ليبيا بين منعطف الدبيبة والبرلمان.. 3 سيناريوهات للأزمة
حالة من عدم اليقين تسود المشهد السياسي في ليبيا، بعد تعثر قطار الانتخابات، وتصاعد الخلاف بين البرلمان وحكومة الدبيبة.
مشهدٌ يستحضر معه ثلاثة سيناريوهات للمرحلة المقبلة، رسمها محللون سياسيون في أحاديث منفصلة مع "العين الإخبارية".
مربع الصراعات
يقول المحلل الليبي حسين المسلاتي لـ"العين الإخبارية"، إنه بعد "فشل" الحكومة الحالية في أداء المهام المنوطة بها وهي الوصول للانتخابات ورفع المعاناة عن الليبيين، باتت الكرة في ملعب مجلس النواب، الذي سيقع على عاتقه مسألة تشكيل حكومة جديدة تحظى بتوافق كبير، رغم معارضة بعض الدول منها أمريكا.
وأوضح المحلل الليبي، أنه إذا نجح مجلس النواب في تغيير الحكومة رغمًا عن الإرادة الدولية، فإن فرص الانقسام ستنخفض إلى الحد الأدنى، شريطة أن ترأسها شخصية قوية تملك حظوظا حقيقية على الأرض، وأن تكون توافقية وتستطيع العمل من طرابلس.
تغييرات مبشرة
ورغم أن المسلاتي، لفت إلى أن الحكومة الجديدة إذا تمكنت من العمل من العاصمة طرابلس، فإنها ستفرض تغييرا قد يكون مصحوبا بفصل من العنف، إلا أنه نوّه بأن ذلك سيكون جزئيًا، فيما ثماره مبشرة، بتوحيد المؤسسات.
غير أن من يرأس الحكومة وبرامجه وقوته على الأرض، كلها عوامل ستحدد شكل الحكومة وما إذا كان سيكون هناك انقسام مؤسساتي من عدمه، بحسب المحلل السياسي الذي قال إن المعطيات تشير إلى حظوظ قوية للمرشح الرئاسي فتحي باشاغا في الفوز بمنصب رئيس الحكومة الجديدة.
أطراف فاعلة
وأعرب عن اعتقاده في أن "باشاغا سيكون مدعوما بالتحركات والتوافقات والشراكات الأخيرة، مع أطراف فاعلة على الأرض، في مناطق أخرى غير المنطقة الغربية"، معتبرا أن لقاءه قائد الجيش المشير خليفة حفتر والمرشحين الرئاسيين أحمد معيتيق والشريف الوافي وعبدالمجيد سيف النصر في بنغازي، خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، "أوجد شراكة جديدة ستكون بمثابة داعم له في مهمته الجديدة".
برلمان ليبيا يؤجل جلسته.. 8 بنود بينها الترشح لرئاسة الحكومة
بدوره، رجّح المحلل الليبي كامل المرعاش، أن "يمضي البرلمان قدمًا في اختيار شخصية قوية من الغرب الليبي، سيعول عليها في إزاحة عبدالحميد الدبيبة"، مشيرًا إلى أن من ميزات هذه الشخصية أنها تنتمي إلى نفس مدينة وقبائل الدبيبة، ولديها قوات موالية لها في هذه المدينة، "مما يضعف بشكل كبير اعتماد الدبيبة على المليشيات في السيطرة على الغرب الليبي والاحتفاظ بالسلطة".
3 سيناريوهات
وتوقع المحلل الليبي في حديث لـ"العين الإخبارية"، ثلاثة سيناريوهات محتملة للفترة المقبلة، أولها أن يرضخ الدبيبة في نهاية المطاف لتسليم السلطة، خصوصًا إذا لم يحصل على دعم خارجي من بعض الأطراف الدولية التي تحاول السيطرة على مستقبل ليبيا.
ثاني تلك السيناريوهات- بحسب المرعاش- أن يلجأ الدبيبة لتقديم تنازلات كبيرة وتغيير حكومته وتقليصها لحكومة مصغرة، وأن يضم إليها شخصيات قوية يوكل لها تفكيك المليشيات وتفعيل سيطرة وزارة الداخلية ممثلة في الدولة على كل مناطق ليبيا، وعدم التدخل في المؤسسة العسكرية وتخليه عن منصب وزارة الدفاع، واعتماد قيادة الجيش الحالية لإدارة توحيد المؤسسة العسكرية حصريًا.
فيما يتمثل السيناريو الثالث في تشكيل حكومة جديدة مقرها في سرت (وسط ليبيا)، وتكون منافسة وموازية لحكومة الدبيبة، إلا أن المرعاش حذر من أن هذا السيناريو سيعيد البلد الأفريقي إلى "مربع الصراع الأول، وربما الانزلاق للحرب، لكن هذه المرة بين مكونات عسكرية تنتمي للغرب الليبي وليس معادلة شرق/غرب لحسم السيطرة على العاصمة طرابلس".
وأكد أن السيناريو الثالث، "سيسمح بتدخل الدول المتورطة في الملف لدعم أحد الأطراف حسب مصالحها، إلا أن الأمم المتحدة ستخسر مصداقيتها وستقف عاجزة تماما عن التأثير في مجريات الأحداث، مما سيشكل ضربة جديدة لها تضاف إلى إخفاقاتها في سوريا والعراق وأفغانستان" على حد قوله.
خارطة الطريق
المحلل الليبي محمد يسري، وافق المرعاش والمسلاتي، مشيرًا إلى أنه طبقا لخارطة الطريق الموضوعة في ملتقى الحوار الليبي فإن حكومة الدبيبة انتهت بالفعل.
وليامز تحذر من "العلم الأسود".. وتكشف ماذا تريد لليبيا
ولفت المحلل الليبي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن مجلس النواب "عازم بالفعل على تسمية حكومة جديدة" كما أعلن سابقا، مشيرًا إلى أن هناك معلومات ترجح بأن يكون على رأس تلك الحكومة الدبيبة أو على الأقل توليه إحدى الوزارات، لتسيير المرحلة الحالية حتى تعقد الانتخابات.
ورغم أن يسري حذر من أن تصريحات الدبيبة الأخيرة، بأنه سيتمر في عمله، قد تؤدي إلى انقسام، إلا أنه قال إنه مع الجهود الدولية التي تبذل خاصة من قبل البعثة الأممية قد تكون هناك حلول أخرى.
ضغوط دولية
من جهة أخرى، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الدبيبة لن يتنازل عن منصبه، مشيرًا إلى أن البرلمان قد يأتي بحكومة جهوية لن تستطيع إخراج رئيس الحكومة الحالية من العاصمة طرابلس، كونها ستكون بلا قوات تحميها وتناصرها.