أفظع هجوم إرهابي يستهدف مسلمي نيوزيلندا.. تنحي جاسيندا يثير ذكرى أليمة
منذ انتخابها عام 2017، واجهت نيوزيلندا عدة أزمات، وتصدرت قائدتها عناوين الأخبار بشتى أنحاء العالم.
وتستعرض صحيفة "الجارديان" في السطور التالية أبرز المحطات من الفترة التي أمضتها في المنصب.
هجوما كرايستشيرش
في الساعات الحالكة التي تلت إطلاق النار العنيف الذي شنه إرهابي أسترالي منفرد على مسجدين في كرايستشيرس، وأسفر عن مقتل 51 شخصا، في 15 مارس/آذار عام 2019، أكدت أرديرن أن ضحايا المذبحة كانوا أفرادا محبوبين وجزءا لا يتجزأ من مجتمع نيوزيلندا، لكن المهاجم لم يكن كذلك.
وقالت حينها إن "العديد من أولئك الذين تأثروا مباشرة بإطلاق النار هذا ربما يكونوا مهاجرين إلى نيوزيلندا، وربما حتى يكونوا لاجئين. لقد اختاروا أن يجعلوا من نيوزيلندا موطنا لهم، وهي وطنهم. إنهم نحن، لكن الشخص الذي ارتكب هذا العنف ضدنا ليس كذلك."
وأضافت: "ليس لهم مكان في نيوزيلندا. لا مكان في نيوزيلندا لمثل هذه الأفعال من العنف المتطرف وغير المسبوق."
وارتدت أرديرن حجابا أثناء جلوسها مع الناجين وعائلات الضحايا، مؤكدة تضامن بلادها معهم. وقالت: "انطقوا بأسماء أولئك ممن فقدوا أرواحهم بدلا ممن تسبب في ذلك. ربما يسعى للشهرة لكننا لن نعطيه شيئا، ولا حتى اسمه."
وفي أعقاب الهجوم، تحركت أرديرن لتشديد قوانين السلاح في نيوزيلندا، بحظر الأسلحة العسكرية النصف آلية بعد ستة أيام فقط من الهجوم. كما أصبحت مدافعة صريحة عن القضاء على المحتوى الإرهابي والمتطرف العنيف على الإنترنت، وقادت – إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون – "نداء كرايستشيرش".
كوفيد-19
وتمت الإشادة على نطاق واسع بأرديرن، التي ساعدتها جغرافيا الدولة الجزرية والنظام الصحي العام القوي، بسبب استجابتها "الرائدة عالميا"، لكنها شكرت "فريق الخمسة ملايين" نيوزيلندي على دعمهم والتضحيات التي بذلوها. وتمكنت استجابة نيوزيلندا لكوفيد-19 من إبقاء عدد حالات الإصابات والوفيات منخفضة.
وخلال الثمانية عشر شهرا الأولى من الجائحة، حتى توفر اللقاحات، كانت معدلات الوفيات منخفضة في نيوزيلندا، وزاد متوسط الأعمار في الواقع. وحتى يناير/كانون الثاني 2023، سجل البلد عدد وفيات أقل من 2500 إجمالا من الجائحة.
بركان الجزيرة البيضاء/واكاري
شهدت نيوزيلندا مأساة أخرى في ديسمبر/كانون الأول عام 2019، عندما ثار بركان الجزيرة البيضاء/واكاري، الأمر الذي أسفر عن مقتل 21 شخصا، بينهم سياح من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا والصين وماليزيا.
والتقت أرديرن مع المستجيبين الأوائل، حيث أشادت بطياري المروحيات الذين حلقوا إلى الجزيرة بعد ثوران البركان فورا لإنقاذ العالقين. وقالت أرديرن إن الطيارين اتخذوا قرارا شجاعا للغاية في ظروف استثنائية وخطيرة لمحاولة إخراج الناس.
الشهرة والعائلة
خلال الشهور الأولى لرئاستها للوزراء، كان هناك توصيف للحالة: "جاسيندامانيا" أو "الهوس بجاسيندا". وكان يجرى الاحتفاء بجاسيندا حول العالم، إلى جانب ماكرون ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، كرد تقدمي على صعود دونالد ترامب في الولايات المتحدة.
وظهرت أرديرن على غلاف مجلة "فوغ" البريطانية، والتي كانت تعج بالصور الرائعة في داخلها. وظهرت مرارا ببرنامج "ذا ليت شو" الذي يقدمه المذيع الأمريكي ستيفن كولبير، كما كانت ضمن قائمة مجلة "التايم" الأمريكية لأكثر مائة شخص مؤثر.
كما أصبحت الزعيمة العالمية الثانية التي تضع مولودا أثناء وجودها بالمنصب (كانت رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو الأولى، عام 1990). وأخذت ابنتها الرضيعة معها بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
لكن أحيانا كانت الشهرة سيف ذي حدين؛ حيث واجهت أرديرن تساؤلات تطفلية متكررة بشأن حياتها الشخصية – حملها، وشريكها، وشعرها. وعندما التقت مع رئيسة الوزراء الفنلندية، سانا مارين، وجه إليها سؤال عما إن كانتا تقابلتا لأنهما رئيستا وزراء شابتان.
أزمة سياسية داخلية
شهدت رئاسة أرديرن للوزراء أيضًا خيبات أمل تتعلق بالسياسة الداخلية حيث تعثر حزبها بسبب إصلاحات الإسكان والزراعة.
وعصفت الرياح الاقتصادية المعاكسة باقتصاد نيوزيلندا. وبلغ التضخم 7.2% في 2022، الأمر الذي أجبر البنك الاحتياطي النيوزيلندي على التخطيط لـ"ركود ضحل" للبلد. وتم رفع أسعار الفائدة، مما زاد من الضغط على ميزانيات الأسر، كما ارتفعت أسعار البترول.
وأججت المخاوف المتزايدة بشأن الجريمة من حالة السخط، حيث ازداد النيوزيلنديين تشاؤما خلال النصف الثاني من ولاية أرديرن. وفي مطلع عام 2021، أظهر استطلاعات أن 70% من النيوزيلنديين "يعتقدون أن البلد يسير بالاتجاه الصحيح". وبحلول نهاية 2022، وصل هذا الرقم إلى 30%.