دراسة جديدة: الشباب والنساء من مجتمع LGB+ أكثر عرضة للانتحار والإيذاء الذاتي

كشفت بيانات حديثة صادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة أن الأشخاص المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية (LGB+) أكثر عرضة للإيذاء الذاتي والانتحار.
ووفقًا للإحصاءات، تظهر الأرقام أن الأشخاص من مجتمع LGB+ الذين تزيد أعمارهم عن 16 عامًا يعانون من مخاطر أعلى للانتحار بمقدار 2.2 مرة، بينما تظهر المخاطر المرتبطة بالإيذاء الذاتي أنها أعلى بمقدار 2.5 مرة مقارنة بالأشخاص المغايرين جنسياً. وتستند هذه الأرقام إلى سجلات مستشفيات هيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) وسجلات الوفيات في إنجلترا وويلز خلال الفترة من مارس 2021 إلى ديسمبر 2023.
الشباب والنساء الأكثر عرضة للمخاطر
أظهرت البيانات أيضًا أن النساء من مجتمع LGB+ يتعرضن لمخاطر أعلى للإيذاء الذاتي بنسبة 2.8 مرة مقارنة بالنساء المغايرات، في حين أن هذه النسبة تصل إلى 1.9 مرة للرجال من نفس المجتمع. بالنسبة للانتحار، كانت المخاطر أعلى بنسبة 3.1 مرة لدى النساء من مجتمع LGB+ مقارنة بنظيراتهن المغايرات، بينما كانت المخاطر 1.8 مرة أعلى بالنسبة للرجال المثليين.
بالنسبة للشباب، فإن الأشخاص من مجتمع LGB+ الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا هم الأكثر عرضة للإيذاء الذاتي بنسبة 2.8 مرة، وهي أعلى من أي فئة عمرية أخرى. ورغم ذلك، كانت المخاطر المرتبطة بالانتحار أعلى بين الأشخاص من مجتمع LGB+ الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا مقارنة بالفئات الأصغر سنًا.
التأثير العرقي على المخاطر
تشير البيانات إلى أن هناك تأثيرًا عرقيًا واضحًا على معدلات الإيذاء الذاتي والانتحار داخل مجتمع LGB+. فقد ثبت أن البالغين السود من هذا المجتمع هم الأكثر عرضة للانتحار بمعدل يزيد بمقدار 4.7 مرة مقارنة بنظرائهم المغايرين جنسياً.
تحليل البيانات وتوجيه الدعوات للتحرك
في تعليقها على الأرقام، قالت إيما شارلاند من مجموعة أبحاث الصحة في مكتب الإحصاءات الوطنية: "هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بتحليل بيانات عن الإيذاء الذاتي والانتحار بناءً على التوجه الجنسي، وقد سلط هذا التحليل الضوء على بعض الفئات داخل مجتمع LGB+ التي تواجه مخاطر مرتفعة بشكل خاص مقارنة بنظرائهم المغايرين جنسياً".
وأضافت: "التحليل يقدم رؤى قيمة للمجتمعات المعنية بمنع الإيذاء الذاتي والانتحار".
وتابعت شارلاند: "من الواضح أن النساء، والشباب، والأشخاص من خلفيات عرقية معينة يتعرضون لمخاطر أعلى، سواء في حالات الإيذاء الذاتي أو الانتحار، مما يتيح لنا فهمًا أفضل للآثار التي يواجهها هؤلاء الأفراد".
دعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة
من جانبها، علقت جاكي موريسي، من منظمة "ساما ريتين" للصحة النفسية، على الأرقام قائلة: "البيانات التي تم نشرها تشير إلى واقع قاتم يتطلب تدخلًا عاجلًا، ونأمل أن تكون هذه الأرقام خطوة هامة نحو تحسين الوقاية من الانتحار، على الرغم من أن الصورة الكاملة قد تكون أكثر تعقيدًا مما تم الكشف عنه".
وأضافت أن هناك "حواجز ثقافية واجتماعية" تمنع الأفراد من الكشف عن توجهاتهم الجنسية، كما أن عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين يعانون من الإيذاء الذاتي لا يتوجهون إلى المستشفيات للحصول على العلاج، مما يجعل الوضع أكثر خطورة.