إسرائيل و«حماس».. تاريخ من الهدن الصامدة والمنهارة
تصعيد للعنف، فموجة من المفاوضات بوساطة دول ثالثة، فوعود بتخفيف الحصار ووقف الأعمال العدائية، تليها فترة من الهدوء الهش، دورة باتت «مألوفة» في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس.
تلك الدورة تجسدت في الصراع الحالي بين إسرائيل وحركة حماس، الذي بدأ بشن الأخيرة هجومًا على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لترد الأخيرة بقصف لا هوادة فيه، وبعملية برية في القطاع المحاصر، تسببت في مقتل وإصابة ونزوح الآلاف.
إلا أن ذلك التصعيد وضع أوزاره مؤقتًا يوم الجمعة، مع أول أيام هدنة الأيام الأربعة، التي بموجبها، سيُفرج عن 50 من النساء والأطفال من الرهائن على مدى أربعة أيام مقابل 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين من آلاف المحتجزين في السجون الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إن الهدنة ربما يجري تمديدها إذا أُفرج عن مزيد من الرهائن بمعدل عشرة رهائن يوميا.
وعلى طريق ذلك الصراع الذي لا ينتهي، سلطت صحيفة «نيويورك تايمز»، الضوء على عدد من الهدن واتفاقات وقف إطلاق النار، التي جمعت في السابق بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الصراع بين إسرائيل وحركة حماس مليء باتفاقات وقف إطلاق النار والهدنة التي تم «انتهاكها أو بالكاد صمدت».
وفيما يلي نظرة على كيفية صمود أو انهيار بعض الاتفاقيات السابقة:
مايو/أيار 2023:
توسط مفاوضون مصريون في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي جماعة مسلحة تتخذ من غزة مقرًا، وتعد أصغر من حركة حماس، مما أنهى خمسة أيام من العنف الذي أسفر عن مقتل 35 شخصًا، إلا أنه بعد يوم واحد، أثار إطلاق صواريخ لفترة قصيرة المخاوف، لكن بدا أن الاتفاق صامد.
مايو/أيار-يونيو/حزيران 2021:
أدت الحرب التي استمرت 11 يومًا والتي مثلت أسوأ اندلاع للعنف في غزة منذ عام 2014، إلى مقتل 230 من سكان غزة قبل أن تنتهي باتفاق وقف إطلاق النار.
وبعد أقل من شهر، أرسل مسلحون فلسطينيون بالونات حارقة إلى جنوب إسرائيل، وضربت الغارات الجوية العسكرية الإسرائيلية أهدافا داخل غزة، ولم تتسبب في وقوع إصابات لكنها كانت بمثابة اختبار للاتفاق.
يوليو/تموز-أغسطس/آب 2014:
اندلع صراع كبير بسبب اختطاف ثلاثة مراهقين إسرائيليين في الضفة الغربية.
وبعد ستة أيام من بدء إسرائيل قصف غزة، اقترحت مصر وقفاً لإطلاق النار وافقت عليه إسرائيل.، إلا أن حماس رفضت ذلك قائلة إنه لم يتم الاستجابة لأي من مطالبها، واستؤنفت الهجمات الصاروخية من غزة والغارات الجوية الإسرائيلية.
وأعلنت مصر وقفاً آخر لإطلاق النار بعد يومين، لكن إسرائيل أرسلت بعد ذلك دبابات وقوات برية وبدأت في إطلاق النار على غزة من البحر.
وتقول «نيويورك تايمز»، إنه بشكل إجمالي تم التوصل -آنذاك- إلى تسع اتفاقيات هدنة، قبل أن ينتهي الصراع بعد 51 يومًا من الاقتتال الذي أودى بحياة أكثر من 2000 فلسطيني و70 إسرائيليًا.
نوفمبر/تشرين الثاني 2012:
انتهت ثمانية أيام من الصراع الدموي بين إسرائيل وحماس بوقف إطلاق النار، والذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة ومصر، مع مذكرة تفاهم من صفحة واحدة تركت العديد من القضايا التي أشعلت أعمال العنف دون حل.
وانتهكت إسرائيل وقف النار، بإطلاق الرصاص على صيادين ومزارعين اقتربوا من المحيط الأمني، لكنها سمحت بدخول مواد البناء إلى غزة -آنذاك- للمرة الأولى منذ سنوات.
يناير/كانون الثاني 2009:
أعلنت إسرائيل من جانب واحد وقف إطلاق النار بعد حرب استمرت 22 يومًا على حماس قُتل فيها أكثر من 1300 فلسطيني و13 إسرائيليًا، قائلة إنها حققت أهدافها.
وأعلنت حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة وقف إطلاق النار بعد ذلك بوقت قصير. وبعد مرور أسبوعين فقط، أطلق مسلحون، صواريخ وقذائف على جنوب إسرائيل، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولميرت إلى التهديد بالانتقام.
يونيو/حزيران 2008:
توسطت مصر في هدنة مدتها ستة أشهر بين حركة حماس وإسرائيل، منهية فترة من إطلاق الصواريخ المكثف من غزة والغارات الجوية الإسرائيلية.
وهددت الهجمات الصاروخية بعد خمسة أيام فقط من الاتفاق بإخراجه عن مساره، لكن السلام صمد في الغالب لمدة خمسة أشهر، لكن بحلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام، انهار وقف إطلاق النار، حيث اتهم كل جانب الآخر بالفشل في الالتزام بالشروط.
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA==
جزيرة ام اند امز