حين يسقط حجر واحد من أحجار الدومينوز، يجب أن يستمر السقوط حتى يقف حجر قوي ليوقف هذا السقوط؛ وإلا انهارت كل اللعبة
حين يسقط حجر واحد من أحجار الدومينوز، يجب أن يستمر السقوط حتى يقف حجر قوي ليوقف هذا السقوط؛ وإلا انهارت كل اللعبة دون أن تجد ما يعيدها إلى نصابها من جديد.
وفي المنطقة الشرق أوسطية، نجد عدة أحجار تصطفّ كأحجار الدومينوز لكنها بالحقيقة لا تمت لباقي الأحجار بأي صلة، وبسبب التداخلات التاريخية التي تتشارك بها معظم دول المنطقة، يتهيأ للبعض أن السقوط هين ولن يحتاج الكثير من الوقت، لكنهم وبالتأكيد المطلق مخطئون.
وفي هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها دول المنطقة وبلدان الخليج بعد أن فُضِحت الكثير من المؤامرات وانكشفت الكثير من الخطط الجارية والمستقبلية التي كانت ستؤثر على مستقبل وازدهار الكثير من الدول المجاورة، فما كان من تلك الانقشاعات التي ظهرت مؤخراً إلا وضع بعض الخطوط العريضة تحت بعض الأسماء التي شكّلت أزمة فعلية، وتوتراً إقليمياً على الكثير من الشؤون السياسية، وأولها كان اسم حزب الشيطان الذي يطلق على نفسه اسم حزب الله، الذي يتشكل من ميليشيات وفصائل مسلحة باسم حزب يدعو للمقاومة على أرض يُفترض أن تكون الحرب انتهت فيها منذ عقد وأكثر من الزمن.
وإن كنا نريد القول إن حزب الشيطان ساهم في تحرير أراضي الجنوب اللبناني من الاحتلال وكان له الدور في إخراج الجيش السوري كما يدّعون!! فمَنْ هو حليف سوريا في هذه الفترة غير حزب الله والدول التي تدعمه وتؤمن له المؤن والسلاح والرواتب كما صرح الأمين العام لهذا الحزب؟ أوليس حليفاً للدولة التي يقولون إنها تسببت بدمار لبنان منذ سنة 1976م حين دخلت إليه بقيادة النظام الأسدي، والتي استعمرت أراضيه وكأنها باقية إلى الأبد، إنها تناقضات طافية على سطح المنطقية كما يطفو الخشب على الماء، واضحة للعين التي تستطيع أن تبصر النور، فلكل عاقل أن يتفكّر قليلاً بالوضع الراهن والتصريحات التي تخرج من أفواه القادة لهذه الميليشيات والتنظيمات التي يجب أن تندثر، وأن تتخذ الشكل القانوني تحت سلطة الدولة كحزب سياسي لا عسكري، فكيف لأحد كحزب الشيطان أن يحارب تنظيماً إرهابياً كداعش وهو أحد أكبر التنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة؟!
حين تَشكّل حزب الله سنة 1982م، كان بسبب الحرب الأهلية في لبنان، وكان دعمه ولايزال من جمهورية إيران، أما الآن وبعد نهاية الحرب الأهلية، وعودة الأمور إلى رسمها الطبيعي بتسلم زمام الدولة من قبل رئاسة الجمهورية وتشكيل المجموعة النيابية وانتخابات ديمقراطية على أراضي الدولة اللبنانية، ألا يجب أن تفرض الدولة سيادتها بسحب السلاح من يد كل من يتغطى تحت لحاف حزبي سميك ممول من أعداء مفضوحين لهذه الدولة؟ وإن كان يتمسك هذا الحزب الشيطاني بأسبابه للمقاومة بسبب الخطر الإسرائيلي المحدق بلبنان؛ أليس من الأجدر به المحافظة على حدود المكان الجغرافي الذي يستطيع ممارسة هوايته فيه؟ فأنا أستطيع أن أجزم أننا نراه في كل معركة إما مقدماً إمداداً عسكرياً أو بعض الخبراء العسكريين!! أوليس الأولى والأجدر إيجاد حلول سياسية للحد من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة وإمدادهم بالمؤن والمساعدات في ظل فترة الحصار التي يمرون بها؟! إني أتساءل! أين المجتمع الدولي عن هذه الاختراقات الإنسانية والأخلاقية والمهنية؟! فلو كانت شركة استشارية؛ لطُلبت منها جميع الأوراق والوثائق الخاصة بالاستشاريين الذين يذهبون لتقديم النصح على أرض المعارك كما يدعون.
هذا الحزب الشيطاني الذي بدأ بالتدخل بكافة القضايا الدولية والمحلية المتعلقة بالشأن اللبناني بيد خفية لإيران في المنطقة، ليعيث خراباً وفساداً في العقول الشابة، وليظهر للبعض بصورة المخلص، ما هو إلا سرطان يتفشى دون أن يقوم أحد باستئصاله، فيقوم بنشر الداء وبيع الدواء بثمن باهظ يتمحور حول الشعارات الرنانة والمثاليات المسروقة
أما عن تلك المعلومات السرية بالكامل التي يفصح عنها الأمين العام لحزب الشيطان بين الآونة والأخرى، كيف له معرفتها، أولم يكن الأجدر به أيضاً أن يقدم مثل تلك المعلومات المفيدة قبل انتهاء مدة صلاحيتها؟! وبأي حق تتحدث عن حقك بالكلام عن هذه المواضيع وأنت مختبئ في مكان ما لا يُعرف لك مقر ولا مكتب لإدارة هذا الحزب؟! أليست هذه النقاط رئيسية في بروتوكولات إنشاء أي حزب!!.. ناهيك عن المناطق المغلقة التي يسيطر عليها حزب الله في مدينة بيروت بالكامل مع غياب واضح لسيادة الدولة في تلك المربعات الأمنية، وكأنك إن كنت تريد أن تدخل هذه المربعات، يتوجب عليك أخذ تأشيرة سفر لجمهورية إيران.
أما بالنسبة للوضع اللبناني الخليجي، وخاصة مع المملكة العربية السعودية، وبعد أن قدم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته خارج الأراضي اللبنانية، وبغض النظر من أي دولة كانت! ألا يظن الأمين العام لهذا الحزب الشيطاني أنه ولمرة واحدة على الأقل يجب عليه التزام الصمت والمراقبة من بعيد، وعدم الإدلاء بالتصريحات والتهديدات، ناهيك عن المبالغة فيها؟!! ففي كل مرة يظهر عبر الشاشة ليدلي ببعض الآراء المجمعة، أرى كمية تناقض مرعبة، لا تسعني إلا التفكير قليلاً؛ أليس حليفاً رئيسياً للمتهم الأول في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري؟! وأي أسرى هؤلاء الذين يتكلم عنهم والذين سيرجعهم إلى أرض الوطن؟ وأي وطن يتحدث عنه؟؟.
لقد كانت ولاتزال سياسة المملكة العربية السعودية هي الراعي الأول لبث السلام والحث على التطوير والعمران والازدهار في المنطقة، وخاصة للبنان من خلال المساعدات الإنسانية والدعم الاقتصادي والمعنوي لكل من الحكومة والشعب على حد سواء؛ وكيف له أن يناقش بأمر حين تعرّض هو لأمر شبيه له لم يتوانَ عن اتخاذ خطوة عسكرية وأن يمر عليه الأمر مرور الكرام؟ كل هذه التفاصيل والتصريحات يجب النظر فيها بشكل جدي، دون أن نغفل عن ذكر أنه "أمين عام لحزب لبناني (مسلح)"، وحليف أول لإيران في المنطقة.
(ألا تشعر أن حزب الشيطان أصبح متكلماً باسم هيبة الدولة اللبنانية أكثر من المخوّلين الرسميين للقيام بهذا الأمر؟!).
