هل تعرقل إسرائيل اتفاق المصالحة؟.. خبراء فلسطين يجيبون
بمجرد الإعلان عن توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، أشهرت إسرائيل 4 شروط في وجهها.
بمجرد الإعلان عن توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، أشهرت إسرائيل 4 شروط في وجهها، يجمع الخبراء الفلسطينيون أنها لا يمكن أن تقطع الطريق على خطة إنهاء الانقسام في ظل إرادة الجانبين وقوة الدفع المصرية.
- نتنياهو: المصالحة الفلسطينية يجب أن تشمل الاعتراف بإسرائيل
- انطلاق جلسات حوار المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة
ويرى الدكتور إبراهيم جابر، الكاتب والمحلل السياسي، أن إسرائيل تسعى كما تعودت لإفشال المصالحة؛ لأن تحققها في غير صالحها، مرجحا فشلها هذه المرة في ظل إرادة الفصيلين وقوة الدفع المصرية.
وقال جابر لـ"بوابة العين" الإخبارية: "من المؤكد أن الانقسام مصلحة إسرائيلية، ولذلك جاء الموقف من مكتب نتنياهو ليحاول أن يبدد الفرحة الفلسطينية بالاتفاق.
الشروط الإسرائيلية
وحددت إسرائيل 4 شروط للقبول باتفاق المصالحة الفلسطينية الموقع، الخميس، بين حركتي "فتح" و"حماس" في العاصمة المصرية القاهرة.
ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن المطالب الأربعة هي: الالتزام بشروط اللجنة الرباعية الدولية، و"نزع سلاح حماس"، ووقف حفر الأنفاق وإنتاج الصواريخ، والإفراج عن "إسرائيليين" محتجزين في غزة.
ويبدو أن هذه الشروط رسالة إسرائيلية للسلطة، وفق الخبير جابر، مؤكدا أنها لن تنجح هذه المرة في ابتزاز السلطة لدخول مصر شريكا في مباحثات المصالحة.
ومع ذلك، يتخوف جابر من خطوات إسرائيلية تخريبية، عبر تنفيذ اغتيالات بين الفلسطينيين وخصوصا في صفوف فتح وحماس ومحاولة نسبها لجهات داخلية، في محاولة لزرع بذور الشقاق مرة ثانية، وكذلك افتعال أزمات من خلال عملائها.
التزامات الحكومة
أما أستاذ العلوم السياسية في الضفة، الدكتور عثمان عثمان، فيرى أنه لا قيمة للشروط الإسرائيلية، موضحا أن اتفاق المصالحة لا يلغي التزامات السلطة تجاه إسرائيل والمجتمع الدولي، وهذه المطالب تقرها منظمة التحرير الفلسطينية.
ونص اتفاق المصالحة على تمكين حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمدالله من مهامها في غزة، وهي حكومة لا يوجد أي إشكالية إسرائيلية في التعاطي معها؛ لتبنيها برنامج الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل واضح.
غير أن عثمان أشار لـ"بوابة العين" الإخبارية إلى أن نتنياهو يحاول التشويش، وأنه يسعى لتحقيق مكاسب عبر قطار المصالحة مثل تهدئة طويلة في غزة وكذلك ربما ملف الجنود الأسرى لدى حماس بغزة.. وبالتزامن مع لقاءات حماس وفتح في القاهرة، وصل إليها وفد إسرائيلي دون أن يكشف عن طبيعة المباحثات التي أجراها مع مسؤولين مصريين.
آليات التحدي
عباس زكور، الخبير في الشأن الإسرائيلي، يرى أن نتنياهو لا يريد لحماس أن تنال الشرعية الإقليمية والدولية، ولا يريد أن يحشر أمام جبهة فلسطينية موحدة قد تجبره للعودة إلى طاولة المفاوضات؛ لذلك يضع شروطه التي سيصعب على حماس الرضوخ لها.
ورأى زكور في حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية أن نتنياهو يمكن أن يؤثر على سير المصالحة؛ لأنه يمتلك عناصر قوة كثيرة؛ فهو يحاصر غزة، ويحتل معظم الضفة، ويتحكم في موارد الفلسطينيين.
وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة، وتضع شروطا على حركة البضائع والأفراد من وإلى القطاع عبر المعابر الإسرائيلية، منذ عام 2006.. ومع استشعاره بخطورة موقف نتنياهو، إلا أن زكور يرى بسهولة تخطيه عبر عمل جاد وحكيم من الفلسطينيين، ومن خلال إقناع المجتمع الدولي بالمصالحة، واختتم قائلا: "مطلوب موقف موحد من كل الفصائل لرفض مطالب نتنياهو والتصدي لها".
aXA6IDMuMTQwLjE5OC4yMDEg جزيرة ام اند امز