الطريق إلى حدود مصر.. إجلاء ونزوح هربا من معارك السودان
مع تواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بدأت موجة إجلاء ونزوح نحو الحدود المصرية هربا من المعارك.
وبدأت أمس السبت، عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية، حيث أعلنت الخارجية السعودية في بيان تنفيذها "عملية إجلاء من السودان شملت 91 سعوديا، و66 أجنبيا من 12 دولة، بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون".
فيما نجحت مصر في فتح ممرات آمنة في العاصمة السودانية الخرطوم لإجلاء الرعايا المصريين والأجانب، ونجحت حتى الآن بالفعل، في إجلاء المئات.
ومساء الأحد، صرح السفير أحمد أبوزيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية، بأنه في إطار جهود الدولة في تنفيذ خطة إجلاء المواطنين المصريين في السودان، تم اليوم إجلاء ٤٣٦ مواطناً من السودان عبر الطريق البري بالتنسيق مع السلطات السودانية.
وقال إن "السفارة المصرية في الخرطوم والقنصليات في الخرطوم وبورسودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا مستمرة في التنسيق مع المواطنين المصريين في السودان لتأمين عملية إجلائهم تباعاً".
وطبقا لما حصلت عليه "العين الإخبارية" من معلومات، فإن مصر ستمنح تأشيرة دخول للرعايا الأجانب القادمين من السودان.
وأفادت مصادر دبلوماسية "العين الإخبارية" بأن مصر تسعى جاهدة لتجهيز حافلات لتوصيل رعاياها برا وصولا إلى المعابر الحدودية "أشكيت-قسطل" و"أرقين" وصولا إلى القاهرة.
وقال المواطن المصري أحمد عبدالغني "رتبت أوضاعي للخروج من السودان بالتنسيق مع السفارة المصرية، مع اشتداد المعارك في الخرطوم، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الضرورية للعيش".
وأضاف عبدالغني لـ"العين الإخبارية"إن "الخروج من السودان أصبح ضرورة نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية".
وتحاول مصر إجلاء رعاياها بكل السبل، بعد إصابة أحد أعضاء سفارتها بالعاصمة الخرطوم بـ"طلق ناري".
وقال السفير أحمد أبوزيد، في بيان سابق، إن "الدول التي لديها مواطنون يتجاوزن العشرة آلاف، مثل الحالة المصرية، تحتاج إلى عملية تخطيط آمنة لضمان سلامة عملية الإجلاء، في ظل التصاعد الخطير في حجم المخاطر".
ويأتي ذلك، وسط تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر.
وكشف أبوزيد أن "أحد أعضاء السفارة المصرية أصيب بطلق ناري بالفعل"، دون أن يوضح مزيدا من التفاصيل بشأن حالته أو الجهة التي استهدفته.
وأكد أن هذا الاعتداء "يؤكد مرة أخرى ضرورة توخى أقصى درجات الحذر حفاظا على سلامة مواطنينا وأعضاء بعثاتنا في السودان".
وفي سياق متصل، دعت وزارة الخارجية المصرية في بيان آخر مواطنيها الموجودين خارج مدينة الخرطوم للتوجه إلى أقرب نقطة من بين مقر قنصليتها بمدينة بورتسودان ومكتبها القنصلي بمدينة وادي حلفا، تمهيدا لإجلائهم بواسطة السلطات المصرية.
ودعت الوزارة المصريين الموجودين بمدينة الخرطوم (التي تشهد معظم الاشتباكات) للبقاء في منازلهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية بالعاصمة، وبما يسمح بإجلائهم في إطار خطة الإجلاء الموضوعة لجميع المصريين في السودان.
وعلى صعيد متصل، تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
وقال بيان للرئاسة المصرية إن الاتصال بحث تطورات الأزمة السودانية، وتنسيق الجهود بين البلدين في هذا الصدد، حيث نوه رئيس الوزراء البريطاني بدور مصر الجوهري في صون السلم والأمن على المستوى الإقليمي، إلى جانب كونها من أهم دول الجوار الفاعلة للسودان، التي تمثل الأزمة الراهنة بها تحدياً بالغاً للاستقرار فى المنطقة بأسرها.
وقد أعرب السيسي وسوناك عن القلق البالغ بشأن تصاعد العنف والقتال في السودان، وهو ما يعرض المدنيين لمخاطر كبيرة ومتزايدة، مع التطرق في هذا الصدد إلى جهود إجلاء رعايا البلدين من السودان.
واستعرض الرئيس المصري جهود بلاده من أجل تشجيع كافة الأطراف علي التوصل لوقف لإطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني الشقيق، مؤكداً ضرورة التعامل بصورة إيجابية مع كافة جهود التهدئة وتفعيل الحوار والمسار السياسي، بهدف تجنيب السودان النتائج الكارثية لهذا الصراع على استقراره ومقدرات شعبه.
من جانب آخر، يحاول سودانيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تنظيم حركة النزوح إلى الحدود المصرية هربا من الاشتباكات التي تجددت اليوم في الخرطوم وأم درمان.
وينشر نشطاء سودانيون على "تويتر" جروبات على تطبيقات المراسلة لتنسيق الأسر المسافرة إلى منطقة الحدود المصرية، وتوفير الحافلات لهذا الصدد.
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg جزيرة ام اند امز