موقع جديد يستهدف ضحايا الشعور بالوحدة.. لست وحدك
كندية تطلق مشروع الوحدة الذي يدعو ضحايا الشعور بالوحدة إلى سرد قصصهم وحكاياتهم المجهولة.. وكانت النتيجة صادمة
تعرض الشاشة مجموعة من المباني السكنية، بعضها خالٍ، والبعض الآخر يعكس ظلال شخص خلف النافذة، وعندما تنقر بالفأرة على شقة تظهر قصة على الشاشة.
تقول القصة: "قضيت ساعتين بمفردي أتجول في إيكيا، لأنني خشيت أن أطلب من أحد المجيء معي". وتضيف: "تناولت اثنتين من النقانق، ولم أشتر شيئًا".
بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، هذا الاعتراف جزء من "مشروع الوحدة"، وهي منصة على الإنترنت مخصصة لعرض قصص العزلة الاجتماعية من جميع أنحاء العالم، والنتيجة نوع من الترياق الرقمي لعالم التواصل الاجتماعي الذي غالباً ما يكون منسقاً على نحو عالٍ، وفقًا لماريسا كوردا صاحبة المبادرة، التي تقيم في تورنتو الكندية.
وأوضحت كوردا (26 سنة) أن فيسبوك مشروع سعادة، وأنستقرام مشروع جمال، ونحن نحتاج مشاريع أكثر تتحدث عن أن الحياة سعيدة، لكنها أيضا وحيدة وحزينة.
وأطلقت كوردا المشروع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدعوة أصحاب القصص المجهولة كي يسردوا حكاياتهم، وكانت النتيجة تدفق أكثر من 1400 قصة من نحو 60 دولة حول العالم، بدءاً من كوبا إلى سوريا وتايوان.
ويقدم الموقع موارد للعثور على المساعدة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الوحدة المزمنة، وهي حالة تختلف عن انحسار وتدفق الوحدة الانتقالية التي يعالجها هذا المشروع.
ويشارك بعض الأشخاص على الموقع قصص انتقالهم إلى مكان جديد، وعدم معرفتهم أي شخص هناك، بينما يتهاوى آخرون إثر حالات الانفصال العاطفية، ويشرح آخرون بالتفصيل غصة عدم وجود أي شخص ينتظرهم أثناء خضوعهم لعملية جراحية، أو ليهتف لهم أثناء عبورهم خط النهاية في الماراثون.
وتقول كوردا إننا وصمنا الوحدة وصمة سيئة، لدرجة أنه أصبح من الصعب جداً الحديث عنها، مشيرة إلى أنها تحاول إظهار أن الوحدة مجرد جزء طبيعي من كوننا بشراً.
وقضت كوردا مئات الساعات حتى الآن في تصميم الموقع، وتأمل أن يتوسع يوماً ما، ليتضمن مشاعر أخرى غالبًا ما تكون مخبأة مثل الشعور بالذنب والفشل.
وعلقت كوردا على التغطية الإعلامية التي وصفت الوحدة بأنها وباء، وتشبه تدخين 15 سيجارة في اليوم، وترى أنه من غير الواقعي توقع أن بإمكاننا علاج الوحدة، "ولا أظن أنه يتحتم علينا ذلك، فهي جزء من كوننا بشراً".
وأضافت كوردا "أنها إشارة لنا بأننا نريد شيئاً أكثر من تفاعلاتنا الاجتماعية، وأننا نريد شيئاً أكثر من حياتنا الاجتماعية".
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز