البونساي الياباني.. سر السعادة في شجرة
"البونساي" هو فن ياباني يعني تربية الأشجار في أصص بما يسمح بزراعة الأشجار داخل المنزل وفي مساحات صغيرة ويعمل على مكافحة التوتر.
تعد الحديقة مكانا مميزا و تمثل فضاء يساعد الأشخاص على التمتع بمجموعة أشجار، بالإضافة إلى الاسترخاء والهروب من المشكلات التي يعاني منها سكان المدن والتي من شأنها أن تلقي بظلالها على كل جوانب حياتنا.
وينتشر في اليابان فن "البونساي" وهو فن تربية الأشجار في أصص، بمنع السماد عنها وتقليم جذورها؛ لعدم وجود إمكانية للتوسع. ولا تقتصر أهميته على كونه فن يسمح بزراعة الأشجار داخل المنزل وفي مساحات صغيرة فحسب، بل أكدت التجارب أنه يعمل على مكافحة التوتر.
ويتم تشذيب البراعم الصغيرة خلال عملية النمو وتحنى الأغصان بحيث تميل نحو الأرض، وفي النهاية لا يتعدى طول الشجرة الواحدة 60 سم.
ويقوم خبراء في جميع أنحاء العالم بممارسة فن "البونساي" وتعليمه للآخرين، كما يسعى بعضهم لتطويره، ومن بينهم الخبير الإسباني دابيد بينابينتي المعروف على المستوى العالمي بعشقه لفن البونساي.
ويخصص بينابينتي جزءا من وقته من أجل توجيه الراغبين في تعلم هذا الفن أو لأولئك الذين لا يعرفون شيئا عن كيفية زراعة الأشجار داخل الأصص وكيفية تهذيبها.
ويشارك الخبير الإسباني، بالإضافة إلى تنظيم معرض لحديقته ، في تدريس هذا الفن من خلال دورات وحلقات دراسية، إلى جانب نخبة من المتخصصين؛ بهدف نشر هذا الفن.
وأوضح بينابينتي، الذي نجح في إقامة حديقة يابانية بالقرب من مدريد، أنه "يصارع من أجل تجنب أن يعيش هذا الفن في بيئة مغلقة".
ويمكن لعشاق الطبيعة بشكل عام ومحبي فن "الـبونساي" بوجه خاص الاستمتاع داخل الحديقة بمكان هادئ، يساعد على تأمل بعض الأنواع المتميزة من الأشجار التي زرعها بينابينتي بنفسه مثل الصنوبر والأزاليا.
وقال بينابينتي إنه من الممكن العثور بسهولة على أشجار البونساي بأسعار في متناول اليد، ولكنه حذر من شراء مثل هذه الأشجار من المراكز التجارية غير المتخصصة.
وعندما يعتاد الشخص هذه الأشجار يجد نفسه وقد اقتحم عالما خلابا تتداخل فيه المعرفة بعلم الحدائق وعلم النبات من خلال تقنيات تهدف للعثور على الجمال عبر اتباع سلسلة مختلفة من أنماط الأشجار وبضعة مبادئ فلسفية شرقية، ومن يستطيع امتلاك هذا العالم، فإنه قد يجد في أشجار البونساي علاجا رائعا لمكافحة التوتر الذي يسببه إيقاع الحياة اليومية السريع.
ويقول بينابينتي إن الشخص الذي يتعلم كيف يراعى هذه الأشجار، يتلقى أيضا عددا من الدروس التي تساعده على العيش بشكل أفضل.