سلام الإمارات وإسرائيل بارقة أمل للفلسطينيين
مسار السلام الذي تتبعه الإمارات يحمل حلولا جديدة ورؤى أكثر واقعية نحو تحقيق تسوية فلسطينية أفضل
قال خبراء سياسيون مصريون إن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل تمثل بارقة أمل وخطوة إيجابية لحل القضية الفلسطينية بعد أن وصلت إلى طريق مسدود.
ورأى الخبراء، في أحاديث خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن القضية الفلسطينية لم تستفد طوال تاريخها من الحلول السابقة وبينها مقاطعة إسرائيل، ولم تحقق المردود الإيجابي اللازم؛ لذا تأتي معاهدات السلام كمسار صحيح سلكته الإمارات والبحرين، عقب ما وصفوه بـ"الفشل التاريخي" في معالجة القضية.
وأكدوا على أن مسار السلام الذي تتبعه الإمارات يحمل حلولا جديدة ورؤى أكثر واقعية نحو تحقيق تسوية أفضل للقضية الفلسطينية.
واحتضن البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، مراسم حفل توقيع معاهدة السلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وإعلان السلام بين إسرائيل ومملكة البحرين.
تحريك للمياه الراكدة
وقال اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي المصري، إن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل حركت المياه الراكدة، وأحيت الحراك مرة أخرى في القضية الفلسطينية، بعد الجمود الحالي بها.
وأضاف في حديث خاص لـ "العين الإخبارية" أن الاتفاقية وضعت حدا لاستنزاف أراض فلسطينية جديدة، وجمدت بناء المزيد من المستوطنات، وهو ما يعد أكبر المكاسب التي حققتها دولة الإمارات عبر معاهدة السلام.
وشدد فرج على أن "انضمام البحرين إلى معاهدة السلام سوف يسهم فى استقرار وأمن المنطقة، فضلا عما سيحققه من تعاون اقتصادي واستثمارات عديدة".
تعامل جديد مع القضية الفلسطينية
كما أبرز الخبير الاستراتيجي أن التحرك الإماراتي سوف يعمل على تغيير المفهوم الإسرائيلي فى التعامل مع القضية الفلسطينية، وأن التوسع والاستيطان لن يأتيا بنتائج إيجابية.
ومع توقيع الإمارات والبحرين الثلاثاء معاهدة السلام مع إسرائيل، طالب فرج الجانب الإسرائيلي بوقف مخطط الضم بشكل نهائي، وإعلان الاستعداد لعودة المفاوضات مرة أخرى، على أساس حل الدولتين، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
تسوية فلسطينية أفضل
من جهته، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية سعيد عكاشة، إن توقيع معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية خطوة هامة جدا لحلحلة القضية الفلسطينية، بعد الفشل التاريخي في معالجة القضية مع إسرائيل.
وأضاف عكاشة لـ"العين الإخبارية": " تأتي معاهدة الإمارات بعد تفكير عميق واستراتيجي، وجاءت مبنية على أساس التغيرات التي شهدتها المنطقة، ومن منطلق أن الحلول السابقة وبينها المقاطعة لم تأت بنتائج إيجابية".
وأوضح أن العرب جربوا المقاطعة ووسائل عديدة في التعامل مع القضية الفلسطينية لكنها لم تأت بنتائج حقيقية لصالح الفلسطينيين؛ لذا جاء الاتفاق كمسار صحيح سلكته الإمارات والبحرين"، مردفا: "مسار السلام يحمل حلولا جديدة ورؤى أكثر واقعية نحو تحقيق تسوية فلسطينية أفضل".
كما أكد عكاشة أن معاهدة السلام فرصة لتحقيق أمن واستقرار المنطقة العربية، ودرء أي مخاطر.
وقال:" المعاهدة ستعمل على إحياء فرص عملية السلام من جديد"، مضيفاً أن الأمر يتوقف على الفلسطينيين أنفسهم بعد أن أصبحت الكرة الآن فى ملعبهم.
فلسطين وقطار السلام
وفي هذا الصدد، دعا الخبير بمركز الأهرام، السلطة الفلسطينية إلى الاعتراف بخطوة الإمارات الجريئة والشجاعة، والبناء عليها، مضيفا:" على الفلسطينيين إدراك معنى الدولة، وأن الدول التى أبرمت اتفاقات السلام مع إسرائيل ستكون سندا وداعما لهم".
ومع ترجيحه انضمام دول عربية أخرى للسلام، قال عكاشة إن "فلسطين ستخسر إذا لم تلحق بقطار السلام، من أجل الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني".
وبات الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول 2020 يوماً تاريخياً للسلام في العالم، حيث تم توقيع معاهدة سلام بين الإمارات والبحرين وإسرائيل ما يعيد فتح الطريق أمام إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
ويعد حفل التوقيع هو الأول لمعاهدة سلام بالشرق الأوسط في البيت الأبيض منذ فترة 26 عاماً.
ومنذ الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية في 13 أغسطس/آب الماضي ، رسم هذا البلد الساعي أبدا لاستشراف المستقبل لا انتظاره، حدود المبادرة بالتأكيد على أن القرار يشكل عملا سياديا لدولة حرة من أجل قطع الطريق على المزايدات في سوق المتاجرين بالقضية الفلسطينية.
ومثلت معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية حسب تصريحات قادة وزعماء العالم شرقا وغربا "خطوة تاريخية تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg
جزيرة ام اند امز