كل هذه النقاط تعود لتصب بالمصلحة الإيرانية في المنطقة وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان من العقلاء، ففي لحظة يقول إن داعش هُزِمت، وأن أمريكا كانت أحد الداعمين لداعش، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح بذلك علناً في أحد لقاءاته، لكن! أليست تركيا الداعم الأول لقطر التي كانت أحد الداعمين لتنظيم داعش الإرهابي؟
إن وجدت معادلة لتحل لغز هذه المعضلة التي نراها على الساحة العربية في هذه الفترة فستكون بسيطة جداً، وسيكون شرح هذه المعادلة بأن تتم مناقشة سحب سلاح حزب الله كلياً وإعلان لبنان دولة ذات سيادة على كافة أراضيه، وعلى كافة الأحزاب المشاركة فيه، وأن يلتزم الأمين العام لحزب الله بالشؤون الخاصة بحزبه فقط، وترك الشؤون الدولية لرؤساء الدول والحكام، وأن يدرك كل طرف من الأطراف المجاورة أن سياسة النأي بالنفس في الشؤون التي لا تتعارض مع مصالح دولهم ما هو إلا قرار حكيم، وأن عدم الإدلاء برأي في بعض الأحيان يكون القرار الصائب إن لم تكن على علم بكل معطيات المعادلة. عدم اتخاذ القرارات وعدم الإدلاء بالتصريحات التي قد تشكل تهديداً على أمن وسلامة شعب هذه الدولة من النواحي السياسية بحيث إنه غير ذي صلة للتحدث بهذا الشأن.
وعلى هامش كل هذه الأحداث والتفاصيل، نرى أن هذا الحزب الشيطاني الذي بدأ بالتدخل بكافة القضايا الدولية والمحلية المتعلقة بالشأن اللبناني بيد خفية لإيران في المنطقة، ليعيث خراباً وفساداً في العقول الشابة، وليظهر للبعض بصورة المخلص، ما هو إلا سرطان يتفشى دون أن يقوم أحد باستئصاله، فيقوم بنشر الداء وبيع الدواء بثمن باهظ يتمحور حول الشعارات الرنانة والمثاليات المسروقة من كتب التاريخ، والتي لا تمت له بصلة.
ففي كل معضلة ومشكلة في المنطقة وجدنا يداً لحزب الله فيها، وعند الأخذ بالمعطيات، نجده أحد المسببين لها والمشاركين في صنعها وابتكارها، وبدلا من الحث على العلم والتطوير والازدهار وبناء الإنسان قبل البنيان، نجدهم يحثون على النقيض تماماً، ونجد ذلك حتى في شعارهم والعلم الذي اتخذوه لأنفسهم، فهم يدعون أنهم المقاومة الإسلامية في لبنان، وفي بعض الأعلام نجد أنهم الثورة الإسلامية في لبنان، ألم يحن الوقت لأن ندرك أن شعارهم يتمحور حول أخذ زمام السلطة من الدولة اللبنانية ووضعها في كفهم، التي هي بالنهاية كف خفية لجمهورية إيران للتحكم بالشؤون العربية الداخلية وتحريك محور الوضع العربي كما هم يريدون؟ أما عن وضع مجسم عن العالم غير مكتمل الملامح وحزب الله هم الغالبون في أعلى الشعار، أكبر دليل على تفكيرهم السلطوي الاستبدادي والمنحرف وكل هذا بقوة السلاح الذي يعتلي شعارهم، ناهيك عن اللون الذي اختاره هذا الحزب فهو لون الخديعة والغش والمرض بحسب المحللين النفسيين لهذا اللون، يرمز للغيرة في كثير من الأحيان حتى أن صحف الإشاعات تسمى بالصحف الصفراء، وفوق كل هذا هو رمز للثراء، وبتحليل كل هذه المعطيات نجد أن هذا الحزب الشيطاني يسعى للتأثير على المنطقة بدعم إيراني واستخفاف بكل القيم العربية الأصيلة؛ التي يجب أن نحافظ عليها وأن نبقيها حية مشرقة دون أن يلوّثها دنس رجعي يسعى إلى بسط سلطته بأي ثمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة