المستشفيات الميدانية في غزة.. استهداف إسرائيلي يزيدهم عطاء
10 قنابل غاز ألقتها قوات الاحتلال داخل النقطة الطبية وفي محيطها حوّلت الطواقم الطبية إلى ضحايا بدلاً من مقدمي خدمات طبية للمصابين.
اطمأن مدير النقطة الطبية في خزاعة على استعدادات طاقمه الطبي لتقديم الخدمة الطبية العاجلة للمصابين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي وقنابله السامة، دون أن يدري أنه وطاقمه سيكونون من أول ضحايا الإصابة بالغازات السامة التي انهالت على النقطة الطبية.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أكد مدير النقطة الطبية (المستشفى الميداني) الطبيب صلاح الرنتيسي، أنه لم يستبعد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لطواقمه العاملة في مخيم العودة بخزاعة جنوب شرقي قطاع غزة، لتقديم العلاجات والإسعافات اللازمة لمئات المصابين برصاص قوات الاحتلال وقنابله السامة، قائلا: "هو (الاحتلال الإسرائيلي) صاحب تاريخ في الاعتداء على الطواقم الصحية".
وأوضح الرنتيسي أن 10 قنابل غاز ألقتها قوات الاحتلال داخل النقطة الطبية وفي محيطها حولت الطواقم الطبية إلى ضحايا بدلاً من مقدمي خدمات طبية عاجلة لإنقاذ المصابين، "تلك الإصابات لم تمنع الطواقم من العمل.. لقد أسعفنا أنفسنا وأسعفنا المصابين من تلك القنابل".
وأضاف أن 10 من أفراد الطاقم الصحي أصيبوا جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، لافتا إلى احتمال أن يكون الغاز المستهدف به الطاقم الطبي "ساما"، وهو ما يدفعه للقلق على حياة العاملين في المستشفيات الميدانية المنتشرة في مخيمات العودة الخمسة المقامة في محافظات القطاع.
وقال الطبيب عصام إنه "بعد دقائق من تعافي الأطباء والممرضين من آثار الاختناق، كان كل شيء داخل النقطة الطبية على ما يرام، وليس أمامنا إلا مواصلة العمل في المهمة الإنسانية".
وعلى بُعد 200 متر يعمل نحو 45 طبيباً وممرضاً داخل النقطة الطبية الميدانية لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وخارج الخيمة ينتظر نحو 24 ضابط إسعاف ومسعفي الإشارات لنقل المصابين عبر 12 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل.
وصرح محمد الهسي، مسؤول النقطة الطبية لجمعية الهلال الأحمر بخزاعة، بأن النقطة الطبية للهلال موجود بها نحو 70 كادرا بين طبيب وممرض ومسعف من أصحاب الخبرات في العمل بالكوارث والطوارئ.
وأضاف الهسي، في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، أن عددا من المصابين يتلقون العلاجات اللازمة داخل الخيمة الممتدة على مساحة 120 مترا مربعا، وتحتوي على 25 سريرا طبيا وفرشات طبية وحمالات وأسطوانات أوكسجين، ومستهلكات طبية موزعة في أركان الخيمة لتوفير سهولة التحرك للطواقم الصحية.
وفي المستشفيات الميدانية تعمل الطواقم الطبية على تقييم حالات المصابين؛ فالإصابات بالطلقات النارية يتم تشخصيها وتقديم العلاج الأولي لها وتحويلها إلى المستشفى المناسب، أما الإصابات الناجمة عن استنشاق الغاز يتم التعامل معها ميدانيا وتقديم العلاج اللازم لها.
ولا تقتصر النقاط الطبية على وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر، وهما أكبر مزودين للخدمات الصحية في قطاع غزة، إذ تنتشر نقاط طبية لمؤسسات طبية أهلية تقدم ما استطاعت الخدمات للمصابين.
عشر نقاط طبية ميدانية مركزية في كل مخيم من مخيمات العودة الخمسة؛ خمس نقاط تتبع وزارة الصحة ومثلها للهلال، أشرفت منذ الجمعة الأولى لمسيرة العودة على علاج أكثر من 3700 إصابة في صفوف المتظاهرين العزل جراء اعتداء الاحتلال، بحسب الدكتور بشار مراد نائب مدير عام جمعية الهلال الأحمر بقطاع غزة.
تلك النقاط تزدحم بالمصابين والباحثين عن علاجات سريعة من اختناق أو إرهاق طوال ساعات نهار أيام الأسبوع، ويتضاعف العمل في النقاط يوم الجمعة من كل أسبوع.
وأشار مراد لـ"العين الإخبارية" إلى انتشار نحو 350 كادرا طبيا ومسعفا، إلى جانب نحو 60 سيارة إسعاف مجهزة تعمل في المستشفيات الميدانية. تلك التجهيزات والمعدات والكوادر بالكاد تفي بالاحتياجات اليوم، ويضيف: "توجد إصابات بالمئات، ولا تتوفر احتياجات كاملة لتغطية هذا العدد الكبير من المصابين".
أكثر ما يقلق مراد "ليس النقص في الاحتياجات.. إنما الاستهداف المتعمد للطواقم الطبية والإسعافية من قبل قوات الاحتلال". ويتابع: هناك تنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتابع بدورها مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسهيل عمل طواقمنا في المناطق الحدودية.
أمام الاعتداءات الإسرائيلية المتعمدة على الطواقم الطبية في غزة كررت وزارة الصحة مناشداتها للمنظمات الدولية العمل على توفير الحماية للطواقم والنقاط الطبية وسيارات الإسعاف التي تتعرض لاستهداف مركز من قوات الاحتلال اليوم، بحسب الناطق باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة.
ووفق القدرة فإن 12 من الطواقم الصحية أصيبوا اليوم الجمعة جراء استهداف قوات الاحتلال للنقطة الطبية بخزاعة التي أسفرت عن 10 إصابات، ونقطة غزة التي أسفرت عن إصابة، وسيارة إسعاف تابعة لنقطة رفح التي أسفرت عن إصابة مسعف.
aXA6IDQ0LjIwMi4xMjguMTc3IA== جزيرة ام اند امز