احتجاجات وانقسام.. إسرائيل تحيي أسوأ أيام استقلالها منذ 76 عاما بصمت

لم يسبق أن شهدت إسرائيل منذ إعلانها استقلالها قبل 76 عاما مثل هذا العام، فأحيته بصمت ولكن أيضا في ظل احتجاجات.
وغابت مظاهر الفرح التي ترافق الإسرائيليين في مثل هذا الوقت من كل عام، فلم يتم الإعلان عن احتفالات ولم تشهد الأسواق تدفقات للمواطنين.
ويحل "يوم استقلال" إسرائيل هذا العام بعد الإعلان عن مقتل أكثر من 1500 إسرائيلي بينهم أكثر من 716 جنديا وشرطيا ورجل استخبارات ووجود 132 إسرائيليا أسرى في غزة.
ويصف المسؤولون الإسرائيليون يوم 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي وهو يوم هجوم حماس على بلدات وقواعد في غلاف قطاع غزة بأنه الأسوأ في تاريخ إسرائيل كلها.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في رسالة إلى الشعب الإسرائيلي لهذه المناسبة تلقت "العين الإخبارية" نسخة منها: "ليس هناك شك في أن احتفالاتنا بيوم الاستقلال هذا العام مختلفة. لقد اتسم العام السادس والسبعين لتأسيس إسرائيل بألم وخسارة هائلة. ليس فقط لإسرائيل، بل للجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم".
واعتبر هرتسوغ أن "كل هذا هز الأرض تحت أقدامنا".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال في رسالة إلى الشعب الإسرائيلي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منها: "إنه ليس عيد استقلال عادي، فالحرب ما زالت في أوجها(..) العديد من اخوتنا واخواتنا ما زالوا محتجزين في سراديب حماس (..) سكان المنطقتين الجنوبية والشمالية لا يزالون بعيدين عن بيوتهم بسبب الحرب ولقد سقط خير جنودنا في المعارك".
وأضاف: "مع أنه ليس عيد استقلال عادي فهو يشكل فرصة مميزة لفهم معنى استقلالنا"، داعيا إلى الوحدة ما بين الإسرائيليين.
ومع ذلك فقد وجد بعض المسؤولين الإسرائيليين مساحة للفرح.
ونشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير صورة له وهو يحمل علم إسرائيل بالقرب من سور القدس الشرقية وكتب "يوم استقلال مبارك لكل شعب إسرائيل".
"لا رهائن لا استقلال"
ولكن هذا الشعور لم يكن مماثلا في أوساط عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة التي غابت عن الحفل الذي نظمته الحكومة.
فقد تجمع أكثر من 1000 إسرائيلي على مدرج قديم في بلدة بنيامينا القريبة من حيفا في شمالي إسرائيل وهم يحملون لافتات كتب عليها "لا رهائن، لا استقلال".
وقال المشاركون في التجمع، الذي يضم العديد من عائلات الرهائن الإسرائيليين: "بينما تقيم الحكومة عرضًا متفاخرًا جبانًا ومحتقرًا ومنعزلًا وبدون جمهور، تقيم عائلات الرهائن والمواطنين المعنيين احتفالًا كريمًا ومناسبًا يلامس المشاعر العامة".
ونظم التجمع نعوم دان، الذي أسر ابن عمه عوفر كالديرون من كيبوتس نير عوز 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتضمن الحدث احتفالية إطفاء المشاعل، وهي صورة سلبية عن إضاءة المشاعل التقليدية في المراسم التي تقيمها الحكومة الإسرائيلية سنويا.
وبدأ الحفل البديل في الظلام بتسجيلات لمحادثات هاتفية للذين تعرضوا للهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وهم يدعون أحبائهم لطلب المساعدة، بما في ذلك أصوات الأطفال، التي اختلطت مع تقارير الراصدات ومذيعات الأخبار.
وتم إطفاء الشعلة الأولى على يد غاليت دان، والدة نويا دان وابنة كارميلا دان، اللتين قُتلتا في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في نير أوز، وتم أخذ ثلاثة من أفراد عائلتها كرهائن.
وقالت: "بقلب مكسور أطفئ هذه الشعلة بسبب الهجر الذي شهدناه في نير عوز، هذه الحكومة مسؤولة عن مقتل ابنتي وأمي".
وبدوره قال إيال إيشيل، والد روني إيشيل إحدى الجنديات التي قُتلت في 7 أكتوبر/تشرين أول، وهو يطفئ النار: "أطفئ هذه الشعلة من أجل الظلام العميق الذي سبب ألمنا الكبير، الألم الذي نتقاسمه جميعا، أقف هنا لأذكر الجميع بأننا يجب أن نعترف بإخفاق النظام بأكمله حتى يتغير شيء ما".
ومن جهتها قالت ميراف سويرسكي: "إنه لأمر مؤلم للغاية عندما تؤثر القرارات السياسية بشكل مباشر على حياة عائلتنا، ومن المؤلم أن تكون حكومتنا أسيرة من قبل المتطرفين".
حاشد في تل أبيب
وتجمع نحو 100 ألف شخص في ساحة الرهائن في تل أبيب للاحتفال بيوم استقلال مع أفراد عائلات الرهائن.
ونظم الوقفة منتدى الأسر الرهائن والمفقودين.
وقال شارون شرابي، شقيق يوسي شرابي الذي قتل عن طريق الخطأ على يد الجيش الإسرائيلي في غزة: "نحن لا نشعر بالاستقلال الليلة، لكننا نشعر ببعضنا البعض، وأن الجميع ينظر إلى الشخص الذي بجانبه ويكرم الآخر".
وكانت الحكومة الإسرائيلية نظمت فعاليات عيد الاستقلال بحفل إضاءة الشعلة في جبل هرتسل بالقدس الغربية، والذي تم تصويره مسبقا، تحت شعار "قوة الشعب وبطولته".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "بسبب الحرب الدائرة تقرر إقامة هذه المراسم على نطاق مقلص ومتواضع وتسجيلها مسبقًا وذلك تحسبًا لتنظيم احتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسيتم بث خطاب مسجل له".
واعتبر المحلل البارز في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ألون بينكاس إن" التقاء كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول والذكرى السادسة والسبعين لقيام إسرائيل قد يخفف من حدة النقاش السياسي لبعض الوقت، لكنه لا يستطيع أن يخفي الحقيقة: هناك الآن دولتان – إسرائيل ويهودا – لهما رؤى متناقضة حول ما ينبغي أن تكون عليه الأمة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز