أطفال داعش المدربون "قنابل موقوتة" تهدد العالم
الحرب على "داعش" بالموصل خلفت عشرات الأطفال من ضحايا التنظيم الإرهابي، الذين أُجبروا على الانضمام له لتلقي التدريب على القتل.
خلفت الحرب على "داعش" بالموصل عشرات الأطفال من ضحايا التنظيم الإرهابي الذين أُجبروا على الانضمام له لتلقي التدريب على القتل وتنفيذ العمليات الانتحارية.
- يتامى الدواعش في الموصل بين الانتقام والتقبل المجتمعي
- أطفال الموصل الأكثر تضررًا من الحرب.. كوابيس يقظة وفقدان مشاعر
وتحدث موقع قناة "سي بي إس" الأمريكية عن "أطفال داعش" الذين تركوا لمواجهة مصيرهم المجهول بعد تحرير الموصل، ووصفهم الموقع بأنهم قنابل موقوتة قد تتسبب في كوارث على المدى البعيد إذا لم يتم رعايتهم بشكل صحيح ومعالجتهم نفسيا من الأهوال التي تعرضوا لها تحت سيطرة داعش.
وأفاد بأن هؤلاء الأطفال لن يتخلصوا بسهولة من التدريبات العنيفة ونمط الحياة غير الإنساني الذي كانوا يعيشون به، وأن أثر هذا النمط ستظهر عواقبه بكل تأكيد حين يندمج هؤلاء الأطفال من جديد مع المجتمعات المحيطة بهم.
ونوه الموقع أن قناة "سي بي إس" ستطرح قريبا فيلما وثائقيا بعنوان "أطفال داعش" تبرز من خلاله ما تعرض له هؤلاء الأطفال وما اكتسبوه من العيش تحت حكم داعش طوال 3 سنوات.
وذكر قناة "سي بي إس" في تقريرها عن "أطفال داعش" الدبلوماسية الأمريكية "شيري تلباني" التي تعيش حاليا في شمالي العراق بمدينة "أربيل"، والتي وصفها بأنها أكثر المطالبين بتقديم المساعدة لهؤلاء الأطفال، وتعد "شيري" رئيسة جمعية "سييد" المختصة بتقديم المساعدة المختلفة لضحايا تنظيم داعش الإرهابي بالشرق الأوسط.
ونقل الموقع تصريحات لشيري قالت فيها إنها تخشى أنه يوجد العديد من الحالات التي بحاجة ماسة للمساعدة والتي توافدت مؤخرا على المدن العراقية المختلفة من الموصل، وحذرت من أن عدم تقديم المساعدة اللازمة لهؤلاء الأطفال بطرد الفكر المتطرف من عقولهم قد يعرض جميع دول العالم المهددة بالإرهاب للخطر بالمستقبل.
كما كشفت "شيري" في تصريحاتها أن الأطفال الذكور الذين كانوا يتدربون بمعسكرات داعش، كان يتم تدريبهم على اعتناق استخدام العنف كأسلوب حياة حتى أنهم كانوا يجبرون على استخدام العنف في تعاملهم مع أفراد أسرهم، ولا يوجد طفل من بينهم لم يشارك في عملية قتل أول إعدام لضحايا أبرياء ممن وقعوا في يد التنظيم، كما أجبروا على المشاركة في تعذيب المعتقلين لدى داعش.
وقال موقع قناة" سي بي إس" في تقريره إنه حتى الآن تم القبض على عشرات آلاف من الأطفال والمراهقين الذي يبدأ عمرهم من السادسة وإلقاؤهم بالسجون العراقية خوفا من كونهم محاربين سابقين بلواء الأطفال التابع للتنظيم الإرهابي.. وتم إعادة العديد من هؤلاء الأطفال لمنازلهم بعد الاستدلال عليها دون أن يتم معالجتهم نفسيا مما شاركوا به من جرائم مع داعش.
ونقل موقع قناة "سي بي إس" روايات حقيقية عما كان يشهده هؤلاء الأطفال تحت حكم داعش، حيث ذكر الموقع شهادة سيدة وقعت في الأسر منذ ثلاثة أعوام على يد تنظيم الدولة الإرهابي ومعها ثلاثة أبناء كانوا في ذلك الوقت في سن الـ1 والـ3 والـ5.
وقالت السيدة إنها كانت تتعرض دائما للاغتصاب بينما شاهدت أطفالها وهم يتحولون لجنود لداعش، فكانت تشاهد أبناءها وهم يتدربون على عمليات الإعدام بقطع الرأس من خلال قطعهم لرؤوس الدمى.
ووصل الأمر بهذه السيدة أنها كانت تشعر بالرعب حين تتحدث لأطفالها للدرجة التي وصلوا لها من التشابه بينهم وبين عناصر داعش في التعامل والتفكير.
ورواية أخرى عن مراهق يبلغ من العمر 16 عاما، اضطر للانضمام لداعش، قال إنه أُجبر على دخول مدرسة داعشية كان المعلم بها حين يدخل على التلاميذ الفصل يسألهم من يرغب في تنفيذ عملية انتحارية اليوم، فكانت إجابة الأطفال جميعا بالموافقة في لهفة مرعبة تدل على مدى التغيب العقلي الذي تعرضوا له.
وأفاد الموقع أنه من خلال التفكير في الأمر نجد أن أبشع ما قام به تنظيم داعش وأكثر تصرفاتها إثارة للرعب هو شحن عقول هؤلاء الأطفال بالفكر التطرفي في هذا العمر المبكر، فلا يمكن أن يتوقع أحد ما قد يحدث في المستقبل إذا لم يستعِد هؤلاء الأطفال براءتهم قبل فوات الأوان.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMjI5IA== جزيرة ام اند امز