«الجينات القافزة».. اكتشاف جديد لتدعيم جهود مكافحة الأمراض
اكتشف باحثون في معهد لايبنيز للعلاج المناعي بألمانيا، أن "الجينات القافزة" (الترانسبوزونات) تلعب دورا في تنظيم الخلايا المناعية.
و"الجينات القافزة" هي أجزاء من الحمض النووي يمكنها التحرك داخل الجينوم، وكان يُعتقد في السابق أنها غير وظيفية، إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أنها تؤثر في التعبير الجيني، وتلعب دورا في الجهاز المناعي.
ويحمي الجهاز المناعي الجسم من البكتيريا والفيروسات والخلايا السرطانية، ولكنه يمكن أن يسبب أيضا أضرارا للجسم، فبعد التعامل مع التهديدات، يجب تثبيط الجهاز المناعي لتجنب الالتهابات المستمرة أو أمراض المناعة الذاتية، التي يمكن أن تحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي بالجسم نفسه.وتساعد الخلايا المناعية الموجودة في الأنسجة، خصوصا الخلايا التائية التنظيمية، على تقليل الاستجابة المناعية وبدء شفاء الأنسجة، وتختلف هذه الخلايا عن تلك الموجودة في الدم التي لها برامج محددة للتكيف مع بيئة أنسجتها.
وخلال الدراسة المنشورة بدورية "إميونيتي"، فحص الباحثون الحمض النووي للخلايا المناعية الموجودة في الأنسجة من أعضاء مختلفة باستخدام علم الوراثة اللاجينية، الذي يدرس كيفية تشغيل الجينات وإيقافها دون تغيير تسلسل الحمض النووي، وركزوا على المعززات، وهي شرائح الحمض النووي التي تؤثر على نشاط الجينات.
النتائج المتعلقة بالقفز الجيني
وجدت الدراسة برامج تكيف مماثلة خاضعة للتحكم اللاجيني في أنواع مختلفة من الخلايا المناعية المقيمة في الأنسجة، ما يشير إلى وجود آلية تنظيمية مشتركة.واكتشف الباحثون أن الجينات القافزة يتم إثراؤها في مناطق يمكن الوصول إليها من الحمض النووي (مناطق معززة) في هذه الخلايا.
وتحتوي الجينات القافزة على مواقع ربط لعوامل النسخ، وهي بروتينات تنظم التعبير الجيني، ويشير هذا إلى أنها تساعد في تنظيم تكيف الخلايا المناعية في الأنسجة، وهو دور تم الاستهانة به سابقًا.
ويقول الباحثون إن "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية تأثير الجينات القافزة على سلوك الخلايا المناعية، إذ إن الفهم الأفضل لتنظيم المناعة الخاص بالأنسجة يمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة للالتهابات وأمراض الأورام باستخدام الخلايا المناعية المعدلة وراثيا".