لاعبة التنس الروسية ماريا شارابوفا وقصة المضرب وكرة الثلج التي ظلت معها على مدار نحو 20 عاما قبل الاعتزال بشكل نهائي.. شاهد الفيديو.
هُنا في رقعة البرد القارس، تبدأ قصتنا، حيث تغيب الشمس أكثر مما تسطع، يتوارى النهار ويسيطر الطقس الرمادي مقاوماً الظلمة، هُنا نايجان مسقط رأس أسطورة التنس، ماريا شاربوفا.
إنها قصة طويلة، عُمرها 28 عاماً، بطلاها المضرب والكُرة الخضراء التي ظلت دائماً رمزية لكرة الثلج التي بدأت تتأرجح في جبال الجليد الروسية منذ أن كان عمرها 4 سنوات فقط، ثم كبرت لتغدو في حجم الكرة الأرضية.
ماريا شارابوفا وصلت إلى قمة المجد عام 2005 وباتت المُصنفة الأولى في عالم التنس للسيدات، حصدت 5 ألقاب كبرى، فقد اقتنصت بطولة ويمبلدون 2004 وهي في الـ17 من عمرها ليتعرف العالم على ذلك الوجه الجميل الجديد لتنس السيدات.
في 2006 سجل مضرب شارابوفا إنجازاً جديداً ببطولة فلاشينج ميدوز الأمريكية، ثم أستراليا المفتوحة 2008، ولقب رولان جاروس في عامي 2012 و2014.
كرة الثلج الضخمة تحطمت في عثرة قاسية عام 2016 بعد فحص إيجابي للمنشطات خضعت له ماريا لتتعرض للإيقاف 15 شهراً.
لانت مخالب وأنياب القطة البرية بعد فترة الخمول الطويلة، وعند العودة من الإيقاف سقطت بسرعة خيالية لتتوقف عند المركز 373 في تصنيف اللاعبات المحترفات.
رفضت ماريا الوضع الجديد، قررت أن تعلق مضربها وتذيب كرة الثلج العملاقة لتحتفظ بأصل الكرة الخضراء في حقيبتها دون طرق أو ضرب مجداً، قررت أن تكتفي بـ28 سنة في ملاعب التنس الأرضي، وترحل، تاركة رسالتها المؤثرة.
"كيف تتركين خلفك الحياة التي لم تعرفي غيرها؟ كيف تبتعدين عن الملاعب التي تدربت عليها منذ كنتِ طفلة، اللعبة التي تحبينها، التي تسببت لك في دموع وأفراح لا توصف، رياضة عثرتي فيها على عائلة ومشجعين وقفوا خلفك لأكثر من 28 عاما؟ هذا جديد بالنسبة إلي، لذا اعذروني. يا كرة المضرب، وداعا".