مسؤول دولي: تشغيل صندوق الخسائر والأضرار المناخية أهم أهداف COP28
التقت "العين الإخبارية" فيليبو بيراردي، رئيس إدارة التخفيف المناخي بمرفق البيئة العالمية، للحديث عن توقعاته بشأن مؤتمر COP28.
قال فيليبو بيراردي، رئيس إدارة التخفيف المناخي بمرفق البيئة العالمية، إن أهم القضايا في جدول أعمال COP28 هي "التقييم العالمي"، أي تقييم التقدم الذي أحرزه المجتمع العالمي بشكل جماعي لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للعمل المناخي التي تم إطلاقها في عام 2015.
وأضاف أن هذا التقييم يربط تنفيذ خطط المساهمات الوطنية المحددة بالأهداف الشاملة لاتفاق باريس لتقليل الانبعاثات والحد من درجة الحرارة، لتصبح أقل من درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن، أو لتحقيق الهدف الطموح لتكون أقل من 1.5 درجة مئوية.
وتابع أنه يتم تحقيق هذا الهدف العالمي من خلال قيام كل دولة بإنشاء مسار لإزالة الكربون، وبالتالي تقليل انبعاثاتها، مضيفاً أنه بالرغم من أن الالتزامات التي تعهدت بها الدول "طوعية"، فإنها يجب أن تكون قابلة للقياس والمتابعة.
وأشار إلى أن عملية التقييم تحاول الإجابة عن عدّة أسئلة، من أهمها، هل هذه التعهدات كافية؟ هل ما أعلنته الدول سيضعنا على مسار يتوافق مع الهدف النهائي لاتفاق باريس؟، لذلك، تم التخطيط لإجراء هذا التقييم العالمي في عام 2023 لأنه سيكون قد مر ثلاث سنوات تقريبًا على إعلان خطط المساهمات المحددة وطنيًا للدول من عام 2020 إلى عام 2025، وبعد ذلك سيتعين تجديدها، وتقديم خطط جديدة التي نأمل أن تكون أكثر طموحًا من تلك التي لدينا الآن.
وقال إنه خلال COP28، سيكون هناك الكثير من المناقشات حول تفاصيل تشغيل صندوق تمويل الخسائر والأضرار، ووضع ترتيبات التمويل ومحاولة فهم من سيضع الأموال، لأنه من السهل أن نقول إننا أنشأنا صندوقًا وهذه هي الطريقة التي سيعمل بها لتوجيه الأموال إلى البلدان النامية، ولكن الجزء الأكثر صعوبة هو من سيضع الأموال على الطاولة.
وأضاف أنه من المهم أن يناقش كوب 28 ملفات أخرى مهمّة، مثل "تسهيل الانتقال العادل"، لأن الأمر لا يقتصر فقط على إزالة الكربون وتقليل الانبعاثات فحسب، بل يتعلق أيضًا بكيفية معالجة العواقب الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الابتعاد عن أنظمة الإنتاج غير المستدامة، فماذا سيفعل العمال الذين يعملون في مهن لم تعد تتوافق مع جهود إزالة الكربون التي يتطلبها اتفاق باريس، مثل استخراج الفحم أو صناعة النفط والغاز، وما هو نوع الدعم والمهارات المهنية التي سنحتاج إلى تقديمها للناس حتى يتمكنوا من الاستمرار في الحصول على سبل العيش في المستقبل الذي نريده؟ هذه أسئلة كبيرة نبحث عن إجاباتها التي لا نملكها بعد.
وحول قضية التمويل المناخي، قال إنه بين العام الماضي وهذا العام وصلنا أخيرًا إلى تمويل مناخي يصل إلى 100 مليار دولار، ولكن حشد هذا المبلغ تطلّب عدة سنوات وهذا هو المجموع، وكان من المفترض تحقيقه قبل ذلك لأنّه كان من المتفق أن تقدم البلدان المتقدمة 100 مليار سنويًا اعتبارًا من عام 2025، لذا يجب علينا زيادة طموح التمويل المناخي لأننا بعيدون عن الهدف، ولأن البلدان النامية لا تحصل على التمويل المتلائم مع احتياجاتها، مع أنها ليست المتسببة الرئيسية في المشكلة.
وأشار إلى أننا لا زلنا نحتاج إلى إجراء نقاشات ومفاوضات كثيرة في كوب 28 حول الكيفية التي تساهم بها الجهود الوطنية في تحقيق الهدف العالمي للتكيف، فعلى سبيل المثال، لدينا هدف عالمي يتمثل في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن، أي هناك خطة مفهومة تعمل عليها البلدان لتحقيق ذلك، أما بالنسبة للتكيف فالخطوات ليست واضحة بعد، وليس لدينا مقياس يمكن من خلاله المتابعة بسهولة كما هو الحال في متابعة التخفيف.
aXA6IDMuMTI4LjE5OC45MCA= جزيرة ام اند امز