مفاجأة.. فرنسا وأمريكا كانتا على علم بتمويل "لافارج" لـداعش سوريا
المخابرات الفرنسية كانت على علم بأدق التفاصيل حول تمويل المصنع لتنظيم"داعش" الإرهابي في سوريا والجيش الأمريكي استخدم المصنع في 2015.
كشفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، تفاصيل مثيرة حول قضية تمويل عملاقة الأسمنت الفرنسية في سوريا شركة "لافارج هولاسيم" لتنظيم "داعش" الإرهابي، موضحة أن "المخابرات الفرنسية كانت على علم بأدق التفاصيل حول تلك الوقائع، عن طريق مدير التأمين والسلامة للمجموعة، جون كلود فيار"، كما أشارت إلى أن الإليزيه والخارجية الفرنسية، شاركا في مناقشات استراتيجية بشأن نشر القوات في المصنع.
وأوضحت الصحيفة أن "محضر الاستماع لأقوال مدير التأمين والسلامة للمجموعة، والذي اطلعت عليه الصحيفة، كشف الصلات الوثيقة بين لافارج والمخابرات الفرنسية"، لافتة إلى أن "لافارج أخبرت الدولة الفرنسية، بما فيها المخابرات، عن علاقتها بالجماعات المسلحة الموجودة في المنطقة، بما في ذلك تنظيم "داعش" الإرهابي".
- شركة لافارج الفرنسية مولت داعش سوريا بنصف مليون دولار
- فرنسا وشركة "لافارج".. لقاء محتمل في سوريا يُحرج باريس
وفتحت تلك المعلومات جبهة جديدة في التحقيق القضائي ضد "لافارج" فرع سوريا، خلال جلسة الاستماع التي أجريت في 12 أبريل الجاري، في مكتب المحقق شارلوت بليجر، مع جون كلود فيار، وأكد أنه كان مصدراً رئيسياً للمعلومات، للمخابرات الفرنسية"، موضحاً أنه "كان يطلعهم على المعلومات أولاً بأول" كما سرد تلك التفاصيل أمام قضاة التحقيق، وضباط من الأمن الوطني الفرنسي، والمخابرات العسكرية".
وتابع فيار، الذي عمل ضابطاً في القوات البحرية لمدة 40 عاماً قبل التحاقه بالشركة عام 2008 أنه "حتى الاجتماعات التي كان تعقد، كانت تتم بناء على طلبهم، كما قدم أجندة، مذكوراً فيها عدد اللقاءات بين مختلف أجهزة المخابرات الفرنسية الداخلية، والخارجية، ما بين عامي 2012 حتى 2014، والتي وصلت إلى 33 لقاء".
ولفت إلى أن "تلك المعلومات الاستراتيجية، كان تطلع الدولة الفرنسية على طبيعة الوضع العسكري والأمني في شمال سوريا بصفة عامة، بما في ذلك وضع المصنع".
وفقاً لأقواله فإنه "أجرى اتصالاً بمكتب الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا أولاند، بهدف فهم كيفية استخدام المصنع كجزء من خطة الانتشار العسكري الفرنسي في تلك المنطقة عن طريق ذلك المصنع"، مشيراً إلى أنه في " نهاية عام 2015 دخلت القوات الخاصة الأمريكية سوريا عن طريق المصنع بالتنسيق مع جهات الاتصال بين ذلك المسؤول الفرنسي والسفير الفرنسي في سوريا فرانك جيليت في ذلك الوقت".
وأضاف فيار أن "القيادة الفرنسية وافقت على اقتراح لافارج، باتخاذ المصنع قاعدة للقوات الخاصة الفرنسية، جنبا إلى جنب مع القوات الأمريكية".
وكانت قوات الشرطة الفرنسية، قد عثرت خلال مداهمة مقرات المجموعة على وثائق مدرج فيها أسماء ضباط رفيعي المستوى، ورسائل إلكترونية، بين الأمن الوطني الفرنسي وبين مسؤولي الشركة.
ويشار إلى أنه تم توجيه الاتهام رسمياً إلى ستة من قادة لافارج، ما بين 2012 حتى 2014، بتحويل عشرات آلاف اليوروهات إلى تنظيم إرهابية، من بينها تنظيم "داعش" الإرهابي، بهدف مواصلة عمل مصنع الإسمنت في منطقة الجلابية.
وكانت صحيفة "لوكانارد أوشييني"الفرنسية الساخرة، كشفت في تحقيق استقصائي في وقت سابق أن "لافارج" مولت تنظيم "داعش" الإرهابي، بنحو نصف مليون دولار ما بين يوليو/تموز 2012 حتى سبتمبر 2014.