دخل الإماراتيون حقبة تاريخية جديدة من التنمية، طامحة للمستقبل المضيء وتحقيق أهداف الـ50 عاما المقبلة والبناء على ما تحقق من إنجازات.
وبحكمة مستمدة من رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بتعيين الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائبا ثانيا لرئيس الدولة، وتعيين الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد لإمارة أبوظبي، والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان وطحنون بن زايد آل نهيان نائبين لحاكم أبوظبي، تحافظ الإمارات على استدامة نموذجها العالمي، وتزيد تماسك وتضامن بيتها المتوحد، وهو ما أكده الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في قصيدة بعنوان "التهاني"، جاء فيها: "كوكبة فرسان معدنهم ثمين، بالشهامة يحرسون الاتحاد".
تزامنت التعيينات القيادية الجديدة مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة 2023 "عام الاستدامة"، ومع لقاءات أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد في شهر رمضان الفضيل، وقبل أيام من ذكرى وفاة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما يعكس التوافق الواضح بين حكام الإمارات، والمستمد من منهج مستقر وإرث راسخ، يؤكد استدامة نظام الحكم المرتبط بمسيرة الاتحاد، ما لاقى قبولا جماهيريا واسعا بين الشعب الإماراتي، لأن القرارات أتت برجال دولة يمتلكون الخبرة الكافية على المستويين المحلي والاتحادي، ولم يغيبوا يوما عن قوائم الصدارة، وجديرون بالثقة الوطنية.
خلال أقل من عام من تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مقاليد السلطة استطاع سموه عبر التعيينات القيادية تحديد بوصلة الإمارات المستقبلية بكل شفافية، مع وضع استقرار نظام الحكم، ومواصلة مسيرة الإمارات التنموية، وتعاقب الأجيال في عين الاعتبار، كأهداف رئيسية لتحقيق استراتيجية دولة الإمارات الداخلية والخارجية.
حملت القرارات دلالات مهمة حول المراحل المستقبلية، وما تحمله من تحديات سياسية واقتصادية وأمنية إثر تغيرات النظام الدولي، ما يتطلب تطوير دوائر صنع القرار عبر توسيع دائرة الشراكة والصلاحيات، والاستفادة من مختلف الطاقات والكفاءات المتنوعة في مكونات الحكم، بما يتناسب مع التحولات العالمية المتسارعة.
كشفت القرارات مدى التلاحم الاستثنائي بين القيادة والشعب، وأبرزت ثقة المواطن الإماراتي بقيادته، وإيمانه برؤية القيادة الرشيدة التي تضع راحة وسعادة المواطنين في الأولويات، باعتبارهم الركيزة الرئيسية الضامنة لرفعة الوطن واستدامته على كافة الأصعدة، لمواكبة التطلعات وديمومة سفينة الاتحاد.
لاقت التعيينات القيادية ترحيبا كبيرا على الصعيدين الإقليمي والدولي، وانهالت برقيات التهاني والاتصالات الهاتفية المهنئة من قادة الدول الشقيقة والصديقة، ما يعكس مكانة الإمارات كدولة محورية، تؤثر مسيرتها التنموية على محيطها في المنطقة والعالم، وما يؤكد أننا سنشهد في المستقبل تناميا واسعا للتأثير العالمي لدولة الإمارات، في ظل تحديات دقيقة تتطلب الدبلوماسية الإماراتية الفاعلة، وقدرتها على خفض التصعيد، وتحويل التحديات إلى فرص تعزز التنمية الاقتصادية الشاملة.
وصلت دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مكانة عالمية فريدة، لتصبح نموذجا في دورها المحوري، وسياستها الخارجية وتناميها الاقتصادي، وتطورها في كافة المجالات، لا سيما تنوع مصادر الدخل، وامتلاكها مؤسسات استثمارية من الأقوى في العالم، وشراكاتها الإقليمية والدولية، ما جعلها قوة عالمية فاعلة، استطاعت الاستعداد بخطى ثابتة وراسخة، لمراحل ما بعد النفط.
حققت دولة الإمارات العربية المتحدة في الخمسين الأولى منذ نشأتها إنجازات كبيرة في مسيرتها النهضوية، لتكون التجربة الاتحادية الماضية هي نقطة انطلاقة الخمسين المقبلة، وبوجود قامات وطنية رفيعة في قيادة الدفة، لهم منا كإماراتيين الولاء والبيعة، نستطيع معا قيادة وشعبا العمل على تحقيق طموحاتنا وآمالنا، والحفاظ على مكتسبات بلادنا، والبناء عليها للوصول إلى أعالي القمم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة