إعصار نادر يضرب أستراليا وتحذيرات من موسم أمطار غزيرة

ظهر إعصار بشكل مفاجئ في سماء نيو ساوث ويلز وسط تحذيرات من عواصف مدمرة وفيضانات مفاجئة، مع تزايد مؤشرات نشوء ظاهرة "لا نينيا" مجددًا.
رُصد إعصار نادر فوق منطقة "توبّل" في نيو ساوث ويلز، بعد ظهر الأربعاء 10 سبتمبر/ أيلول 2025، في مشهد التقطته كاميرا مراقبة تابعة لخدمة الإطفاء الريفية (NSW RFS)، وذلك عقب سلسلة من العواصف الشديدة التي اجتاحت شرق أستراليا. جاء هذا الحدث وسط تحذيرات متزايدة من موسم صيفي ممطر قد يمتد لفترة طويلة في البلاد.
إعصار نادر يعبر سماء نيو ساوث ويلز
أوضح جيمس موريس، مفتش في خدمة الإطفاء الريفية، أن كاميرا البرج الواقع شمال غرب بلدة "يونغ" سجلت لحظة تشكّل خلية طقس قوية اخترقت الأفق عند الساعة 3:30 مساءً، حيث أُرسلت الصور مباشرة إلى وحدة تحليل سلوك الحرائق، التي بدورها أحالتها إلى مكتب الأرصاد الجوية.
الأخير أصدر تحذيرًا فوريًا حول احتمالية تشكل إعصار في المنطقة، داعيًا السكان إلى البقاء داخل منازلهم تحسبًا لأي طارئ.
ورغم عدم تسجيل إصابات بشرية أو أضرار مادية واسعة حتى لحظة إعداد التقرير، لا تزال السلطات تحث السكان على التزام الحذر في ظل استمرار ظروف الطقس القاسية.
تحذيرات من موسم مطير طويل في أستراليا
نتجت العواصف عن جبهة باردة قادمة من منخفض جوي كانت تعبر المناطق الوسطى من نيو ساوث ويلز، وتسببت بتكوّن عواصف رعدية قوية بعد ظهر الأربعاء. ووفقًا لتحذير صدر عن مكتب الأرصاد الجوية عند الساعة الرابعة مساءً، فإن هذه العواصف قد تؤدي إلى تشكّل أعاصير إضافية، وهبوب رياح شديدة، وتساقط بَرَد بحجم كبير، بالإضافة إلى أمطار غزيرة قد تُسبب فيضانات مفاجئة.
وشمل التحذير عدة مناطق منها الهضاب الوسطى، المنحدرات الجنوبية الغربية، الهضاب الجنوبية، والمنحدرات والسفوح الغربية الوسطى، مع الإشارة إلى "يونغ" و"كاورا" كمناطق مرشحة للتأثر المباشر.
في الوقت ذاته، كان منخفض جوي معقد قد بدأ بالتشكل فوق جنوب أستراليا منذ الثلاثاء، قبل أن يتحرك شرقًا ليؤثر على مناطق واسعة من نيو ساوث ويلز. وسُجلت كميات أمطار كبيرة في "مودجي" و"أورانج"، بلغت 60 و53 ملم على التوالي، إضافة إلى رياح قوية وصلت سرعتها إلى 90 كيلومترًا في الساعة.
وتتوقع السلطات أن يشتد المنخفض الجوي عند اقترابه من الساحل، ما قد يؤدي إلى استمرار الأمطار الغزيرة حتى صباح الخميس، مع تزايد فرص حدوث فيضانات سريعة في بعض المناطق.
هل تعود ظاهرة لا نينيا؟
التقلبات المناخية الحالية ترافقها مؤشرات واضحة على إمكانية تشكّل ظاهرة "لا نينيا" للمرة الخامسة خلال ستة أعوام، وهي ظاهرة مناخية تؤثر بشكل كبير على أنماط الطقس في أستراليا.
وتشير أحدث النماذج المناخية إلى أن فرص ظهور "لا نينيا" تزداد خلال فصل الربيع، ما يعني أن ملايين السكان في الأجزاء الشرقية والوسطى والشمالية من البلاد قد يواجهون موسمًا آخر من الأمطار الغزيرة.
وفي السياق نفسه، صدرت تحذيرات جوية شديدة في جنوب نيو ساوث ويلز شملت مناطق "إيلاوارا"، والساحل الجنوبي، والهضاب الجنوبية، إلى جانب تحذيرات بحرية على سواحل "باتيمانز".
كما وُجهت تنبيهات أقل حدة في "بيرون"، و"كوفز"، و"ماكواري"، و"هنتر"، و"سيدني"، و"إيدن"، وذلك في ظل توقعات بارتفاع سرعات الرياح إلى مستويات عاصفة.
وأكد أنغوس هاينز، كبير خبراء الأرصاد الجوية، أن المنخفض الجوي سيبقى المحرك الرئيسي للعواصف والأمطار والرياح خلال الساعات القادمة، متوقعًا أن تشتد قوته عند عبوره الساحل خلال ساعات الليل وصباح الخميس، خاصة إذا تكثف تأثيره فوق المياه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز