كيف صنع شقيقه القنبلة؟.. اعترافات العبيدي تحيي "هجوم مانشستر"
أزاح تقرير صحفي الستار عن اعترافات جديدة لشقيق الإرهابي الليبي سلمان العبيدي المحتجز ببريطانيا على خلفية هجوم مانشستر.
ورغم مرور أكثر من 3 أعوام على الهجوم، كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن تفاصيل جديدة للهجوم الذي تم تنفيذه دعما لتنظيم "داعش" الإرهابي، قبل تبنيه الاعتداء.
ففي 22 مايو/أيار 2017 فجّر سلمان العبيدي نفسه عند مخرج قاعة كبرى للحفلات بمانشستر، شمال غرب بريطانيا، حيث مغنية البوب الأمريكية أريانا غراندي تحيي حفلا موسيقيا ما أدى إلى مقتل 22 شخصا وجرح 512 شخصا.
دعاية لـ"داعش"
مستشار التحقيق البريطاني في هجوم مانشستر، بول غريني كيو سي، أكد أن هاشم العبيدي (23 عاما) سلم بيانا معدا للفريق القانوني للتحقيق يوضح دوافعه وراء التفجير، موضحا بعبارات بسيطة أن ما حدث يمثل "دعاية مؤيدة لداعش".
تصريحات شقيق منفذ الهجوم توافقت مع إقرار عبدالرحمن فورجاني، ابن عم العبيدي، بأن الأخير كان متورطا في مداهمات خلال أحداث فبراير/شباط 2011 بليبيا وعرض عليه صورا لمركبات عسكرية وأسلحة وقاذفات صواريخ.
فورجاني أكد للشرطة أيضا أن ابن عمه تدرب وقاتل مع مليشيات إرهابية في ليبيا، وهو ما أثبتته الصور التي عثرت عليها الشرطة في حاسوب العبيدي وتعود لمليشيا كتائب شهداء 17 فبراير/شباط 2011.
من هو سليمان العبيدي؟
سلمان رمضان العبيدي، البالغ من العمر 22 عاما، ولد في مانشستر ليلة رأس السنة عام 1994 لأبوين ليبيين، كان قد فرا من ليبيا بسبب معارضتهما لنظام القذافي.
وقضت الأسرة سنوات قليلة في لندن، ثم انتقلت إلى مانشستر حيث كان الأب يعمل مؤذنا في مسجد في ديدسبري.
وتلقى العبيدي تعليمه في مدرسة في مانشستر، ثم التحق بجامعة سالفورد قبل أن ينقطع عن الدراسة، ويعمل في مخبز، ويتذكر أصدقاؤه أنه كان لاعب كرة قدم جيدا، ومشجعا شغوفا بنادي مانشستر يوناتيد، وأنه كان يدخن القنب.
وللعبيدي 3 أشقاء، بنت وولدان، ويعتقد أن والديه رجعا إلى ليبيا ويعيشان هناك الآن، وهو نفسه سافر وشقيقه من بريطانيا إلى ليبيا في أبريل/نيسان 2017، قبل أن يعود منها سلمان في 18 مايو/أيار لينفذ الهجوم الانتحاري في مانشستر.
كيف خطط للحادث؟
قال رئيس الشرطة في مانشستر ايان هوبكينز، المسؤول عن مكافحة الإرهاب نيل باسو، إن العبيدي استأجر شقة في وسط المدينة، توجه منها إلى قاعة أرينا، وتثير هذه الشقة اهتمام المحققين لأنهم يعتقدون "أنها المكان الذي صنعت فيه العبوة" المستخدمة في الهجوم.
هنا تجدر الإشارة إلى أن مانشستر كانت المدينة الإنجليزية التي منحت فيها الحكومة البريطانية حق اللجوء للكثيرين من معارضي القذافي، إلى جانب مدينتي برمنجهام ولندن.
وأثيرت مؤخرا الشبهات لدى أجهزة الأمن حول تأييد بعض الليبيين في المملكة المتحدة، لا سيما من مانشستر، لتنظيم القاعدة.
ومع اتّساع رقعة احتجاجات ما يسمى "الربيع العربي"، وبدء ترنح نظام القذافي، عاد هؤلاء المعارضون وعدد قليل ممن نشأ في بريطانيا إلى جذورهم الثورية، وانضم كثيرون إلى مليشيا شهداء الـ17 من فبراير/شباط، إحدى أبرز المليشيات المسلحة.
وذكرت مصادر أن والد العبيدي كان جزءا من هذه الجماعة، وأنه غادر بريطانيا للمشاركة في آخر معركة ضد القذافي.
اعتقال شقيق منفذ الهجوم
أصدرت السلطات البريطانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، مذكرة اعتقال لشقيق منفذ هجوم مانشستر سلمان العبيدي وطلب الادعاء البريطاني من ليبيا تسليمه.
وتضمنت مذكرة الاعتقال بحق هاشم العبيدي تهم "قتل 22 شخصاً والشروع في قتل والتخطيط لتفجير"، بحسب الشرطة.
واعتقلت إحدى المليشيات الليبية العبيدي (20 عاما)، تنفيذا لأوامر صادرة من الشرطة البريطانية ووافقت حكومة فايز السراج في 17 يوليو/تموز 2019، على تسليمه بعدما رضخت لضغوط لندن بشأن تسليم شقيق منفذ الهجوم الانتحاري، لتنفيذ حكم قضائي.
وفي أغسطس/آب 2020، أصدرت محكمة بريطانية حكما بسجن هاشم العبيدي، شقيق مفجر مانشستر أرينا لمدة 55 عامًا على الأقل لتورطه بالتآمر لتنفيذ التفجير.
المحكمة أشارت إلى أنه ساعد في الحصول على مكونات القنبلة التي استخدمها شقيقه الأكبر وشرائها وتخزينها ونقلها منذ يناير/كانون الثاني 2017، باستخدام عدة هواتف محمولة ومركبات وعناوين لإخفاء المواد القاتلة.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز