يوم الأسير.. أم فلسطينية لم يجتمع شمل أبنائها منذ 31 عاما
تذكر ليلى العيساوي أن المرة الأخيرة التي تمكنت فيها من الجلوس مع أبنائها على مائدة طعام واحدة كانت في العام 1987.
تذكر ليلى العيساوي أن المرة الأخيرة التي تمكنت فيها من الجلوس مع أبنائها على مائدة طعام واحدة كانت في العام 1987.
ولليلى من الأبناء 6 هم؛ سامر ومدحت ورأفت وفراس وفادي وشادي، وابنتان هما شيرين ورشا، وهم جميعا من سكان حي العيساوية في القدس الشرقية المحتلة.
استشهد فادي في العام 1994 في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في البلدة أما باقي الأبناء فخاضوا جميعا تجربة الاعتقال باستثناء رشا.
والآن يقبع سامر ومدحت في السجون الإسرائيلية.
وقالت ليلى لـ"العين الإخبارية"كانت المرة الأخيرة التي جلسنا فيها على طاولة واحدة في العام 1987، فرحنا بالوجود سويا ولكن للأسف لم نتمكن من التقاط صورة جماعية" وأضافت بأسى"بات من غير الممكن على الإطلاق التقاط هذه الصورة أبدا، استشهد فادي وما زال سامر ومدحت في الأسر الإسرائيلي ولا ندري متى سيتم الإفراج عنهما".
وليس الأسر بالأمر الجديد على ليلى، فهي نفسها خضعت للاعتقال من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي في الأسبوع الأول من زواجها بتهمة مقاومة الاحتلال.
حادثة اعتقالها في الأسبوع الأول من زواجها لم تؤثر فيها كما أثرت لحظات علمها باستشهاد ابنها فادي والإضراب عن الطعام الذي خاضه ابنها سامر لمدة 270 يوما.
وكان فادي (14 عاما) استشهد في مواجهات أعقبت مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل التي نفذها الإرهابي باروخ غولدشتاين وأدت إلى استشهاد 29 فلسطينيا وجرح أكثر من 150.
وتشير ليلى إلى أن الإسرائيليين يلاحقون أفراد أسرتها بحجة مقاومة الاحتلال، فما يكاد يخرج أحد أبنائها من السجن حتى يتم اعتقال آخر.
وتروي ليلى: "أمضى ابني مدحت ما يقارب 24 عاما في السجون الإسرائيلية، على فترات اعتقال متفاوتة، وقبل 5 سنوات تم الإفراج عنه من السجن وقرر الزواج وبالفعل فقد تزوج وبدأ حياته، ولكن بعد 3 أشهر تم اعتقاله وخلال وجوده في السجن أنجبت زوجته ابنته التي بات عمرها الآن 5 سنوات ولكنها لم تتمكن من احتضان أبيها يوما فهي لا تراه إلا من خلف زجاج ولا تتكلم معه أثناء الزيارات إلا من خلال هاتف داخلي".
وفي سجن آخر يقبع سامر، الذي ذاع صيته بشكل كبير بعد إضراب أسطوري عن الطعام لمدة 270 يوما، حتى كاد يتحول إلى شبح بسبب فقدانه وزنه.
وتابعت "تم الإفراج عن سامر في العام 2011 في إطار صفقة تبادل للأسرى.. ولكن ما لبثت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأعادت اعتقاله وجميع من تم الإفراج عنهم في إطار صفقة تبادل الأسرى في الضفة الغربية والقدس وأعادت تثبيت الحكم السابق ضده".
ومؤخرا تلقت ليلى خبرا سعيدا عن إطلاق سراح ابنتها المحامية شيرين من السجن الإسرائيلي.
وقالت "صحيح أن أولادي خاضوا الاعتقال ولكن الوضع بالنسبة لشيرين مختلف تماما، فهي فتاة وفي حقيقة الأمر فإنها تعرضت للتعذيب الشديد أثناء وجودها في السجن".
احتجزت شيرين في زنزانة لمدة شهرين وتم تثبيت كاميرات مراقبة داخل الزنزانة ولذلك فلم تتمكن من حتى تغيير ملابسها او الاستحمام طوال هذه الفترة.
وقالت بألم "لم يعاملوا شيرين بأي نوع من الإنسانية، والمبرر أنها كمحامية كانت تعلم الأسيرات حقوقهن في السجن كأسيرات".
وأضافت" الآن هي تكمل تعليمها للحصول على شهادة الماجستير في القانون الدولي".
وما انطبق على مدحت وسامر وشيرين انطبق أيضا على رأفت الذي أمضى 8 سنوات في السجن ومثلها أمضاها شادي، أما فراس فقد أمضى 5 سنوات في السجن.
لم يكن هذا بالأمر الهين على ليلى التي أنهكها المرض وقالت: "أولادي في السجن، وكل المعتقلين أولادي، لا حقوق لهم على الإطلاق ومعاناتهم كبيرة وهم يفتقدون أبسط الحقوق الإنسانية".