أختم وبصوت قويّ واثق، «المحمدان» قلبان يخفقان في جسدٍ واحد، ومعاً سيبقيان، ومعاً سيواجهان تحديات المستقبل.
المتابع لتاريخ العلاقات السعودية الإماراتية يجدها ضاربةً بجذورٍ عميقةٍ في الماضي والحاضر؛ نظراً لما يربط الدولتين من أواصر الأخوّة واللحمة والتعاون في المناحي كافة.
عقود طويلة والعلاقات السعودية الإماراتية «أنموذج» فريد، غدا علامة فارقة في العلاقة بين الجيران والأشقاء ومثالاً في وحدة الموقف والمصير، فقد اُختبرت هذه العلاقة في عدة محطات تاريخية كثيرة؛ فكانت الدولتان تخرجان منها بشكل أقوى، وبعزيمة رجال لا تلين، حتى تبلورت العلاقات مصيراً في الحاضر والمستقبل، خاصة أن الدولتين تعدان ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي نحو مجلس التعاون لدول الخليج، إضافة إلى الأمن القومي العربي والإسلامي معاً.
المتابع للزيارة المهمة والاستثنائية، التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات، ولقائه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، يجد أنها تشكل نقطة محورية في الدور الذي تقوم به الدولتان «التوأم» في إعادة صياغة مستقبل المنطقة واستقرارها وإنقاذها من خطر المخططات التي تستهدف شعوبها
وزيارة ولي عهدنا الأمين ومُلهم مستقبل السعوديين الأمير محمد بن سلمان، واختياره لدولة الإمارات الحبيبة لتكون أولى جولاته الخارجية إلى عدد من دول العالم لم يكن وليد الصدفة؛ بل يأتي تأكيداً للمكانة التي تحظى بها الإمارات لدى قادة المملكة؛ فالعلاقة النموذجية المتميزة والاستثنائية التي تجمع الدولتين؛ تعكس متانة أخوة ضاربة عروقها متجذرة في عمق التاريخ، إلا أنها تكتسب اليوم بُعداً آخر إضافياً؛ يتمثل في رسم معالم المستقبل واستقراره.
والمتابع للزيارة المهمة والاستثنائية، التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات، ولقائه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، يجد أنها تشكل نقطة محورية في الدور الذي تقوم به الدولتان «التوأم» في إعادة صياغة مستقبل المنطقة واستقرارها وإنقاذها من خطر المخططات التي تستهدف شعوبها، والتي بات الجميع يستشعرها ويعرفها تماماً؛ عبر التحالفات المشبوهة، والإعلام المشوه، والدول المعادية وأذرعها «الإخونجية» وخلاياها الإرهابية!
ومن تجربتي وإقامتي على أرض الإمارات الحبيبة وأخوّتي قبل معرفتي لشيوخها ومسؤوليها وشعبها الكريم، فإن الاستقبال الكبير والحضور الذي حظي به الأمير محمد بن سلمان كان استثنائياً بما يليق به وبمكانته في قلوب كل الإماراتيين، حيث جسّد حقيقة المشاعر الصادقة النقية التي يكنها أبناء الإمارات لأشقائهم في المملكة؛ إذ إنه لم يحلّ ضيفاً ولا زائراً؛ بل كان من أهل الدار وأكثر، فكان تعبير سمو الشيخ محمد بن زايد عن سعادة الإمارات الغامرة بزيارة الأمير محمد بن سلمان؛ تأكيداً مُبيناً للعلاقة التي تجمعهما؛ واعتزازاً بالعلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين.
أختم وبصوت قويّ واثق، «المحمدان» قلبان يخفقان في جسدٍ واحد، ومعاً سيبقيان، ومعاً سيواجهان تحديات المستقبل وأكثر رغم كيد الكائدين والحانقين المؤدلجين من أصحاب الادعاءات وإعلامهم المأجور ومحاولات اختراقاتهم البائسة لعلاقة الدولتين؛ لتبقى المملكة والإمارات دوماً دولتين قويتين مؤثرتين في المنطقة وأنموذجاً عالمياً نحو «توأمة» ولّدت الحب والتآلف والتحالف، انعكست بقاءً جليَّا بين قيادات وشعوب.. حفظ الله «المحمدين» وأدام الله عزهما ومجدهما كما غرس حبهما في قلوبنا.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة