تكبيل وحبس وتجويع.. أساليب إسرائيل للتنكيل بفتية القدس
إسرائيل تكثف انتهاكاتها ضد الفتية الفلسطينيين لتشعرهم بأنهم جماعة غير مرغوب فيهم وليضطروا لترك القدس
عادت عملية طرق الأبواب الإسرائيلية بعنف في ساعات ما بعد منتصف الليل، لتصبح ظاهرة في مدينة القدس الشرقية المحتلة، والضحايا في غالب الأحيان من الفلسطينيين صغار السن.
وطرق الأبواب هو البداية لعملية تبدأ باقتياد الفتية بعد ساعات منتصف الليل وتكبيلهم بالأصفاد دون مبرر، وتركهم لفترات طويلة في انتظار التحقيق معهم .
لاحقا يجري التحقيق مع الفتية مطولا دون حق الاتصال مع محام، وصولا إلى اعتقالهم في ظروف قاسية طيلة أيام وأسابيع.
وكانت الشرطة الإسرائيلية صعّدت في السنوات الأخيرة عمليات اعتقال الفتية في القدس الشرقية بداعي رشق قوات الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة.
ومنذ عام 2014 اعتقلت الشرطة الإسرائيلية المئات من الفتية في القدس الشرقية وما زال بعضهم قيد الاعتقال.
وقال مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" ومركز الدفاع عن الفرد "هموكيد" إنهما تمكنا من تسجيل إفادات 60 صبيا في مدينة القدس اعتقلوا في الفترة ما بين مايو/أيار 2015 وحتى أكتوبر/تشرين أول 2016.
ومستندة إلى هذه الشهادات فقد رصدت "بتسيلم" و"هموكيد" في تقرير صدر، الأربعاء، 6 انتهاكات إسرائيلية لحقوق الفتية الفلسطينيين أثناء اعتقالهم.
-الاعتقال بدون إذن قضائي
بحسب التقرير فإن الكثير من حالات الاعتقال تمت قبل الحصول على إذن من القضاء، حيث تصدر المحاكم أوامر الاعتقال لاحقا وبأثر رجعي.
-التكبيل بالأصفاد
استخدام الأصفاد لتكبيل الفتية ينبغي أن يحدث في حالات شاذّة فقط، ولأقصر مدّة، ولكن بحسب التقرير فإن التكبيل بالأصفاد هو القاعدة، وأحيانا تكبيل أيديهم وأرجلهم.
-التحقيق ليلاً
وفي هذا الصدد قال التقرير: "يمنع القانون التحقيق مع القاصرين في ساعات الليل، سوى الاستثناءات المنصوص عليها في القانون"، ولكن ربع الفتية جرى التحقيق معهم في ساعات الليل.
-انتهاك الحقوق
ويلفت التقرير في هذا الشأن إلى حقّ الصمت حيث إنه فقط في 71% من الحالات أبلغ المحقّقون الفتية بأنّ لهم حق الصمت، ولكن في نحو 70% من المرّات لم يفهم المعتقلون معنى هذا الحقّ، وخافوا أن تكون لصمتهم عواقب سيّئة.
كما تشمل الحقوق حقّ توكيل محامٍ، ولكن في 70% فقط من الحالات أتاح المحقّقون للمعتقل التحدث مع محامٍ قبل بدء التحقيق - محادثة مباشرة خاطفة، أو عبْر الهاتف.
وفي 95% من الحالات جلس الفتية وحيدين في غرفة التحقيق، دون وجود أهلهم معهم أو أيّ من أقاربهم.
-التحقيق وجهًا لوجه
يتضح من التقرير أن نحو 70% من الفتية جرى التحقيق معهم مرّة أو مرّتين فقط، وقال 25% منهم إنّ المحقّقين استخدموا العنف ضدّهم بدرجة ما؛ وتحدث 55% عن صراخ وتهديد وشتائم وجّهها إليهم المحقّقون؛ فيما لم يُسمح لـ23% بالدخول إلى المرحاض لقضاء حاجتهم.
كذلك قال 26% إنّهم طلبوا أن يأكلوا أو يشربوا ورُفض طلبهم؛ و43% منهم تلقّوا الوجبة الأولى بعد مرور أكثر من عشر ساعات على اعتقالهم.
وأوضح التقرير أن "أسلوب التحقيق هو الذي أدّى، إلى أنّه في 83% من الحالات وقّع الفتية على اعترافات - كُتب نحو 80% منها باللغة العبريّة، ومن هنا لم يفهموا على ماذا هم يوقّعون".
-ظروف الاعتقال
ينصّ القانون على أنّه يجب اعتقال القاصرين ضمن ظروف تناسب سنّهم، بما في ذلك توفير المأكل والمشرب الصحّي، توفير الدراسة وزيارات عمّال اجتماعيين وأفراد الأسرة، وكذلك السماح لهم بالاتصال بعائلاتهم.
ولكن التقرير أشار إلى أن السلطات الإسرائيلية لا تتيح في بعض الأحيان للمعتقلين توفير احتياجات النظافة الشخصية أو الحصول على ملابس نظيفة.
واختتم بالإشارة إلى أن "الواقع الذي يصفه هو جزء من بنية أو هيكليّة السيطرة الإسرائيلية على السكّان الفلسطينيين في القدس الشرقية".
و"طالما استمرّت هذه السيطرة، من المتوقّع أن تواصل السلطات الإسرائيلية التعامل مع السكّان الفلسطينيين كجماعة غير مرغوب فيها"، وفق التقرير.