أزمة النقد الأجنبي تحرم الإيرانيين من "الكوارع" في رمضان

ارتفاع أسعار الوجبة الأشهر في إيران مع حلول شهر رمضان المبارك.

ينتظر الإيرانيون صدمة جديدة بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، بعد أن أعلنت وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء، عن ارتفاع مرتقب في أسعار وجبة "کله‌پاچه" بالفارسية، أو "الكوارع ولحم الرأس"، التي تعد أحد أكثر الأطباق الرئيسية والتقليدية المفضلة لدى عموم المواطنين داخل البلاد.

وأشارت وكالة ميزان الإيرانية، نقلا عن حسين رواسي رئيس رابطة الطهاة الإيرانيين وبائعي الكوارع، إلى أن الوجية الأشهر في إيران ستشهد ارتفاعا في الأسعار يصل إلى نحو 110 ألف تومان، بسبب قلة المعروض منها لعدم وصول ورادات جديدة من الأغنام الحية واللحوم المجمدة إلى البلاد مؤخرا، في ظل تفاقم أزمة سوق النقد الأجنبي، وتدهور قيمة العملة المحلية.

• إيران.. القبضة الأمنية سلاح الملالي لإنقاذ النقد الأجنبي

ولفت رواسي أن قيمة الطبق الواحد من وجبة الكوارع المفضلة لدى المجتمع الإيراني، سترتفع بمعدل 3 أضعاف بعد أن كانت تباع للجمهور بنحو 85 ألف تومان، مؤكدا عجزه إزاء اتخاذ أي قرار في هذا الصدد تجنبا لمزيد من الخسائر، في الوقت الذي ارتفعت أسعار الخبز والسلع الأساسية مؤخرا بشكل غير مسبوق.

ويبدو أن مائدة إفطار الإيرانيين في شهر رمضان المقبل، سيخلو من الطبق المفضل لديهم، حيث جرت العادة في إيران على تناول طبق من وجبة "کله‌پاچه" الغنية بالدهون والتي تزودهم بالطاقة، إلى جانب الليمون، وخبز السنجك الذي ارتفعت أسعاره أيضا نهاية العام الماضي، وهو أحد أكثر أنواع الخبز المفضلة لدى المواطن الإيراني، نظرا لجودة مذاقه.

وترجع شهرة هذا الخبز وانتشاره بين طبقات المجتمع الإيراني، لكونه يخبز على حبيبات صغيرة من الحصى في مخابز خاصة، ويفضل تذوقه مع الجبن والخضراوات للحفاظ على نكهته، كما أن المخابز الشعبية تعتبر مفضلة على نظيرتها الآلية.

ويعاني المجتمع الإيراني مع حلول شهر رمضان، أزمات اجتماعية واقتصادية متفاقمة، ستدفع الأسر إلى تقليل وجباتها ومشترياتها من السلع الأساسية، إضافة إلى عودتهم للإفطار البسيط المكون من الجبن، والتمر، والمكسرات، إضافة إلى الشاي الخفيف المفضل لدى الكثير منهم، في الوقت الذي تبدو حكومة طهران عاجزة عن حل المشكلات المزرية، وسط انشغالها بالمغامرات العسكرية خارج البلاد، حيث شن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هجوما ساخرا بعد ارتفاع أسعار تلك الوجبة الشعبية، معتبرين أنها باتت طعاما للأثرياء فقط، بعد زيادة أسعارها بنسبة 100%.