7 مايو.. شاهد على عقد من "بلطجة حزب الله" في لبنان
"ما أشبه الليلة بالبارحة".. هذا لسان الحال اللبنانيين، مساء الإثنين، بشوارع بيروت بسبب بلطجة واستفزازات "حزب الله" الإرهابي.
"ما أشبه الليلة بالبارحة".. هذا لسان الحال في لبنان وتحديداً في شوارع بيروت التي لم تعرف النوم، مساء الإثنين، بسبب بلطجة واستفزازات مليشيات "حزب الله" الإرهابي.
وصادف الإثنين 7 مايو/أيار 2018 ذكرى ما حدث قبل 10 سنوات في مثل هذا اليوم عام 2008، عندما احتلت مليشيات "حزب الله" الإرهابي بيروت واعتدت على أهلها.
فبالأمس عاثت مليشيات "حزب الله" الإرهابي فساداً وتخريباً بالممتلكات العامة والخاصة، والهتافات المذهبية عبر مكبرات الصوت، التي تتحدث عن تحويل بيروت إلى مدينة شيعية مثال "هاي هيي .. هاي هيي.. بيروت صارت شيعية".
وجاءت أعمال التخريب في أعقاب ظهور النتائج الأولية للانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد.
"حزب الله" يفسد الانتخابات
وطوى لبنان صفحة الانتخابات البرلمانية بحملاتها وشعاراتها وعمليات الاقتراع، ليفتح صفحة جديدة على مشهد آخر رسمت معالمه نتائج الاستحقاق، الذي أعطى مليشيات "حزب الله" الإرهابي وحلفاءه أكثر من نصف أعضاء المجلس النيابي البالغ عددهم 128 نائباً؛ لتؤسس هذه النتائج مرحلة طويلة من المواجهة الداخلية بارتباطاتها الإقليمية والدولية.
وبات لبنان مخطوفاً سياسياً من قبل مليشيا إرهابية تباهي بأنها تتلقى أوامرها من العاصمة الإيرانية طهران.
وأفضت نتائج الانتخابات إلى فوز المليشيات الإيرانية في معاقلها في منطقتي البقاع الشمالي وجنوب لبنان التي تعدّ أشبه بالمربعات الأمنية المقفلة، في مواجهة قوى "14 آذار"، التي تفاوتت نسب المقاعد النيابية لمكوناتها بين من عزز حضوره النيابي مثل حزب "القوات اللبنانية" وبين من خسر نحو ثلث مقاعده مثل تيار "المستقبل" بقيادة رئيس الحكومة سعد الحريري.
وخرجت مليشيات "حزب الله" الإرهابي إلى شوارع بيروت لتمارس أعمالها التخريبية بتحطيم المكاتب الانتخابية لـ"تيار المستقبل"، ونزع صور الرئيس سعد الحريري وأعضاء لائحته من معظم شوارع بيروت، ووضع علم الحزب على النصب التذكاري لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الموجود في مكان اغتياله في منطقة "السان" جورج، وهو ما شكّل قمّة الاستفزاز لسنّة لبنان عموماً، وأبناء بيروت خصوصاً.
وعدّ أهالي بيروت هذه الاستفزازات، بمثابة اغتيال ثانٍ لرفيق الحريري، الذي اغتاله "حزب الله" بتفجير شاحنة مفخخة أثناء عبور موكبه بمنطقة "السان جورج" بوسط بيروت التجاري في 14 فبراير/شباط 2005، بحسب الاتهامات التي ساقتها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لـ5 من القيادات الأمنية للمليشيا الموالية لإيران، وأفضت إلى مقتل 22 آخرين مع الحريري، بينهم النائب والوزير باسل فليحان وعناصر موكبه، وقد رفض الحزب كل طلبات المحكمة الدولية، الرامية إلى تسليم هؤلاء المتهمين للعدالة.
وفي مواجهة استفزازات حزب الله، أقام الجيش اللبناني، مساء الإثنين، عدة حواجز في مختلف شوارع بيروت فيما سيرّ دوريات، وذلك للحفاظ على الأمن جراء القلاقل والمناوشات التي شنتها عناصر مليشيا حزب الله الإرهابية في العاصمة.
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في بيان أوردته وكالة الأنباء اللبنانية، أن الحريري أجرى اتصالين بقائد الجيش العماد جوزيف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وطلب منهما "معالجة الانفلات الأمني في بيروت واتخاذ التدابير اللازمة بأقصى سرعة ممكنة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة".
