"إخوان موريتانيا" في سباحة عكس التيار.. دقّ إسفين "العِرقية"
في سباحة عكس التيار، يسعى حزب "تواصل" الموريتاني لنكْء الجراح، عبر استدعاء المعضلة العرقية، في محاولة جديدة لفكّ عزلة الحزب الإخواني.
فقد ضمّن حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"، الذراع السياسية لإخوان موريتانيا، في بيان مشترك عقب اجتماع ترأسه لأحزاب معارضة، أمس الإثنين، وغابت عنه أغلبية أحزاب المعارضة مطلبا يدعو إلى إنهاء تهميش من سماهم البيان "الأفارقة السود"، وهو مصطلح جديد على الأدبيات السياسية في موريتانيا، بحسب متابعين.
وجاء في البيان المثير أن "إقصاء مكون الأفارقة السود قد أخذ أبعادا تجعل التعدد العرقي والثقافي للبلاد محل شك"، مضيفا أن موريتانيا "عرضة لتحديات جسام على رأسها مشكلة الوحدة الوطنية، تلك التي لم تزل مجرد أمنية بفعل سياسات التمييز والإقصاء علي أساس الانتماء العرقي".
ويستبق بيان "تواصل"، المشترك مع أحزاب منها: "التحالف الشعبي التقدمي"، و"المستقبل"، وقاطعته أحزاب المعارضة الرئيسية، كـ"تكتل القوى الديمقراطية"، واتحاد قوى التقدم، و"الصواب"، اجتماعا تشاوريا، دعت له الرئاسة الموريتانية، ويستثني حزب "الإخوان".
ويقرأ المراقبون في بيان الأمس محاولة للفت الانتباه للخروج من "العزلة"، التي يعيشها حزب "تواصل"، بفعل خياراته السياسية، رغم أنه الأكثر تمثيلا في البرلمان، ويترأس "مؤسسة المعارضة الديمقراطية".
انقسام داخلي واستنكار واسع
وقوبل استخدام مصطلح "الأفارقة السود"، باستنكار واسع حتى من داخل حزب الإخوان ذاته، حيث ندد نائبان في البرلمان ينتمون لـ"تواصل"، في خطوة تشير إلى انقسام بدأ يضرب هذا الحزب منذ سنتين.
وتبرأت النائبة البرلمانية في الحزب زينب بنت التقي من "الشحن والتحريض والخطابات التي تدق الإسفين بين مكونات الشعب"، في نص البيان، وتساءلت عن "الدوافع وراء توطين وتجذير هذا الوصف"، داعية قادة حزبها للإجابة عن تلك الأسئلة.
أما النائب والقيادي الإخواني شيخاني بيبه، فقد شجب ما صدر عن حزبه وشركائه قائلا: "ليتني وجدت في البيان ما يمثل وجهة نظري في أي شيء".
وكتب الناشط عبدالله الخليفة: "حديث حزبي تواصل والتحالف الشعبي ومن معهما من شخصيات معارضة - أغلبها لا يحوز شرعية حزبية، أو مشروعية سياسية - عن إقصاء أخذ أبعادا جديدة بحق السود الأفارقة - كما سماهم البيان - ياسر (كثير) من خطب ود "افلام" (منظمة عنصرية) وعناوينها الفرعية، التي تناسلت من الحركة الأم، بعدد المطامح الشخصية، والحظوظ الذاتية لقادتها.! ... صدقوني.. كان يكفيكم أقل من هذا لتنالوا "شرف" توقيعهم البيان إلى جانبكم".
ووافقه محمد مختار قائلا: "الأفارقة السود! ما أنا متأكد منه أن هذا المصطلح لم يأتِ من قبل مسعود ولد بلخير (رئيس حزب التحالف)، المصطلح نعرفه بصيغة أخرى هي "الزنوج الأفارقة" أو Nègres africains واستخدمته حركة تحرير الأفارقة الموريتانيين (أفلام) الانفصالية، واستخدمه أنصارها لإحداث شرخ بين مكونات مجتمع البيظان (العرب) ولاستمالة بعضها.. تواصل هذا التهور!".
الرئاسة تردّ
وفي ردّ غير مباشر على بيان تواصل والأحزاب المعارضة، قال رئيس المكتب الإعلامي للرئاسة الموريتانية محمد الحبيب اليوم الثلاثاء، إن "أخلقة الحياة السياسية، وتنقية الخطاب السياسي، خيار لا رجعة فيه لدى النظام الحالي".
وفي تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك" أضاف المسؤول الموريتاني، أن ذلك الخيار "لا يمكن أن تستعجل عنه أي لغة، أو يستفز عنه أي تعبير مهما بدا متشنجا.."، في إشارة إلى بيان أمس الإثنين.
ويتوقع أن يجتمع الرئيس الموريتاني محمد الغزواني بالأحزاب السياسية، حيث وجهت يوم أمس دعوات الحضور إلى رؤساء الأحزاب الممثلة في البرلمان باستثناء حزب "تواصل" الإخواني، الذي انسحب من منسقية تضم الأحزاب الممثلة في البرلمان.