مع تصاعد التحذيرات من خطوة يجزم كثيرون أنها ستكون الأسوأ في خضم الحرب المستعرة في غزة منذ أشهر، برز الحديث عن خطة بديلة عن اجتياح رفح
هذا ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية التي نقلت عن مسؤولين أمريكيين اثنين أن الولايات المتحدة ستنصح إسرائيل بتأمين الحدود بين غزة ومصر كجزء من سلسلة من البدائل لغزو شامل لرفح.
تفاصيل الخطة
والاقتراح، الذي نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" لأول مرة، قبل أيام، سيشمل عمل القوات الإسرائيلية على كبح قدرة عناصر حماس على تهريب الأسلحة إلى رفح، مما يخنق قدرتهم على شن المزيد من الهجمات ضد إسرائيل.
ومن غير الواضح إلى متى ستبقى إسرائيل على الحدود لمراقبة واعتراض شحنات الأسلحة على طول مسافة ثمانية أميال.
وقال المسؤولان الأمريكيان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما للحديث عن تفاصيل المناقشات الحساسة، إن اقتراح الحدود بين غزة ومصر لن يكون الوحيد الذي تقدمه شخصيات في إدارة الرئيس جو بايدن قبل أن يزور وفد إسرائيلي واشنطن الأسبوع المقبل.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الاقتراح سيندرج ضمن مجموعة من الخيارات التي ستضعها الولايات المتحدة على الطاولة لتجنب اجتياح بري كبير لمدينة تكتظ بأكثر من مليون شخص، جنوبي قطاع غزة.
وفي وقت مبكر من الأسبوع المقبل، سيكون رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، وممثل الجيش الإسرائيلي المسؤول عن تنسيق المساعدات لغزة، موجودين في واشنطن لحضور الاجتماع.
ومن غير الواضح من سيمثل الجانب الأمريكي، على الرغم من أن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير قالت للصحفيين يوم الثلاثاء "سيكونون من كبار الأعضاء من الإدارة".
وذكر أحد المسؤولين الأمريكيين: "لدينا المزيد من الأفكار".
رفح تشعل الخلاف بين إسرائيل وواشنطن
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد هدد على مدار الأيام الماضية، باجتياح مدينة رفح.
وقال نتنياهو لأعضاء الكنيست يوم الثلاثاء، في بيان صحفي صادر عن مكتبه: “نحن مصممون على استكمال القضاء على هذه الكتائب (حماس) في رفح، ولا توجد طريقة للقيام بذلك دون توغل بري”.
وحذرت إدارة بايدن، التي تشعر بقلق متزايد بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، إسرائيل من المضي قدما في عملية يمكن أن تعرض المزيد من الأرواح للخطر.
وتظهر الاستعدادات للاجتماع في واشنطن مدى التباعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن رفح. ورغم أن الجانبين يتفقان على ضرورة هزيمة حماس عسكريا في غزة، إلا أنهما يختلفان حول الحاجة إلى عملية عسكرية واسعة النطاق في المدينة لتحقيق هذا الهدف.
وفي تصريحات له، يوم الإثنين، اعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن القيام بعملية برية كبيرة في رفح "سيكون خطأ".
مضيفًا أن الولايات المتحدة لم تر بعد خطة ذات مصداقية لحماية أكثر من مليون مدني فلسطيني يقيمون في مخيمات رفح، والعديد منهم فروا من الحرب.
ودفعت الفجوة بين وجهات النظر الأمريكية والإسرائيلية بشأن رفح الرئيس جو بايدن إلى إجراء مكالمة هاتفية مع نتنياهو يوم الإثنين، وهي الأولى بينهما منذ شهر.
وكرر بايدن الموقف الأمريكي وطلب من إسرائيل إرسال وفد لوضع خططها بشأن رفح والاستماع إلى البدائل الأمريكية لها.
وسبق أن وصف ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية رفح بأنها "بمثابة طنجرة ضغط مملوءة باليأس، ونخشى مما سيحدث لاحقا".