إن لم يحالفك الحظ يوما لمشاهدة أحداث فيلم الهروب من السجن، فلا تتذمر، التاريخ يمنحك عملا أكثر تشويقا، والأهم أنه واقعي بلا أية إضافات أو مساحيق أو أضواء.
الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي
في الجناح الثاني بسجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين، كانت الساعة تشير إلى الواحدة ليلا.. الأجواء هادئة، ولا شيء كان يوحي بأن الأرض تُخبئ في أحشائها قصة أغرب من جميع السيناريوهات، بطلتها ملعقة وإرادة أسرى من ذات المعدن.
6 أسرى فلسطينيين من العيار الثقيل بأحكام عالية وتهم خطيرة، جمعتهم الزنزانة والقضبان والمصير، ولسان حالهم يردد لابد لليل أن ينجلي.
انجلى الليل وانكسر القيد، فعانق الأسرى الستة الحرية التي ينشدونها على أجنحة ملعقة حلقوا بها في نفق طويل قادهم نحو نجاة مطوقة برا وجوا.
لكن كيف خرجوا؟
سجن جلبوع الإسرائيلي
تحقيق أولي أجرته سلطات السجن، يظهر أن الأسرى انتظروا طويلا لتأتي ساعة الصفر الـ1:30 ليلا، ويدخلوا حمام زنزانتهم ويلجوا في فتحة ضيقة على الأرضية، واحدا تلو الآخر، زاحفين نحو النهاية.
استغلوا نقطة ميتة لا ترصدها كاميرات المراقبة المثبتة على جدار السجن، حتى وصلوا إلى آخر النفق، قبل أن يبدلوا ملابسهم ويستقلون سيارة كانت بانتظارهم على بعد 3 كيلومترات من مكان فتحة النفق الخارجية.
لغز سجن جلبوع الإسرائيلي
ويبقى اللغز..
وبما أن الملعقة كانوا يخفونها خلف ملصق في زنزانتهم، بقي اللغز الذي حير المحققين الإسرائيليين: أين ذهب كل ذلك التراب المنبوش من النفق على الأقل مع بدء عملية الحفر؟
صدمة في إسرائيل واستنكار ومخاوف من خرق أمني "خطير ومحرج" للسلطات، فأربعة من الهاربين كانوا يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة وعلى رأسهم المعتقل البارز زكريا الزبيدي القائد السابق لكتائب شهداء الأٌقصى في جنين.
استفهامات بلا إجابات وأحداث تليق بأن تكون منطلق سيناريو بحبكة تتجاوز أعتى الأعمال السينمائية العالمية، بلا حاجة للخيال ففي فلسطين تعدى حب الحرية الخيال.