دفتر أحوال العمال في قطر.. حياة أقرب للاتجار بالبشر
جونادولا براساد (28 عامًا) صاحب عمله يرفض منحه التصريح الذي يحتاجه لمغادرة البلاد، ويجبره على العمل بوظيفة لا يقبل بها
يواجه العمال المهاجرون في قطر حالة من العبودية الحديثة، إذ يواجه العمال الأفارقة والهنود حياة أقرب للاتجار بالبشر، ووفق موقع "My News Desk" فإن النظام القطري يسمح بالإساءة الممنهجة للعمال الأجانب ورجال الأعمال والمستثمرين.
واستشهد الموقع خلال تقرير له بقصة شاب هندي عشريني قال إنه تعرض للخداع للعمل في قطر، والآن يريد العودة إلى المنزل لكنه محتجز في قطر.
وقال جونادولا براساد (28 عامًا) إن صاحب عمله يرفض منحه التصريح الذي يحتاجه لمغادرة البلاد، ويجبره على العمل بوظيفة لا يقبل بها، حيث يواجه خطر الثعابين السامة، فضلا عن الحصول على القليل من الطعام، مرة واحدة في اليوم.
ونقل الشاب الهندي محنته إلى الشبكات الاجتماعية طلبًا للمساعدة، بعدما حاول التواصل مع الشرطة للإبلاغ عن تعرضه لهجمات جسدية والإساءة على يد صاحب العمل.
وقال إنه وافق على وظيفة سائق، لكنه الآن مضطر للعمل في أعمال شاقة بالحقول، وسط وجود كثير من الثعابين والعقارب، مضيفًا خلال حديثه مع منظمة "Detained in Doha" الحقوقية والمديرة التنفيذية رادها ستيرلنج: "أعامل بطريقة سيئة جدًا، لا رعاية طبية ولا طعام، فقط مرة واحدة باليوم. أتعرض للضرب والتعذيب."
وقالت ستيرلنج خلال بيان إن صحيفة "تايمز أوف الهند" أعلنت أن 50 ألفًا من الهنود في حاجة ماسة للعودة إلى أرض الوطن من قطر، ورغم أن هذه ليست مسألة متعلقة بـ"كوفيد-19"، كان سوء معاملة العمال المهاجرين مسألة موجودة منذ سنوات.
- التاريخ الأسود لسقطات قطر أمام "التجارة العالمية"
- قطر للبترول تضاعف آلام العاملين بها.. فصل وتشريد المئات
وأوضح البيان أن قطر تقدم العمال الآسيوين والأفارقة مثل عبيد الحياة الحقيقية، وأن الأمر أقرب إلى الإتجار بالبشر عندما يوافق شاب مثل جونادولا على قبول وظيفة سائق ثم الانتهاء بالعمل في وظيفة شاقة بدون موافقته.
وأشار أيضًا البيان إلى أن الشاب الهندي ليس مسموحًا له مغادرة البلاد، ويحتفظ صاحب عمله بجواز سفره وتصريح العمل، ويعامله بشكل مروع، ولا يوفر له حتى الصحة والتغذية الأساسية.
وتابع: "هذه الممارسات لا يعاقب عليها المسؤولون بل يشجعون عليها، حيث تمنح قطر ميزة على الدول الأخرى، وتتيح لهم بناء المعارض بتكاليف زهيدة، مثل: ستاد كأس العالم 2022، في حين يتجاهلون الانتقادات المتعلقة بحقوق الإنسان."
وأشار البيان إلى أن قطر تلعب دور الضحية عندما تتعرض للهجوم من جانب خصومها في الخليج، حتى أنها تنتقد الانتهاكت الحقوقية لجيرانها لكن دون أن تفعل شيئًا لمعالجة الاستعباد الدنئ للعمال الأجانب، وهو الممارسة التي انتقدتها منظمات حقوقية مثل: هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية.
وطبقًا للبيان، حال توجب على الموظف التضحية بجواز سفره وطلب الإذن من صاحب عمله لمغادرة البلاد، تتزايد فرص سوء معاملته، حيث لا يتمتع بسلطة ويمكن لصاحب العمل أن يفعل معه ما يشاء، وهذا ما حدث مع الشاب الهندي العشرين، كما لم تقدم له الشرطة يد العون.
- الخطوط القطرية تواصل طعنات الغدر.. مذبحة موظفين جديدة
- مسلسل الاستنزاف.. هل يتحول أردوغان نحو حليف الشر قطر؟
وتابع: "كل ما كان يريده هو وقف سوء المعاملة والعودة للمنزل، ويوضح هذا الطلب البسيط للغاية، حال لم يتم قبوله، أن العبودية لازالت حية ونشطة في قطر."
وقال البيان إن الأمر لا يتعلق فقط بالعمال المهاجرين، ولكن يحتجز رواد أعمال ورجال أعمال بشكل مساو أيضًا في البلاد، مثل جوناثان ناش، وجوزيف سارلاك، حيث يسمح النظام القطري بالإساءة الممنهجة للعمال الأجانب، ورجال الأعمال والمستثمرين، وحتى تسوية الوضع، تظل قطر مكانًا محفوفًا بالمخاطر للأجانب.
وناشد البيان السلطات القطرية والهندية نيابة عن جونادولا، حيث إنه ليس مجرمًا ولا عبدًا، لكنه يعامل على أنه كذلك، في حين جل ما يتمناه العودة للديار."
وحث البيان الحكومات لإصدار تحذيرات للمواطنين بشأن مخاطر العمل والاستثمار في قطر.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA=
جزيرة ام اند امز