نتنياهو وبايدن.. علاقة "ترميم" تصطدم بـ"عراقيل الداخل"
جهود مستمرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لترميم العلاقة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن لكنها تصطدم بعراقيل من داخل حكومته.
ولم يخف بايدن أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هما جزء من المشكلة.
- في أوج "الجفاء" الأمريكي.. نتنياهو يتلقى دعوة لزيارة الصين
- بايدن ونتنياهو.. رئيس الكونغرس يتدخل لإنهاء جفاء الحلفاء
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "هذه واحدة من أكثر الحكومات تطرفًا التي رأيتها وأعود إلى جولدا مئير، كما تعلمون، لم تكن متطرفة، لكنني أعود إلى تلك الحقبة" في إشارة الى حكومة ما قبل 50 عاما.
وفي حين أشار إلى أن كل إسرائيل ليست الآن في الضفة الغربية، أوضح: "لكنهم جزء من المشكلة، وخاصة أولئك الأفراد في مجلس الوزراء الذين يقولون: يمكننا الاستقرار في أي مكان نريد. ليس لديهم الحق في التواجد هنا، وما إلى ذلك".
وأعرب بايدن عن الأمل بأن يدفع حكومته نحو الاعتدال، وقال: "أعتقد أننا كنا نتحدث معهم بانتظام، ونحاول تهدئة ما يجري ونأمل أن يواصل بيبي التحرك نحو الاعتدال والتغيير".
وكان بايدن يشير بذلك إلى دعوات سموتريتش وبن غفير للاستيطان في الضفة الغربية وضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وفهم كل من سموتريتش وبن غفير بأنهما المقصودان في تصريحات بايدن الذي ترفض إدارته أي لقاءات معهما منذ تشكيل الحكومة قبل 6 أشهر.
وقال سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية، في بيان، إن "من حق بايدن التعبير عن النقد ومن حقنا وواجبنا الاستمرار في العمل لتحقيق مهمة مواطني إسرائيل، للدفاع عن أنفسنا وبناء وطننا ".
وأضاف أن الولايات المتحدة "تريد دولتين لشعبين ونعتقد أنه انتحار" في إشارة الى تمسك بايدن بحل الدولتين، دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل.
أما بن غفير، فقال في بيان إن "الولايات المتحدة هي صديقنا الرائع ونحن نحبها، لكني أقول للرئيس بايدن: أرض إسرائيل هي لشعب إسرائيل".
وأضاف، زعيم حزب القوة اليهودية: "لن نتنازل عن أرض إسرائيل. لن نتنازل عن أي خطوة. لن نتنازل عن أي تل، في أي نقطة استيطانية، هذه لنا".
ولاحظت صحيفة (جروزاليم بوست) الإسرائيلية أن 13% من مقابلة بايدن مع فريد زكريا من "سي إن إن"، تناولت إسرائيل، فيما قضى بقية الوقت في روسيا وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والصين وعمر بايدن.
وقالت في تحليل، تابعته "العين الإخبارية": "بينما رأى البعض في هذه المقابلة مؤشرًا على أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل كانت في أدنى مستوياتها على الإطلاق، مع إلقاء اللوم على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رأى البعض الآخر أن بايدن يبدي العداء لإسرائيل ويتعامل معها بغطرسة، كوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير".
وأضافت: "سواء قصد بايدن أن هذه هي الحكومة الأكثر تطرفاً منذ عهد مئير قبل نحو 50 عاماً أو أنها حكومة تضم بعض الأعضاء الأكثر تطرفاً منذ ذلك الحين، فمن المحتمل أن يوافق نصف البلاد على الأقل على تقييمه. تقدم الحكومة نفسها بفخر على أنها "حكومة يمينية كاملة"، وهي من الناحية الموضوعية أكثر حكومة يمينية ودينية شهدتها البلاد على لإطلاق".
وتابعت: "تحتوي الكلمات على انتقادات للسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية ولكنها تتضمن أيضًا قدرًا متساويًا من النقد لأعمال السلطة الفلسطينية هناك".
واعتبرت الصحيفة أن "قيام بايدن بنشر هذا النقد على الملأ يشير الآن إلى إحباطه من حكومة نتنياهو ويتحدث أيضًا عن دوافع سياسية داخلية، إسرائيلية وأمريكية.
