ترجمة عربية للرواية الصينية "مذكرات بائع الخضار"

يوميات بائع خضراوات تجسد واقع الحياة اليومية لطبقة الفقراء والمهمشين في حقبة التسعينيات من القرن الماضي

صدر حديثا عن مؤسسة "بيت الحكمة" للثقافة والإعلام في العاصمة المصرية القاهرة، رواية "مذكرات بائع الخضار.. حكاية كفاح لأبنائي"، بعد ترجمتها من الصينية إلى العربية.

وتدور الرواية التي ترجمتها إلى العربية ريهام محمد دشيش في سياق واقعي، حول الحياة اليومية للطبقة الفقيرة المهمشة في الصين خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي. 

• ترجمة عربية لـ"نهر الزمن" للروائي الصيني يو هوا

وبحسب المقدمة، فإن بائع الخضار ياو تشي تشونج، هو فلاح فقير من مدينة فويانج بمقاطعة آنهوي، لم يستمر في التعليم سوى 4 سنوات فقط، ثم بدأ طريقا شاقا لكسب لقمة العيش.

خرج بائع الخضار للعمل مع الكثير من الفلاحين في سن الـ19 لتغيير حياة الفقر التي كان يعيشها، وفي عام 1997 وصل إلى بكين وبدأ العمل في مجال بيع الخضار، وبعد سنوات استطاع أن يثبت أقدامه، وأحضر زوجته وأولاده وكانت هذه بداية تخلصه من الفقر.

وحتى لا يمضي أولاده في طريق الفقر نفسه، اتخذ "ياو" قرارا بضرورة تلقيهم التعليم، وخلال ذلك تولدت لديه فكرة الكتابة، فأراد أن يسجل تجربة كفاحه ومراحل تربيته لأولاده لتكون بمثابة ثروة روحية، واستغرق منه ذلك 3 سنوات، استعان خلالها بقاموس "شينخوا" في أوقات الاستراحة من بيع الخضار.

من أجزاء الرواية

"أتذكر سرقتي للـ10 يوانات التي أفنى أبي عمره لكسبها، ذلك الأمر لا يزال يُشعِرني بالأسف تجاه أبي ويبكيني؛ لقد أخذت الـ10 يوانات من وعاء تخزين الحبوب سرا، ثم أحضرت زجاجة صلصة فارغة، وذهبت بها إلى أطراف القرية لأشتري صلصة الصويا؛ وحينما رآني أحد جيراننا عند الفناء الأمامي، لم يتوان في أن يشي لأمي بذلك الأمر؛ هرعت أمي المريضة إلى البركة الكبيرة، واستعادت الـ10 يوانات ذات الطبعة الثانية، ولم أحصل على صلصة الصويا، في طريقي للعودة إلى المنزل كان قلبي يرتجف من شدة الخوف، خشية أن تضربني أمي.

المثير للدهشة أن أمي لم تضربني؛ بل قالت لي بعطف يملؤه الألم: " هل تعلم كيف كسبنا هذه النقود؟"، لقد كانت هذه النقود القليلة شريان الحياة لأبي! وكان سؤالها هذا أشد قسوة من الضرب.

كنت أدرك دائما أن الحزن والعقبات المتتالية ما هي إلا ممارسات حياتية؛ لذا أردت أن أشكرهم بقدر ما ألهموني القدرة والإرادة.

غالبا ما أفكر، ما سر قدرتي على المثابرة ومواصلة المسير؟ إن الإيمان بأن تحيا العائلة حياة جيدة ركيزة أرتكز عليها، وعلى الرغم من كل المصاعب التي أواجهها في كل خطوة أخطوها، فإنني أمضي بكل ثبات".