أصحاب الهمم بغزة.. معاناة رباعية في يومهم العالمي
بين انعدام الخدمات والاهتمام، وفرص العمل والتأهيل، تتوزع معاناة ذوي الإعاقة الفلسطينيين في يومهم العالمي.
وعلى كرسيه المتحرك يمضي الطفل الفلسطيني ياسر إبراهيم أغلب وقته منذ إصابته بالشلل في أطرافه السفلية نتيجة إطلاق نار إسرائيلي، وذلك أثناء مشاركته في تظاهرة شرق خان يونس.
ويقول إبراهيم لـ"العين الإخبارية": إنه أصيب عام 2018، وبعد أن أمضى رحلة علاج طويلة بات أسيرا لكرسي متحرك يواجه صعوبة كبيرة في الحياة مع غياب الاهتمام الكافي من المؤسسات المعنية.
- الإماراتية فاطمة الجاسم.. نموذج ملهم في تحدي الإعاقة
- إبداع يتحدى الإعاقة.. يمني يقهر المرض بـ"صناعة الأثاث"
ويأمل إبراهيم، أن تبادر الجهات الحكومية والرسمية لمساعدة أمثالهم على الحياة واستعادة الأمل.
إبراهيم هو واحد من نحو 128 ألف فلسطيني بغزة يعانون من إعاقات مختلفة، دون تدخلات رسمية أو أهلية كافية لإدماجهم في الحياة.
وفي 3 ديسمبر من كل عام تحتفل دول العالم باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي أقرته الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز الوعي المجتمعي بقضاياهم وحقوقهم، والعمل على إدماجهم في جميع جوانب المجتمع.
ويجسد شعار هذا العام "يوم للجميع" زيادة فهم الإعاقة باعتبارها جزءا من حال الإنسان.
انعدام خدمات
ويؤكد مصطفى عابد مدير التأهيل لذوي الاحتياجات في الإغاثة الطبية لـ"العين الإخبارية" الانعدام التام للخدمات المقدمة لذوي الإعاقة في غزة من الحكومة ووكالة الغوث والمؤسسات المحلية.
ويشير إلى وجود تهرب من المؤسسات الدولية والمانحة من دعم ومساندة ذوي الإعاقة وهو ما أثر عليهم وبالتالي صنفت الاعاقة في غزة بأنها في حالة صعبة.
في مارس الماضي جاءت أزمة فيروس كورونا المستجد لتزيد معاناة ذوي الإعاقة، وفق عابد، الذي كشف أن العديد من مؤسسات التأهيل أغلقت برامجها أو قلصت خدماتها لذوي الإعاقة وما زال الوضع في غزة آخذا بالتدهور.
ويؤكد عابد أنه عادة يكون اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، عبارة عن يوم تنمية كاملة لذوي الإعاقة لكن في ظل الحصار والانقسام وكورونا كان يوم تدهور كبير للوضع الصحي والاقتصادي والتعليمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
ويشير إلى أن جميع الحقوق الأساسية لذوي الاحتياجات الخاصة بها مشاكل كبيرة مثل حقوقهم في المأكل والمشرب والمسكن والزواج والعمل والتعليم والصحة والترفيه.
3 حصارات
وحسب عابد، يعاني أصحاب الهمم من 3 حصارات هي: حصار الإعاقة، وحصار التجاذب السياسي بين غزة ورام الله، وحصار السياج والبحر حيث لا يستطيعون التنقل خارج البلد.
وأشار إلى وجود 128 ألف إعاقة في قطاع غزة يشكلون 6.7 % من تعداد سكان القطاع، مبينا أنه رقم قليل قياسا بدول أخرى في المنطقة تصل نسبة الإعاقة إلى 12 و 15 %.
وتبلغ نسبة الإعاقة الحركية بغزة بين 28 إلى 35 % من الإعاقات تليها الإعاقات السمعية والبصرية.
وذكر أن الأكثر صعوبة من يعانون إعاقات ذهنية وتوحد، لانعدام المؤسسات التي تقدم الخدمات لهم.
إعاقة الأطفال
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني سلط الضوء في هذا العام على واقع الأطفال في الفئة العمرية 2-17 سنة الذين يعانون من إعاقات من واقع بيانات المسح الفلسطيني العنقودي متعدد المؤشرات 2019-2020.
وفي بيان له، كشف الإحصاء الفلسطيني أن 2.4% من الأطفال في الفئة العمرية 2-4 سنوات لديهم إعاقة واحدة على الأقل، بارتفاع في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية، حيث بلغت حوالي 3% و2% على التوالي.
في حين بلغت نسبة الإعاقة حوالي 15% بين الأطفال في الفئة العمرية 5-17 سنة، بحوالي 17% في الضفة الغربية مقابل حوالي 13% في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أن حوالي 10% من الأطفال في الفئة العمرية 5-17 سنة غير ملتحقين في التعليم حاليا من مجمل الأطفال ذوي الإعاقة، وشكل الذكور النسبة الأعلى، حيث بلغت حوالي 69% مقارنة بحوالي 31% بين الإناث غير ملتحقين حاليا بالتعليم من مجمل الأطفال ذوي الإعاقة.
مطالب
ومنذ قرابة الشهر يعتصم أشخاص من ذوي الإعاقة بمقر المجلس التشريعي في رام الله، لمطالبة السلطة الفلسطينية بتعديل القانون الخاص بهم بما ينصفهم ويلبي حقوقهم.
ويؤكد عابد أهمية الإسراع في إقرار مسودة قانون جديد للأشخاص ذوي الإعاقة؛ لأن قانون حقوق المعوقين رقم 4 لعام 1999 لا يلبي متطلبات أصحاب الهمم.
وطالب السلطات بالإسراع في تقديم جميع الخدمات الصحية لأصحاب الهمم وإقرار التأمين الصحي الشامل مجانا لذوي الإعاقة.