معركة الأمعاء الخاوية تهدد حياة 3 أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيل
مخاوف من تدهور الحالة الصحية لثلاثة أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيل جراء الإضراب عن الطعام لفترات طويلة
مرة أخرى تقرع أجراس الخطر من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بوجود تخوف حقيقي على حياة ثلاثة أسرى، اثنان منهم يخوضان الإضراب عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، والثالث رفضا لعزله منذ 3 سنوات.
وأكد رياض الأشقر الناطق الإعلامي باسم مركز دراسات الأسرى لـ"بوابة العين" أن حياة الأسرى المضربين: أنس شديد وأحمد ابو فارة ونور الدين اعمر، دخلت مرحلة الخطر مع دخول أول اثنين منهم الشهر الثالث، فيما تجاوز إضراب الثالث 20 يومًا.
إصرار على خوض الإضراب
وقال الأشقر إن الأسيرين شديد وأبو فارة، امتنعا عن تناول المدعمات، الأمر الذي أحدث المزيد من التدهور في حالتهما حيث إنهما مضربان منذ شهرين كاملين، لافتا إلى أن الأسيرين رفضا عرض الاحتلال بتجميد اعتقالهما الإداري وطالبا بإطلاق سراح كامل دون التفاف من سلطات الاحتلال.
وبدأ الأسيران شديد وأبو فارة، وهما من "خرسا" قرب دورا جنوبي الخليل، إضرابهما في 25 سبتمبر الماضي ضد اعتقالهما الإداري، وجرى نقلهما إلى مستشفى الرملة التابع لقوات الاحتلال، ومن ثم حولا إلى مستشفى "أساف هروفيه" بعد تردي حالتهما الصحية.
وقالت أحلام حداد محامية الأسيرين المضربين عن الطعام، لـ"بوابة العين" إن الأسيرين يدخلان بين الحين والآخر في غيبوبة حيث دخل قبل أيام أبو فارة في غيبوبة استمرت 4 أيام، أفاق منها بعد حدوث اضطرابات قلبية في جسده، حيث أزال الأجهزة المثبتة على جسده ووجهه، ورفض تلقي العلاج وأخذ المدعمات، كما أنه يتقيأ الدم منذ أيام عدة.
ويخوض الأسرى الفلسطينيون إضرابات فردية احتجاجا على الاعتقال الإداري، وهو نمط اعتقالي يجري دون أي سند قانوني بين الحين والآخر، حيث تحتجز قوات الاحتلال بحجة وجود ملفات سفرية لم تستطع إثباتها.
مخاوف الاستشهاد
هيئة شؤون الأسرى والمحررين أطلقت من جهتها تحذيرا حول حياة الأسرى الثلاثة مبدية تخوفا من احتمال استشهادهم في ظل التدهور المستمر في حياتهم.
وقال كريم عجوة، محامي الهيئة في تصريحٍ الثلاثاء، بعد زيارته الأسيرين أبو فارة وشديد في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي إن ابو فارة فقد من وزنه منذ بداية إضرابه عن الطعام قرابة 23 كيلو غراما، بينما وصف حالة شديد (19 عاما)، بأنها الأخطر والأصعب بين المضربين حيث يعاني من آلام في الكبد وهبوط كبير في الوزن من 64 الى 40 كيلو جراما.
- نادي الأسير الفلسطيني لـ"العين": الاحتلال يحاكم الأطفال عسكريا
- إنفوجراف.. الأسرى الفلسطينيون .. الواقع المر في سجون الاحتلال
كما وصف عجوة، حالة الأسير نور الدين اعمر من قلقيلية والقابع في عزل سجن عسقلان، بأنها تزداد سوءاً يوما بعد يوم، حيث يخوض إضرابا عن الطعام ضد عزله منذ 17 يوما، لافتا إلى أنه فقد من وزنة 6 كغم.
يذكر أن الأسير اعمر معتقل منذ العام 2003 ومحكوم بالسجن لـ 30 عاما، وهو معزول بظروف سيئة منذ أكثر من 3 سنوات، بدعوى أنه "خطير على أمن إسرائيل".
ووفق الناطق باسم مركز دراسات الأسرى فإن شقيقي الأسير اعمر وهما: الأسيران عبد السلام ونضال اعمر قد شرعا بإضراب إسنادي تضامني مع شقيقهما نور الدين.
ويشير الأشقر إلى أن الإضرابات الفردية باتت تشكل حالة ضاغطة في ملف الأسرى، ومع تكرارها بين الحين والآخر، بات الاحتلال يتجاهل معاناة الأسرى، حيث كان التفاعل مع الإضراب كبيرا عندما يصل عدد أيامه أسبوع أو أسبوعين، بينما اليوم يصل الأسير شهرين وأكثر والاحتلال يتعامل بإهمال كبير.