صواريخ ونذر حرب.. دعوات لـ"ضبط النفس" وواشنطن تمنح إسرائيل شارة "الرد"
إدانات تخللتها دعوات لضبط النفس تقاطعت عندها ردود الفعل الأممية والفرنسية حيال صواريخ استهدفت إسرائيل من جنوب لبنان.
فيما منحت واشنطن تل أبيب شارة الرد، عبر تأكيدها على حقها المشروع في الدفاع عن نفسها ضد "أيّ شكل من أشكال العدوان".
وفي تصريحات إعلامية أدلى بها الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان باتّجاه الدولة العبرية وزاد عددها عن 30 صاروخاً، هي من دون شكّ "نيران فلسطينية".
وقال متحدّث باسم الجيش: "نعلم علم اليقين بأنّ هذه نيران فلسطينية. قد يكون من أطلقها حماس، أو الجهاد الإسلامي. ما زلنا نحاول التوصّل إلى نتيجة نهائية بشأن هذه النقطة، لكنّه لم يكن حزب الله" اللبناني.
وفي تواتر لردود الفعل الدولي، ندّدت وزارة الخارجية الأمريكية بإطلاق صواريخ من لبنان وقطاع غزة على إسرائيل مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، وكرّرت دعمها "الراسخ" للدولة العبرية.
وصرّح المتحدث باسم الخارجية فيدانت باتيل للصحفيين "نقرّ بحقّ إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها ضدّ أيّ شكل من أشكال العدوان".
"ضبط النفس"
بدورها، ندّدت فرنسا بـ"إطلاق صواريخ في شكل عشوائي استهدفت الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من غزة وجنوب لبنان".
وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ديلما: "في هذه الفترة من الأعياد الدينية، تدعو فرنسا جميع الأطراف إلى أقصى قدر من ضبط النفس وتجنّب أيّ عمل من شأنه تأجيج تصاعد العنف".
الأمم المتحدة لم تتأخر أيضا في التعقيب على الحادثة، حيث دعت قوتها المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) إلى تجنّب التصعيد، إثر إطلاق صواريخ من الجنوب باتجاه إسرائيل التي ردّت بقصف مواقع إطلاق النيران، ووصفت الوضع الراهن بأنه "خطير للغاية".
وقالت المنظمة في بيان: "الوضع الحالي خطير للغاية. واليونيفيل تحث على ضبط النفس وتجنّب المزيد من التصعيد".
أيضا، ندّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإطلاق صواريخ من لبنان على إسرائيل، وفق ما قال المتحدث باسمه الخميس، داعيا "جميع الأطراف" إلى "أكبر قدر من ضبط النفس".
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، للصحافيين "ندين إطلاق الصواريخ العديدة من لبنان على شمال إسرائيل اليوم. ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس".
وشدد على ضرورة "تجنب أي فعل أحادي الجانب قد يؤدي إلى تصعيد جديد للوضع".
ومساء الخميس، أعلن الجيش اللبناني عثور وحداته على عدد من الصواريخ التي كانت معدّة للإطلاق في محيط بلدتين بجنوب البلاد، وذلك بعد ساعات من إطلاق صواريخ من المنطقة ذاتها باتجاه إسرائيل.
وقال الجيش اللبناني في بيان إنه عثر "على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ المعدّة للإطلاق في محيط بلدتي زبقين والقليلة" في قضاء صور، موضحاً أنه "يجري العمل على تفكيكها".
ونشر صوراً تظهر صواريخ ومنصات مثبتة بين أشجار زيتون.
وفيما أفاد الجيش عن إطلاق "عدد من الصواريخ من محيط بلدات القليلة والمعلية وزبقين" باتجاه إسرائيل، أعلنت السلطات الإسرائيلية رصدها إطلاق 34 صاروخاً على الأقل من لبنان باتّجاه أراضيها، 25 منها اعترضتها دفاعات الجيش الإسرائيلي الجوية بينما سقطت خمسة صواريخ على الأقلّ في مناطق مأهولة، ما أسفر عن سقوط جريح وأضرار ماديّة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بعدد من القذائف الثقيلة (...) أطراف بلدتي القليلة والمعلية".
وأكدت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان "حرص لبنان على الهدوء والاستقرار" في الجنوب، داعية "المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد".
ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسمياً. وشهد لبنان صيف 2006 حرباً دامية بدأت بإقدام عناصر من حزب الله على خطف جنديين إسرائيليين.
وقتل خلال الحرب 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.