نورية حسين.. سلطانة الفن الشعبي في جنوب إثيوبيا

تعد الفنانة الإثيوبية نورية حسن، من أشهر نجوم الغناء الشعبي في إثيوبيا، خاصة بمسقط رأسها في منطقة سلطي، بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا.

وبرعت نورية حسن، في مجال الموسيقى التقليدية والغناء الشعبي لقومية الـ"سلطي" ذات الأغلبية المسلمة، في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا الذي تقطنه أكثر من 50 قومية من مجموع قوميات البلاد البالغ عددها نحو 83 قومية بمختلف عاداتها وتقاليدها.

• إثيوبيا تحتفل بيوم المحاربين القدامى ومواجهة الغزو الإيطالي
  

والتقت "العين الإخبارية" الفنانة الإثيوبية نورية حسن، حيث تحدَّثت عن بداياتها مع الغناء وانطلاقتها الفنية التي بدأت بمسقط رأسها في أحد الأحياء العريقة بمنطقة "مسالمية" وسط العاصمة أديس أبابا، وتشتهر المنطقة بالعديد من الفنانين والمشاهير في مختلف المجالات الفنية.

وتركِّز أغنيات نورية التي بدأت الغناء قبل 15 سنوات، على الحب والتعاون والتعاضد والتعايش بين مختلف الشعوب والقوميات في بلادها، كما تركز بصورة أساسية على إحياء التراث والعادات التقاليد الشعبية، فضلاً عن مشاركاته في المديح النبوي والذي يُعرَف في إثيوبيا بالمنظومة.

وقالت نورية حسن إنها بدأت نشاطها الفني مع فرقة "ماهران" الموسيقية، وعملت مع عدد من كبار الفنانين الإثيوبيين، مشيرة إلى أنها اكتسبت خبرة فنية من خلال العمل مع أسماء لامعة مثل تيدو أفرو وطببو ورقي وآخرين.

وغادرت نورية حسين (32 عاما) العاصمة أديس أبابا إلى مناطق قومية سلطي التي تنحدر منها؛ بسبب رغبتها في تطوير لغة وعادات قومية الـ"سلطي"، مشيرة إلى أن الكثير من أبناء قومية "سلطي" أصبحوا لا يعرفون الكثير عن ثقافة ولغة مجتمعهم، وهو ما دفعني لمحاولة تنشيط الفن التقليدي الأصيل للمجتمع".

وتتميز قومية "سلطي" برقصاتها، وأغانيها، وزيها التقليدي، ويعرف رجالها بالكوفية المصنوعة من القماش القطني والمطرزة بالألوان البرتقالي والأبيض والرمادي، كما أن النساء يرتدين فساتين وخمار بذات الألوان كشعار تعرف به القومية في زيها الشعبي.

وتركز أغاني نورية على الحب والوحدة والسلام والتسامح، حيث تهتم بالغناء الشعبي الذي يعكس الثقافة والتراث المحلي، بجانب اهتمامها بأغاني الحب والشباب وتجارب الحياة، مشيرة إلى أنها تعتمد على شعراء محليين يمدونها بالأغاني التي تتناسب مع رسالتها.

ويضم إقليم جنوب إثيوبيا أكثر من 50 قومية، أبرزها سيداما، ولايتا، والهديا، وقوراقي، وجامو، وسلطي، وهو ما أضاف للإقليم مزيجاً من التنوع في مجال الفنون والتراث والثقافة، كأرض مشبعة بعادات وتقاليد قوميات عديدة.