وتجنب الرئيس الأمريكي دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض رغم مرور 6 أشهر على تشكيلها مفضلا الإشارة إلى أنه دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في وقت لاحق هذا الشهر إلى البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة: "قد تكون هناك أيضًا زاوية سياسية داخلية أمريكية تجاه ازدراء بايدن لنتنياهو - فقد أوضح مرة أخرى في هذه المقابلة أنه لا توجد خطط فورية لدعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض".
وأضافت: "بادئ ذي بدء، مع اقتراب الحملة الرئاسية الأمريكية، يحتاج بايدن إلى إبقاء حزبه وراءه واسترضاء الجناح التقدمي في حزبه".
ورأت أن "زجر نتنياهو، في هذا الصدد، هو ثمار متدلية".
وتابعت الصحيفة: "ثانيًا، في حين أن ازدراء رئيس الوزراء الإسرائيلي في الماضي ربما كلف دعم الرئيس بين يهود الولايات المتحدة - والأهم من ذلك، بين المتبرعين اليهود الأمريكيين، فإن بايدن يسمع بالتأكيد على الأقل من بعض مؤيديه اليهود الأمريكيين أنهم لا يفعلون ذلك".
وكانت عشرات المنظمات اليهودية الأمريكية دعت بايدن لعدم استقبال نتنياهو في البيت الأبيض بسبب إصراره على مشاريع قوانين الإصلاح القضائي.
وفي هذا الصدد اعتبرت الصحيفة أن "السجادة الحمراء للرئيس هرتسوغ (يصل واشنطن الأسبوع المقبل)، واستهزاء نتنياهو، تنقل رسالة مفادها أنه بينما تعتز الولايات المتحدة بعلاقتها مع إسرائيل، فإنها ليست مولعة بحكومة نتنياهو الحالية. وهذا له آثار إيجابية وسلبية على إسرائيل".
وقالت: "الإيجابي هو أن العلاقة أعمق وأوسع من رئيس وزراء واحد أو رئيس واحد. يمكن للإدارة أن تحب إسرائيل الولايات المتحدة ولكن لا تكون مفتونة برئيس الوزراء أو الحكومة التي تقودها، تمامًا كما يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تحب الولايات المتحدة ولكن لا تكون مفتونة بالرئيس الذي يقودها".
أما صحيفة "إسرائيل هيوم" فقد "اعتبرت أن مقابلة الرئيس جو بايدن على شبكة "سي إن إن" تمثل مرحلة جديدة ومقلقة في الحرب الباردة المستمرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الأشهر الأخيرة".
وقالت في تحليل تابعته "العين الإخبارية": "على الرغم من أن تعليقات بايدن كررت الرسالة التي نقلها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مارس/آذار، فإن ما جعل هذه المقابلة خاصة هو أن الرئيس الأمريكي لم يحاول تخفيف حدة الخطاب أو يتعامل بخفة كما هو معتاد بين الأصدقاء".
وأضافت: "لقد كشف (بايدن) عن مظالمه وانتقاداته ليراها الجميع أثناء إنشاء رابط واضح بين سلوك إسرائيل تجاه الفلسطينيين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمستوطنات، والدرجة التي ستساعد بها الولايات المتحدة في إبرام صفقة تطبيع مع المملكة العربية السعودية".
وتابعت: "ضاعف بايدن، ضمنيًا، الصيغة التي بموجبها لن يساعد في عملية التطبيع ما لم يساعد نتنياهو في كبح جماح العناصر المتطرفة في حكومته، التي يصفها بأنها "الأكثر تطرفًا" منذ عقود".
وأشارت الصحيفة: "كما لو أن هذا لم يكن كافيًا، عندما سئل عن القضية المثيرة للجدل المتمثلة في عقد لقاء ثنائي بين الاثنين، خلع شاغل البيت الأبيض القفازات وأرسل رسالة إلى صديقه السابق بالقول إن الرئيس إسحاق هرتسوغ سيزور واشنطن قريبًا".
قالت: "هذا منحدر زلق طغى على الخلافات الأخرى بين القادة الإسرائيليين والأمريكيين. يعيد خطاب بايدن ذكريات الكتف البارد الذي حصلت عليه إسرائيل من إدارة أيزنهاور ويجعل تهديد "إعادة التقييم" لجيرالد فورد وهنري كيسنجر شاحبًا بالمقارنة".
وأضافت: "الكرة الآن في ملعب نتنياهو. سيتعين على نتنياهو قريبًا أن يقرر ما إذا كانت اعتبارات الأمن القومي تتفوق على السياسة الداخلية أو العكس لأن غرفة المناورة لديه تتقلص بسرعة".