رد إسرائيل على إيران.. هجوم محدود أم حرب شاملة؟
تتجه إسرائيل للرد على الهجوم الإيراني ولكن بما لا يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بموجب توصيات أمريكية وأوروبية.
وعلى مدى 3 ساعات بحث مجلس الحرب الإسرائيلي، اليوم الإثنين، الرد الإسرائيلي وسط تقديرات بأن يعود المجلس، برئاسة بنيامين نتنياهو، للمداولات يوم غد الثلاثاء بعد أن كان بدأها أمس الأحد.
ومجلس الحرب، الذي يضم أيضا الوزراء يوآف غالانت ورون ديرمر وبيني غانتس وغادي آيزنكوت، هو المفوض من المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت"، بتحديد شكل الرد على إيران.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إسرائيل مصممة على الرد ولكنها تترك التوقيت دون إعلان مسبق.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن تل أبيب ستلجأ على الأرجح إلى ضرب مواقع عسكرية دون إيقاع إصابات بشرية وربما بالتزامن مع هجوم سيبراني.
ولم يتضح ما إذا كانت إسرائيل سترد بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار، كما فعلت إيران أما أنها ستستخدم الطائرات المقاتلة "إف 35" القادرة على مهاجمة إيران.
وذكرت "القناة 12" الإسرائيلية في تقرير تابعته "العين الإخبارية"، مساء الإثنين إنه: "تم وضع درجات متعددة من ردود الفعل على طاولة مجلس الحرب.. بعض ردود الفعل طفيفة وبعضها أكثر شدة".
وأضافت أن "هدف إسرائيل هو إيذاء إيران، وليس التسبب في حرب شاملة، وبالإضافة إلى ذلك، تريد إسرائيل القيام بعمل يتم بالتنسيق مع الأمريكيين"، مشيرة إلى أنه "بسبب إطالة أمد اجتماعات حكومة الحرب، تم تأجيل لقاء نتنياهو مع زعماء المعارضة الإسرائيلية".
وكان نتنياهو قد استدعى لإحاطات أمنية كلا من زعيم المعارضة يائير لابيد ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، وزعيم حزب "أمل جديد" جدعون ساعر.
وأراد نتنياهو جمع زعماء المعارضة في اجتماع واحد ولكن ذلك لم يكن ممكنا فتم إرجاء تحديد مواعيد الاجتماعات لوقت لاحق.
ماذا يقول المراسلون؟
والصحفي في "القناة 12" يارون إبراهام قال إنه "تدور المناقشة الآن حول المدى الذي يمكن أن نصل إليه في رد الفعل، هناك اتجاه عام ويجب أن يمر بالأمريكيين أيضاً".
وأضاف أن "هناك بعض درجات رد الفعل التي يتم النظر فيها والتي لا ينبغي أن تؤدي إلى حرب شاملة".
وبدورها قالت الصحفية في ذات القناة، دانا فايس، إن "إسرائيل تدرك أنه لا يوجد أحد ينوي الوقوف إلى جانبها في مهاجمة إيران".
وأضافت: "في الوقت نفسه، ينبغي بناء التحالف مع دول المنطقة ومع الولايات المتحدة علما بأن هناك استياء، والولايات المتحدة تحاول نقله إلى إسرائيل، فهم لا يريدون أن يروا أي عمل إسرائيلي".
واستدركت أن "المؤسسة الأمنية تقول إنه من الضروري الرد الفوري حتى يُنظر إليها على أنها جزء من الجولة نفسها"، في إشارة إلى الرد الفوري على الهجوم الإيراني.
وقالت إن "القرار الاستراتيجي لإسرائيل هو عدم فتح جبهة مع إيران، وفي إسرائيل يبحثون عن رد قوي يحمل رسالة لكنه لن يؤدي إلى الحرب".
وأضافت أن "المشكلة هي أن التقديرات ليست صحيحة دائمًا ولا تعرف دائمًا كيفية قراءة الخريطة، فهل تستطيع إسرائيل تحمل تكاليف لعب البينغ بونغ ضد إيران؟".
وفي هذا الصدد، اعتبر الصحفي في "القناة 12" يائير شاركي إنه "ستكون هناك محاولة لضمان عدم وقوع إصابات في الجانب الإيراني".
وأضاف: "الشيء الصحيح والذكي هو القيام بشيء ذي قيمة بالتنسيق مع الشركاء، وينبغي الوفاء بالوعد بالرد، وعليك أن تضرب بشكل مؤلم وبطريقة ذكية ومبتكرة".
ومن جهتها، تقول الصحفية في "القناة 12"، دافنا ليئيل: " علينا أيضًا أن نكون حذرين بعض الشيء في ردنا، إيران تريد جرنا إلى المعركة وليس هباءً، تريد إطالة توحيد الساحات مع غزة والشمال في وقت غير مناسب لنا".
وأضافت: "نحن بحاجة إلى أن نأخذ نفسًا عميقًا، وأن نرد بقوة ولكن في الوقت الذي يناسبنا.. نحن بحاجة إلى إنهاء الحرب في غزة أولاً وإعادة السكان إلى شمال القطاع".
ماذا يقول الخبراء؟
الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي والرئيس الحالي لمعهد دراسات الأمن القومي تامير هايمان قال إن "الهجوم الإيراني ليس نهاية الحدث، وسؤال إلى أين نتجه؟ يعتمد أيضا على القرارات التي ستتخذ في إسرائيل".
وأضاف هايمان في مقال تحليلي نشرته "القناة 12" على موقعها الإلكتروني أبرز الرؤى على المستوى الاستراتيجي والتي اعتبر أن بعضها إيجابي وبعضها سلبي.
وأشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة فشلتا في ردع إيران عن الهجوم، رغم التحذيرات العلنية من إسرائيل والولايات المتحدة، وفي المقام الأول تحذير الرئيس جو بايدن لإيران عشية الهجوم.
وأوضح أن إيران تمكنت من خلق سابقة بإطلاق نار كثيف من أراضيها مباشرة على إسرائيل، وهو ما لم يحدث نشهده منذ حرب الخليج الثانية، وقال "كان هجوماً واسع النطاق، في ظل محاولة خلق معادلة جديدة لأي عمل إسرائيلي مستقبلي.. وهذه معادلة لا يمكن لإسرائيل أن تقبلها".
وأشار هايمان إلى أن إسرائيل تصرفت في تلك الليلة لأول مرة كجزء من تحالف دولي، وقال "هذا أمر تاريخي ومهم، ولكن من المتوقع أيضا أن يحد من حرية إسرائيل في العمل".
وأضاف أنه "ثبت أنه لم تعد إسرائيل تعمل في الفراغ.. تلك الدول التي ساعدت إسرائيل في اعتراض الأسلحة الإيرانية، كشفاً وتحذيراً، تتوقع من إسرائيل أن تنسق وتأخذ في الاعتبار مصالحها وهواجسها قبل أي قرار للرد على إيران".
وأوضح أن إسرائيل، تمكنت من إصلاح بعض الضرر الذي لحق بصورتها نتيجة الفشل الفادح في هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتساءل هايمان قائلا "أين نذهب من هنا؟ الرد الإسرائيلي سيأتي، لكن التوقيت يجب ألا يكون فوريا، لا ينبغي أن نتعامل بوضوح حول هذا الموضوع، دعونا نترك الجانب الآخر يعاني من عدم اليقين".
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMDcg جزيرة ام اند امز