الرئاسي الليبي يوجه بفتح الطريق الساحلي.. فهل تستجيب المليشيا؟
وجه المجلس الرئاسي الليبي بالبدء الفوري بفتح الطريق الساحلي وتسهيل حركة المرور وتنقل المواطنين بكل سهولة ويسر.
جاء ذلك في خطاب وجهه المجلس الرئاسي الليبي بصفته القائد الأعلى للجيش، إلى غرفة عمليات البركان التابعة لحكومة الوفاق سابقا، طالب فيه بإعادة تمركز عناصرها، تمهيدًا للبدء الفوري بفتح الطريق الساحلي.
تنسيق تام
وطالب الرئاسي الليبي، في الخطاب الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، بالتنسيق التام مع الأجهزة الأمنية بما في ذلك القوة العسكرية المشتركة ولجنة الترتيبات الأمنية التابعة للجنة العسكرية المشتركة (5+5) ومديريات الأمن التي يقع الطريق الساحلي ضمن حدودها الإدارية، بما يضمن فتح الطريق وتأمين وسلامة المرور في الاتجاهين.
كما طالب بإعداد تقرير دوري مفصل للعرض عليه، موضحا ما قد تم اتخاذه من إجراءات والصعوبات التي قد تعترض فتح الطريق الساحلي، مهما كانت طبيعتها ومصدرها، والإبلاغ عن أي طارئ في حينه قد يعرقل تسهيل حركة المرور، بحسب خطاب الرئاسي الليبي.
ملف شائك
ويعد ملف فتح الطريق الساحلي وترحيل المرتزقة من أكثر الملفات الشائكة التي تمثل عبئاً كبيراً على السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، وتعرقل عملية السلام الشاملة والمصالحة الوطنية، بسبب الخلافات الحادّة حولهما.
ففيما تشترط غرفة عمليات سرت والجفرة تراجع قوات الجيش الليبي وخروجها من مدينة سرت لفتح الطريق الساحلي وهو ما يرفضه الجيش، يتمسك تنظيم الإخوان والمليشيات المسلحة في ليبيا ببقاء القوات التركية.
تفكيك المليشيا
خطاب المجلس الرئاسي الليبي، يأتي بعد يوم من اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) والتي طالبت بضرورة فتح الطريق الساحلي وإجلاء المرتزقة وتفكيك المليشيات المسلحة.
وأوضحت اللجنة العسكرية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أنه تم استعراض أهم العراقيل التي تواجه تنفيذ بنود اتفاق جنيف، فيما يخص فتح الطريق الساحلي وإجلاء المرتزقة وتفكيك المجموعات المسلحة.
وشدد أعضاء اللجنة على ملاحظتهم عدم وجود تعاون حقيقي والتزام من الدول التي تتدخل في الشأن الليبي، بما يعرقل أمنا واستقرارا ينشدهما الليبيون الذين ملّوا من تكرار الاجتماعات للمجموعة العسكرية دون نتائج ملموسة على الأرض.
تفجير سبها
كما يأتي خطاب الرئاسي بعد ثلاثة أيام من تفجير بسيارة مفخخة يقودها إرهابي عند بوابة مدينة سبها جنوبي ليبيا، ما أدى إلى مقتل رئيس قسم البحث الجنائي في المدينة، إبراهيم عبدالنبي مناع، والضابط بالجهاز، عباس أبوبكر الشريف، وإصابة 3 أشخاص، وتدمير عدد من سيارات مديرية الأمن بالمدينة، في حادث أدانته عدة دول.
تفجير سبها، استنفر المجلس الرئاسي ودفعه لعقد اجتماع عاجل الإثنين، جدد فيه تأكيده على أهمية إجراء مصالحة وطنية، وإخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة، وتوحيد المؤسسات.
كما اجتمع موسى الكوني عضو المجلس الرئاسي الثلاثاء، بقيادات الجيش من الجنوب الليبي، لبحث الأوضاع العسكرية والأمنية في المنطقة الجنوبية، والعديد من الملفات المهمة، أبرزها ضبط الحدود، ومكافحة الإرهاب ومساعي توحيد المؤسسة العسكرية، وتكاتف الجهود للتصدي للتطرف والإرهاب الذي يهدد المنطقة.
مكافحة الإرهاب
وطالب الضباط الذين يمثلون قيادات الجيش من الجنوب، القائد الأعلى للجيش الليبي (المجلس الرئاسي) بوضع رؤية شاملة تضم كل الوحدات العسكرية لتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب ومنع التهريب، بحسب بيان للمجلس الرئاسي صدر ليل الثلاثاء/الأربعاء.
وأكد الكوني ضرورة وضع خطة أمنية وطنية موحدة لمواجهة الإرهاب وتوحيد كتائب حماية الحدود ومنحهم كل الإمكانيات اللوجستية حتى يتمكنوا من أداء المهام الموكلة لهم.
توحيد المؤسسات
وأضاف أن المجلس الرئاسي يسابق الزمن من أجل توحيد كل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية التي تعد صمام الأمان للدولة، معتبراً أن تجاوز أزمة الثقة بين كل الأطراف سيفتح الطريق أمام توحيدها والمساهمة في استتباب الأمن وفرض سيادة الدولة.
بدوره، اجتمع رئيس حكومة الوحدة الوطنية وزير الدفاع عبدالحميد الدبيبة، مساء الثلاثاء، برؤساء ومسؤولي الأجهزة العسكرية والأمنية المختلفة، لمناقشة آخر مستجدات الوضع الأمني، وجهود مكافحة الارهاب في المناطق الليبية المختلفة، وتنسيق عمل الأجهزة الأمنية لضمان استتباب الأمن وتكامل العمل بينهم.