يلخص الفيلم القصير "الحلم المفقود" مأساة الطفولة الموءودة في اليمن جراء إرهاب مليشيا الحوثي.
ويعرض الفيلم، في 7 دقائق، قصة طفل نزح 3 مرات فرارًا من قصف مليشيا الحوثي، في تجسيد لمعاناة الأطفال النازحين في مأرب التي تتعرض لقصف حوثي بالصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة.
وجرى تدشين عرض الفيلم، الخميس، في مدينة مأرب بحضور وكيل وزارة الإعلام أحمد ربيع، بهدف لفت أنظار العالم إلى مأساة الأطفال النازحين.
ويحكي الفيلم على لسان الطفل فؤاد (8 أعوام) قصة تشريده على أيدي الحوثيين من محافظة حجة، واستقراره مع أسرته في مخيم الجفينة في مدينة مأرب الذي يؤوي وحده أكثر من 200 ألف نازح، وفق إحصائية رسمية.
ويصف الطفل فؤاد شعوره بالمرارة جراء فقدانه لمنزله الجميل ومزرعته الواسعة والحياة الهانئة، واضطرار أسرته للانتقال بعد أن شردهم الحوثيون للعيش في خيمة لا تتوفر فيها مقومات الحياة.
"الحلم المفقود".. 7 دقائق تلخص وأد الحوثي لطفولة اليمنيين
ويشكو فؤاد عدم قدرته على النوم في فصل الصيف من شدة الحر، إلى جانب الكوابيس المفزعة التي ما زالت تراوده منذ اقتحمت مليشيا الحوثي قريته على وقع أصوات الانفجارات المدوية.
تلك الانفجارات المخيفة جراء القصف الحوثي استمرت في ملاحقة فؤاد حتى بعد نزوحه، حيث يقول الطفل إن أكثر ما يخيفه هي صواريخ الحوثي التي ما زالت تستهدفهم حتى وهم نازحون وسط الخيام وأدت في إحدى المرات إلى احتراق خيمتهم.
ويسرد الصغير كيف هرع مسرعًا نحو خيمتهم المحترقة ليرى جدته وهي تحترق في مشهد قاسٍ للغاية فارقت على إثره الحياة، وفقد خلاله الصبي شخصًا كان يحبه ويخفف عنه أحزانه.
يتمنى الطفل فؤاد أن ينتهي الحوثي إلى زوال، لكي يعيش مثل أي طفل في العالم في أمن وسعادة، كما يأمل أن يعود للدراسة في قريته مع أصحابه.
الحوثي وتجنيد أطفال اليمن.. استعراض محرقة البراءة
وتزامن عرض الفيلم الخميس مع حملة إلكترونية أطلقها ناشطون يمنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم #الحلم_المفقود "#LostDreamYemen" بهدف تسليط الضوء على الجرائم الحوثية المستمرة بحق الطفولة في اليمن.
وشارك في الحملة التي تناولت الفيلم، مسؤولون حكوميون على رأسهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني.
وغرد الإيراني على تويتر قائلًا: "تجسد قصة الفيلم معاناة مئات الآلاف من الأطفال الذين يسكنون في مخيمات النزوح هربا من جحيم الحرب، في ظل الاستهداف المستمر من قبل مليشيا الحوثي لمخيمات النزوح والمدنيين في مأرب بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة".
وتشهد محافظة مأرب منذ فبراير/شباط الماضي هجمات حوثية شرسة لمحاولة اجتياح المحافظة، على الرغم من كافة الدعوات الدولية لوقف التصعيد العسكري، خوفا على ما يقارب مليوني نازح في المحافظة.
ورغم الهجمات المكثفة والواسعة، فشلت المليشيا الموالية لإيران في تحقيق تقدم يذكر، في ظل مقاومة محلية مسنودة بالتحالف العربي.