ذات "نفس طويل"؛ لأنها شملت طبقات عريضة مثل الطلاب والمثقفين والعمال وغيرهم، مؤكدًا أنه لا يمكن لطهران المحافظة على نفوذها في الخارج إذا ظل المجتمع ممزقا بالمعارضة الداخلية، وفي حالة انهيار الاقتصاد فستتبخر أحلام نظام ولاية الفقيه.
تصدع نظام ولاية الفقيه
وبدت أول ملامح تفكك النظام الإيراني في إعراب عدد من مسؤوليه عن معارضتهم بشكل علني، على غير المعتاد في الدول ذات الأنظمة التسلطية، بحسب التقرير، الذي نبه أيضا إلى أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية تم رصد تصريحات موجهة لحكومة طهران وتعد الأعنف من شخصيات مقربة من نظام ولاية الفقيه بشكل مباشر.
حسن الخميني، حفيد المرشد الإيراني الأول الراحل، الخميني، حذر مؤخرا من إمكانية انهيار النظام في طهران، مؤكدا أن "أساس أي مجتمع هو كسب رضا الشعب حيث لا يوجد ضمان بأن نبقى في السلطة في حين يرحل الآخرون".
وشككت شخصيات رئيسية أخرى مرتبطة بـ "ولاية الفقيه"، في مستقبل النظام، ومنها محمد رضا طاجيك، المستشار السياسي للرئيس السابق محمد خاتمي، والذي أكد أن طهران مثل سفينة تايتانيك في المياه المضطربة، وقد تغرق في أي وقت بسبب عدم حكمة الربان.
بينما تحدث رجل الدين البارز، المحسوب على النظام الإيراني، عبد الله جوادي، عن أن الاحتجاجات الحالية يمكن أن تلقي برجال الدين في إيران إلى البحر.
تحذير من نموذج "الاتحاد السوفيتي"
واستعان تقرير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية بواشنطن بالتصريحات الأخيرة لجليل رحيمي جهان آبادي، أحد المشرعين الإيرانيين، الذي أعاد التذكير أمام البرلمان بانهيار الاتحاد السوفييتي رغم كل ترسانته النووية.
ورغم كل ما سبق، تظل تصريحات فائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، الأعنف على الإطلاق خلال الأيام الماضية، بعد تأكيدها على أن النظام يتمسك بالسلطة بشكل أساسي من خلال "الترهيب" و"التخويف".
فائزة حذرت أيضا من أن السقوط النهائي للنظام سيكون "مرجحا للغاية" إذا لم تتغير سياساته، لافتة إلى حالة عدم الكفاءة، ونقص القيادات والعقول، التي تضرب كل أواصر الدولة والمؤسسات الإيرانية.
سياسة الصمود حتى ٢٠٢٠
ويبدو أن النظام الإيراني يراهن على الصمود حتى انتخابات الرئاسة الأمريكية ٢٠٢٠، والتي قد تأتي برئيس على غرار باراك أوباما للبيت الأبيض فيعيد العمل بخطة العمل المشتركة أو الصفقة النووية بين واشنطن وطهران فيتخلص نظام ولاية الفقيه من قيود العقوبات الاقتصادية، بحسب التقرير.
وتحاول حكومة طهران التسويق لهذه السياسة في الشارع الإيراني لحث الناس على الصمود حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ لكن في حال فوز الرئيس دونالد ترامب بولاية ثانية فإن نظام "ولاية الفقيه" سيكون أمامه خيار واحد وهو مواجهة الاحتجاجات بالقوة المسلحة، وهنا ستكون بداية النهاية له.
ووفقًا للدراسة، فإن قبول الإيرانيين للوضع الراهن لا يهدد رخاءهم وحريتهم فحسب؛ بل يعد انتحارا سياسيا لبلادهم، حيث لا يزال أغلب أبناء هذا البلد مقتنعين بأن نظام ولاية الفقيه ورط طهران في عمليات خارجية وحروب في الشرق الأوسط لا طائل منها.
وأظهرت هتافات المحتجين عدم تنامي مشاعر العداء ضد الولايات المتحدة، برغم محاولات النظام المستميتة لتسويق للعكس، حيث يلوم الإيرانيون النظام في المقام الأول على مشاكلهم، وليس كما تفترض طهران، الإمبريالية الغربية.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز