صاروخ مجدل شمس.. هل يقرع طبول الحرب بين حزب الله وإسرائيل؟
رغم اشتعال الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالتوترات منذ اندلاع حرب غزة قبل أشهر، فإن طرفي تلك التوترات، كانا يقومان بهجمات محسوبة ومدروسة، أقرب إلى الردع من أن تقود إلى حرب شاملة بينهما.
تلك الهجمات المحسوبة كان الصاروخ الذي ضرب قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان المحتلة، يوم السبت، بمثابة نهاية لها، كون المرحلة المقبلة ستكون أقرب إلى الانتقام من الردع.
فهل تُقرع طبول الحرب؟
نقل موقع «أكسيوس»، عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بقلق بالغ من أن يؤدي هجوم مجدل شمس، الذي أدى إلى مقتل 12 من بينهم أطفال، إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن الإدارة الأمريكية كانت تشعر بالقلق منذ أشهر من أن إسرائيل وحزب الله قد يخطئان في حساباتهما عندما يصعدان خطابهما ويقاتلان على الأرض بينما يعتقدان أنهما يستطيعان تجنب حرب شاملة.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون -أيضا- بالقلق من أنه في غياب وقف إطلاق النار في غزة، فإن الحرب بين إسرائيل والجماعة اللبنانية تصبح أكثر احتمالا، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإقليمية وجر الولايات المتحدة إلى عمق الصراع.
ووقع الهجوم على بلدة مجدل شمس ذات الأغلبية الدرزية في مرتفعات الجولان الجبلية، بالقرب من الحدود مع سوريا. واحتلت إسرائيل المنطقة منذ عام 1967، وضمتها في عام 1981.
وقال مسؤول أمريكي لـ«أكسيوس»: «ما حدث اليوم قد يكون المحفز الذي كنا نشعر بالقلق بشأنه، وحاولنا تجنبه لمدة 10 أشهر».
فكيف سترد إسرائيل؟
قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لـ«أكسيوس»، إن «هجوم حزب الله تجاوز كل الخطوط الحمراء وسيكون الرد وفقا لذلك (..) نحن نقترب من لحظة حرب شاملة ضد حزب الله ولبنان».
ونفى حزب الله إطلاق الصاروخ، مؤكدا أنه لا علاقة له بالحادث.
الأمر نفسه أشار إليه بيان صادر عن مكتب بنيامين نتنياهو، قال فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، إنه أبلغ رئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل أن «حزب الله سيدفع ثمنا باهظا، لم يسبق أن دفعه من قبل»، مضيفًا أن «إسرائيل لن تدع هذا الهجوم الوحشي يمر دون رد».
وقال مكتب نتنياهو إنه سيعود إلى إسرائيل مبكرا من زيارة إلى الولايات المتحدة، حيث التقى بالرئيس جو بايدن، ونائبة الرئيس والمرشحة كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترامب.
وأضاف أن «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر تعليماته فور علمه بالكارثة بتسريع موعد عودته إلى إسرائيل قدر الإمكان».
واتهم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ حزب الله اللبناني بأنه "هاجم وقتل بوحشية" أطفالا في هجوم صاروخي على مرتفعات الجولان المحتلة.
وقال هرتسوغ في بيان إن "إرهابيي حزب الله هاجموا وقتلوا بوحشية أطفالا اليوم، جريمتهم الوحيدة أنهم خرجوا لممارسة لعبة كرة القدم. لم يعودوا".
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال البحري دانييل هاجاري إن حزب الله هو المسؤول عن الهجوم، واصفًا الهجوم بأنه «الاستهداف الأكثر خطورة» للمدنيين الإسرائيليين منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي للصحفيين في إفادة صحفية إن حزب الله أطلق صاروخا برأس حربي كبير بشكل غير عادي ردا على غارة إسرائيلية في وقت سابق من يوم السبت أسفرت عن مقتل أربعة أعضاء من الجماعة المسلحة اللبنانية.
لكن ما موقف أمريكا من ذلك التصعيد؟
وردّاً على قصف مجدل شمس، جدّد البيت الأبيض "دعمه الراسخ" لإسرائيل. وقال متحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إنّ "دعمنا لأمن إسرائيل راسخ ولا يتزعزع ضدّ كلّ الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني. (...) الولايات المتّحدة ستواصل دعم الجهود الرامية لوضع حدّ لهذه الهجمات الرهيبة»، مشدّداً على أنّ هذا الأمر «مسألة ذات أولوية مطلقة».
فهل هناك جهات تسهم في تقليل التوتر؟
قال متحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إن قائد قوات اليونيفيل على اتصال مع إسرائيل ولبنان لتقليل التوتر في المنطقة.
وفي بيان مشترك، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو "نستنكر مقتل المدنيين من أطفال صغار ومراهقين في مجدل شمس (..) نحث الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووضع حدّ للتبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار الذي قد يشعل صراعاً أوسع نطاقاً من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها".
بدوره، أدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "حمام الدم" الذي وقع في مجدل شمس، مطالباً بإجراء تحقيق دولي مستقلّ في الواقعة.
وقال بوريل في منشور على منصة إكس: "صور صادمة من ملعب كرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية. أدين بشدّة حمّام الدم هذا. نحن بحاجة إلى تحقيق دولي مستقلّ في هذه الواقعة غير المقبولة. نحضّ جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنّب مزيد من التصعيد".