الملك فيصل.. أول مسؤول عربي يزور "الاتحاد السوفيتي"
تزينت شوارع العاصمة الروسية لأول مرة برايات كُتب عليها "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، لاستقبال رئيس دائرة الشؤون الخارجية السعودية في ذلك الوقت
قبل 85 عاما، بعث العاهل السعودي الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود نجله الأمير فيصل، الذي كان يشغل في هذا الوقت منصب رئيس دائرة الشؤون الخارجية السعودية، في جولة خارجية إلى دول أجنبية عدة لتوثيق العلاقات التي كانت تشهد تطوراً كبيرا، بدأت بأمستردام مرورا إلى برلين وبولندا وختمها بزيارة إلى موسكو في 29 مايو عام 1932، وذلك في أول زيارة رسمية لمسؤول عربي إلى روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا).
وحينها، تزينت شوارع العاصمة الروسية لأول مرة برايات كُتب عليها "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، وعلى الرصيف رُفعت لافتات باللغة العربية كُتب عليها "أهلاً وسهلاً"، بحسب صحيفة سبق السعودية.
وشمل برنامج إقامة الوفد السعودي وقتها الاطلاع على مختلف نواحي حياة الدولة الروسية، حيث أبدى الأمير فيصل اهتماماً جماً بحالة القوات المسلحة السوفيتية، وزار المقر المركزي للجيش الأحمر، مع زيارة ميدان سباق الخيل في موسكو.
كما زار الوفد الأكاديمية الجوية الحربية وتعرَّف باهتمام على مختبرات الأكاديمية، ثم مشاهدة تحليقات استعراضية بالمطار.
واطلع الأمير فيصل كذلك على الصناعة الروسية التي كانت تشهد تطوراً متسارعاً للغاية، وكذلك زيارة مصنع السيارات المسمى باسم ستالين.
وشملت زيارة الوفد أيضاً مدينتي لينينغراد وأوديسا، ثم غادر الوفد السعودي أراضي الاتحاد السوفيتي.
وتولى الملك فيصل مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية في الفترة من 2 نوفمبر 1964 حتى 25 مارس 1975.
وتتمتع العلاقات السعودية الروسية على مدى تسعة عقود مضت، بالتفاهم المشترك بين قيادتيْ البلدين؛ إدراكاً بأن المملكة وروسيا تمتلكان إمكانيات كبيرة في مختلف المجالات؛ الأمر الذي عزز من مكانة هذه العلاقات، وجعلها تتوسع في مجالات متنوعة.