"جريمة حمل لقب".. صلف إسرائيلي يحرم مئات الفلسطينيين من العمل
الاحتلال سحب تصاريح العمل من مئات الفلسطينيين العاملين في إسرائيل كرد فعل على عمليات نفذها أفراد يحملون اسم العائلة نفسها
عمل علي أبو عرام (51 عاما) من سكان بلدة يطا في جنوبي الضفة الغربية، في إسرائيل منذ العام 2007 قبل أن تسحب سلطات الاحتلال تصريح العمل الممنوح له؛ ولعدد من أسرته قبل عدة أشهر بحجة أن أحد أفراد العائلة التي ينتمي لها نفذ هجوما.
- الاحتلال يطلق النار على فتاة فلسطينية في القدس
- "هيومن رايتس": نقل إسرائيل مواطنيها للأراضي المحتلة "جريمة حرب"
وقال مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) إنه" في أعقاب عمليّات نفّذها أفراد سحبت الإدارة المدنيّة الإسرائيلية خلال هذه السنة مئات تصاريح العمل من مئات الفلسطينيين العاملين في إسرائيل كرد فعل على عمليات نفذها أفراد يحملون اسم العائلة نفسها ويسكنون البلدة نفسها".
وأضاف في تقرير حديث أنه "حتى مايو/أيار 2018 سحبت الإدارة المدنيّة تصاريح العمل لنفس الأسباب المذكورة في ثلاث مناطق في يطّا في محافظة الخليل، حيث سُحب العدد الأكبر من التصاريح، وفي منطقة بيت سوريك شمال غرب القدس، وفي برطعة الشرقيّة في محافظة جنين".
وأشار إلى أنه "رغم مرور أشهر طويلة على تطبيق هذا الإجراء ما زالت إسرائيل تجمّد تصاريح العمل وتحرم العمّال من كسب رزقهم وإعالة أسَرهم؛ وكلّما طالت هذه المدّة تتفاقم آثارها القاسية على حياة العمّال وأسَرهم".
ويضطر عشرات آلاف العمال الفلسطينيين للعمل في إسرائيل بسبب عدم قدرة الاقتصاد الفلسطيني على استيعاب أيد عاملة بأعداد كبيرة نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وأبو عرام متزوّج وأب لسبعة أبناء فقد عمله، الذي كان يجني منه قرابة 150 دولارا أمريكيا يوميا، كعقاب على مهاجمة أحد أفراد أسرته لشخص إسرائيلي.
وفي إشارة إلى حادثة إعادته على أحد الحواجز الإسرائيلية بينما كان في طريقه مع عدد من أفراد أسرته إلى العمل نهاية العام 2017، قال أبو عرام: "قالوا لنا : عودوا إلى بيوتكم هذه هي التعليمات، عندما وصلت إلى البيت سمعت أنّهم سحبوا تصاريح مئات الأشخاص الذي يحملون اسم "أبو عرام" وهم في طريقهم إلى العمل في ذلك اليوم وأعادوهم إلى بيوتهم، ومنذ ذلك الحين أصبحنا عاطلين عن العمل - أنا وأبنائي الثلاثة وجميع العمّال من حمولة أبو عرام".
وتابع: "نحن بلا عمل وبلا مصدر دخل منذ ثلاثة أشهر وقد ألحق هذا بنا أضرارًا كبيرة. لقد بدأ ينتابني القلق خشية أن يصبح هذا الوضع دائمًا. لديّ بعض المدخرات ولكنّي أعتمد على الدخل اليوميّ. في الوقت الحالي تمكّنت من تقليص مصروف الأسرة بشكل كبير وقد بدأت في الإنفاق من مدّخراتنا. إيجاد عمل في يطّا أمر صعب جدًّا، عدد العاطلين عن العمل في البلدة كبير جدًّا وفرص العمل قليلة وكذلك الرواتب لا تكفي. إنّها سياسة عقاب جماعيّ".
- طفرة استيطانية إسرائيلية.. 14454 وحدة جديدة خلال 18 شهرا
- "حكماء المسلمين" يندد بالاعتداءات الصهيونية ضد الفلسطينيين
ويحاول الاحتلال الإسرائيلي منع الفلسطينيين من تنفيذ هجمات من خلال عقوبات جماعية تشمل هدم المنازل وإغلاق القرى التي ينحذر منها منفذو الهجمات وأيضا سحب تصاريح العمل من ذوي منفذ الهجمات.
وهذا ما حصل أيضا مع بشير الجمل، 49 عاما وهو أب لسبعة أبناء ومن سكان قرية بت سوريك في محافظة القدس.
ومنع الجمل من العمل في إسرائيل بعد أن قام نمر الجمل في 26 سبتمبر/أيلول 2017 بإطلاق النار على عنصري أمن وشرطي إسرائيليين في مدخل مستوطنة (هار ادار) ما أدى إلى مقتلهم.
الجمل قال: "أنا المعيل الوحيد لعشرة أشخاص - زوجتي وأولادي السّبعة إضافة إلى شقيقتي ووالدي البالغ من العمر 75 عامًا والذي يعاني مرض السكّري ومشاكل في القلب وارتفاع ضغط الدّم. ويسكن والدي وشقيقتي في منزل منفرد".
وأضاف: "لديّ ولدان يدرسان في الجامعة وهما محمد البالغ من العمر 20 عامًا وسوار البالغة من العمر 19 عامًا وبقيّة أولادي طلاب في المدارس. لا يوجد من يعيل كلّ هؤلاء غيري".
ولفت الجمل إلى أنه "منذ أن منعوني من العمل في إسرائيل أصبحت بلا مصدر دخل. الوضع الاقتصاديّ والنفسيّ للأسرة صعب جدًّا".
aXA6IDMuMTcuMTc5LjEzMiA= جزيرة ام اند امز