فيما قال تيار المستقبل في بيان: "حاولت فلول من الخارجين على القانون طوال اليومين الماضيين، نشر حالة من الانفلات والفوضى في أحياء بيروت، والقيام بعمليات تخريب والاعتداء على النصب التذكاري للرئيس الشهيد رفيق الحريري، واقتحام منطقة عائشة بكار بمئات الدراجات النارية، وإطلاق هتافات مذهبية واستفزازية، تعيد العاصمة إلى مناخات التحريض والعبث".
وعبر تيار المستقبل عن سخطه تجاه الممارسات التي وصفها بـ"الشاذة والمشبوهة"، ومحملا المسؤولية الكاملة للقيادات السياسية والحزبية المعنية بضبط انفلات عناصرها، وردعهم عن مواصلة المسيرات المذهبية وما يترتب عليها من ردود أفعال.
وأهاب التيار بالشباب اللبناني المنتمي للعمل السياسي، التزام ضبط النفس، والامتناع عن تنظيم أي مسيرات مضادة، والتعاون مع الجيش وقوى الأمن الداخلي لضبط الوضع.
وجاء في البيان أن تلك المشاهد "تعيد العاصمة إلى مناخات التحريض والعبث بالسلم الأهلي، وتنكأ جراح اليوم المشؤوم للسابع من مايو/أيار ٢٠٠٨".
ماذا حدث في 7 مايو/أيار 2008؟
صبيحة يوم 7مايو/ أيار 2008، لم يكن أهالي بيروت يعلمون أن أمرًا ما يُحضر لمدينتهم ويتخفى خلف تحرك الاتحاد العمالي العام، خصوصًا بعد القرار الذي اتخذته الحكومة آنذاك برئاسة فؤاد السنيورة، بإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير الموالي لحزب الله من منصبه، وإعادته إلى صفوف الجيش، وذلك بعد أن بحثت الحكومة اللبنانية الاتهامات التي وجهها النائب وليد جنبلاط ضد "حزب الله" على خلفية قيامه "بمراقبة مطار بيروت الدولي بواسطة كاميرات، والعمل على مصادرة شبكة الاتصالات السلكية التابعة لسلاح الإشارة الخاص بـ"حزب الله" باعتبارها تهدد أمن الدولة.
وقتها خرجت مليشيات "حزب الله" الإرهابي إلى شوارع بيروت مستعينة بكل مفردات لغة القتل والانتهاك والتدمير، فكانت حصيلة ذلك اليوم الدامي 71 قتيلًا ومئات الجرحى، بالإضافة إلى الدمار في الممتلكات العامة والخاصة.
في هذا اليوم، أعلن "حزب الله" الإرهابي حربه على الداخل اللبناني ليصبح سلاحه قاتل اللبنانيين من بيروت إلى الجبل وغيرها من المناطق اللبنانية؛ إذ انقض يومها بكل ما يملك من قوى عسكرية على بيروت، وتحديدًا على المناطق الخاضعة لنفوذ "المستقبل" كما في الطريق الجديدة والمزرعة وقريطم وعائشة بكار وفردان وغيرها من المناطق، فأحرقوا البيوت وسرقوها وعاثوا خراباً وفساداً في تلك المناطق تحت ستار "حماية شبكة الاتصالات غير الشرعية والدفاع عن المقاومة".
حتى إن إعلاميي قناة وجريدة المستقبل عانوا ما عانوه أهالي بيروت، فبينما كانوا يرصدون "أمر العمليات" الذي أعطاه الأمين العام لـ"حـزب الله" حسن نصرالله، لمناصريه للانقضاض على بيروت، حوصروا من قبل المليشيات الإرهابية وحركة أمل والقومي السوري التي عملت على إحراق جريدة "المستقبل" في منطقة الرملة البيضاء، وكذلك الدخول إلى مبنى إخبارية "المستقبل" في القنطاري والتعدي على طاقمها وقطع كبالات البث فيها من قبل مليشيات "حزب الله" الفنية.
مليشيات "حزب الله" الإرهابي أرادت إسكات الرأي الآخر إعلامياً في 2008، لكنهم فشلوا في إخضاعه، وعاد هذا الصوت أقوى مما كان عليه ليفضح حقدهم وحقيقتهم على الملأ وأمام الرأي العام العربي والعالمي، كما حدث بالأمس إذ سجلت مواقع التواصل الاجتماعي فضائحهم في شوارع بيروت بعد الانتخابات النيابية عام 2018، وما تسببوا فيه من أعمال تخريب وتدمير لتؤكد حقيقتهم الرامية فقط إلى خدمة نظام الملالي الإيراني وتقويض الاستقرار في المنطقة.