اللانشون وصحة الأطفال.. وجبة سهلة تخفي وراءها أخطارا جسيمة

بات اللانشون واحدًا من أكثر الخيارات شيوعًا في الوجبات المدرسية، نظرًا لسهولة تحضيره وسرعة تقديمه للأطفال.
لكن خلف هذا الطعم المألوف واللون الجذاب تختبئ مجموعة من المخاطر الصحية التي يحذر منها خبراء التغذية، لاسيما عندما يصبح جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي اليومي للأطفال.
فالأضرار المرتبطة باللانشون واللحوم المصنعة عمومًا لا تقتصر على زيادة الوزن أو ارتفاع ضغط الدم، بل تمتد لتشمل تأثيرات طويلة المدى على القلب والجهاز العصبي، فضلاً عن انعكاساتها السلبية على القدرات الذهنية والتحصيل الدراسي.
مخاطر صحية متراكمة
يؤكد خبراء التغذية أن الاعتماد المتكرر على اللانشون في الوجبات المدرسية قد يقود إلى سلسلة من المشكلات الصحية، من أبرزها:
ارتفاع الصوديوم والدهون المشبعة: تحتوي هذه اللحوم على نسب مرتفعة من الملح والدهون، وهو ما يشكل عبئًا مبكرًا على القلب ويزيد احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم حتى في سن صغيرة، مع احتمالية تمهيد الطريق لأمراض القلب في المستقبل.
المواد الحافظة الكيميائية: يضاف إلى اللانشون مركبات مثل النترات والنتريت لإطالة مدة الصلاحية والحفاظ على اللون الوردي، لكنها قد تتحول داخل الجسم إلى مركبات ضارة تُعرف بالنيتروزامينات، المرتبطة بخطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
زيادة احتمالات الإصابة بالسرطان: صنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم المصنعة ضمن المواد التي يُعتقد أنها مسببة للسرطان، خصوصًا سرطان القولون، ما يجعل استهلاكها المنتظم خطيرًا على المدى الطويل.
سعرات فارغة وقيمة غذائية ضعيفة: على عكس اللحوم الطازجة أو البروتينات الصحية، يقدم اللانشون سعرات حرارية بلا عناصر غذائية مفيدة، مما يساهم في السمنة ونقص العناصر الأساسية للنمو السليم.
التأثير على القدرات الذهنية: تشير دراسات إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المصنعة قد تؤثر سلبًا على الذاكرة والتركيز، وهو ما قد ينعكس مباشرة على التحصيل الدراسي للأطفال.
إفقار النظام الغذائي: سهولة تحضير اللانشون تدفع الأهل لاستخدامه بشكل متكرر، ما يقلل من تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، وهو ما يحد من حصول الطفل على عناصر غذائية ضرورية للنمو المتوازن.
دراسات تكشف حجم الخطر
وفي سياق متصل، نشر موقع «Daily Express» تقريرًا يحذر من المخاطر الصحية الجسيمة للأطعمة المصنعة عمومًا، مؤكدًا أنها ترتبط بزيادة فرص الوفاة المبكرة. وتخضع هذه الأطعمة لعمليات صناعية مكثفة تغير شكلها الأصلي، وتضيف إليها كميات هائلة من الملح والسكريات والدهون، فضلًا عن مواد كيميائية حافظة تعزز الطعم وتطيل مدة التخزين.
دراسة أجرتها جامعة هارفارد هذا العام أكدت أن اللحوم المصنعة، مثل البرجر واللانشون والسوسيس والهوت دوج، تُعد الأخطر بين الأطعمة المصنعة. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة منها كانوا أكثر عرضة بنسبة 4% للوفاة المبكرة لأي سبب، إضافة إلى ارتفاع بنسبة 8% في خطر الوفاة بسبب الأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف.
كما صنّف التقرير أربعة أنماط رئيسية للأطعمة المصنعة شديدة الضرر، هي:
- اللحوم المصنعة.
- المشروبات المحلية صناعيًا.
- الحلويات المعتمدة على منتجات الألبان.
- حبوب الفطور الصناعية.
- تحذيرات طبية وبدائل صحية
من جهته، أوضح موقع «Cleveland Clinic» أن اللحوم المصنعة، وعلى رأسها اللانشون، تمثل مخاطر قصيرة وطويلة المدى تبدأ من ارتفاع ضغط الدم ولا تنتهي عند احتمالات الإصابة بالسرطان.
ويشدد الأطباء وخبراء التغذية على أن البدائل الصحية متاحة وفعّالة، وتتمثل في الدجاج المشوي، البيض، البقوليات، والأسماك، إلى جانب الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة. هذه الأطعمة لا توفر فقط طاقة حقيقية للطفل، بل تمنحه أيضًا العناصر الغذائية الضرورية لنمو عقلي وجسدي سليم.