دراسة إيطالية تكشف سر العمر الطويل
دراسة إيطالية، كشفت عن أن السر الحقيقي في طول عمر الإنسان يكمن في تمتعه بدورة دموية سليمة.
كشفت دراسة إيطالية، عن أن السر الحقيقي في طول عمر الإنسان يكمن في تمتعه بدورة دموية سليمة.
وذكرت صحيفة الديلي إكسبريس البريطانية، نقلا عن الدراسة لجامعة "لا سابينزا" في مدينة ساليرنو جنوب إيطاليا، أن الناس الذين يتمتعون بتدفق دم جيد للأوعية الدموية في الجسم يعيشون لفترة أطول.
وتمكن العلماء من تقصي الرابط بين طول العمر وكفاءة الدورة الدموية من خلال وضعهم سكان قرية أتشارولي الواقعة في جنوب غرب إيطاليا، قيد الملاحظة، بعد أن أصبحت موطنًا لعدد كبير من المعمرين الذين يصل متوسط عمرهم إلى ٩٢ عامًا.
وأوضحت الدراسة أن دوران الأوعية الدقيقة في الجسم يسلم الأوكسجين والمواد المغذية إلى الخلايا أثناء إزالة السموم والفضلات، كما يسيطر أيضًا على ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم عن طريق توسيع أو تضييق الشعيرات الدموية التي تزود العضلات والأجهزة والجلد.
وأظهر المعمرون في هذه القرية مستويات مماثلة من مادة كيميائية تسمى "بيو-إيه دي أم"، التي تعزز تدفق الدم في الشبكات الشعرية في الجسم.
والمعروف أن العوامل الوراثية وممارسة الرياضة واتباع نظام البحر المتوسط الغذائي جميعها يلعب دورًا في العيش لعمر أطول، ولكن العلماء كانوا يبحثون خلال هذه الدراسة عن "المؤشرات الحيوية" التي تشير إلى طول العمر.
وذكر العلماء أن التركيزات المنخفضة جدًّا من هذه المادة الكيميائية "بيو-إيه دي أم" تشير إلى وجود نظام بالأوعية الدقيقة يسمح بضخ الدم بشكل لا بأس به من الأعضاء والعضلات.
وأوضحوا أن دورة الأوعية الدقيقة بشكل جيد هي ما تجعل عدائي الماراثون يمارسون هذه الرياضة بشكل أفضل عن الرجل أو السيدة العاديين، على الرغم من أن لهم نفس معدل ضربات القلب.
وتعيش النساء في هذه القرية إلى ما متوسطه ٩٢ عامًا، بزيادة ثماني سنوات عن السيدة الإيطالية العادية، بينما يعيش الرجال إلى ٨٥ عامًا، بزيادة ست سنوات عن غيرهم من بقية الرجال الإيطاليين.
ووضع العلماء مجموعتين من هذه القرية قيد الدراسة، واحدة تألفت من ٢٩ شخصًا أطلقت عليهم اسم "سوبر معمرين" والثانية من ٥٢ شخصا من الأقارب بمتوسط عمر ٦٠ عامًا ويعيشون في البيئة نفسها، وتمت مقارنتهم مع مجموعة من ١٩٤ شخصًا من الأصحاء بمتوسط عمر ٦٤ عامًا.
ووجد العلماء أن المادة الكيميائية سالفة الذكر كانت منخفضة كما هو الحال في كل من المجموعتين الأصغر سنًّا، وذكروا أنه إذا ثبت أن هذه المادة حيوية لطول العمر هذا فسوف يفتح هذا السبيل إلى تحليل منهجي للعوامل التي تسهم في طول العمر.
يذكر أن سكان أتشارولي يميلون لتناول الأسماك المحلية، والأرانب والدجاج المربى في المنزل، إضافة إلى زيت الزيتون والخضروات والفاكهة المزروعة منزليا.
ولاحظت الدراسة أيضا أن سكان القرية يتناولون جميعا الروزماري، الذي يعتقد أنه يساعد في تحسين وظائف المخ، وتم وضع أنواع مختلفة من العشب في دراسة موسعة حول طول العمر في هذه المنطقة.