استطلاع: انهيار شعبية "الشاهد" قبل انتخابات الرئاسة التونسية
الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "سيجما كونساي" كشف عن تصاعد شعبية عدة شخصيات، حيث باتت مؤثرة في المشهد التونسي.
كشف استطلاع للرأي في تونس عن انهيار شعبية رئيس الحكومة الحالية يوسف الشاهد، وذلك قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وقال الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة "سيجما كونساي" خلال يومي 2 و3 مايو/أيار الحالي، إن الشاهد حل في المرتبة الرابعة بعد أن كان في المرتبة الأولى خلال الأشهر الأخيرة.
في المقابل، تصاعدت شعبية عدة شخصيات باتت مؤثرة في المشهد التونسي، مثل عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر (وسط)، وقيس سعيد أستاذ القانون الدستوري بالجامعة التونسية (مستقل)، ونبيل القروي مالك فضائية "نسمة".
- بالصور.. آلاف التونسيين يرفعون شعار "لا الشاهد ولا الإخوان"
- تونس بلا محروقات.. شلل تام والغضب يتصاعد ضد "الشاهد والإخوان"
وحصل قيس سعيد على أصوات 22.4% من التونسيين المشاركين في الاستطلاع، وجاء في المرتبة الثانية نبيل القروي بـ21%، أما عبير موسى فقد حلت ثالثة بنسبة 12.4%، في حين حصل يوسف الشاهد على 7% فقط من مجموع الأصوات.
ويترأس يوسف الشاهد الحكومة التونسية منذ شهر أغسطس/آب 2016، وفشل، بحسب العديد من الملاحظين، في تثبيت مسار اقتصادي واجتماعي ناجح يرضي التونسيين (11 مليون ساكن حسب آخر تعداد سكاني 2014).
وتكثفت الحركات الاحتجاجية خلال النصف الأخير لشهر أبريل/نيسان من خلال الإضراب العام الذي نفذه أهالي محافظة سيدي بوزيد، إثر حادثة وفاة 12 عاملا في قطاع الزراعة، ثم إضراب الأساتذة الجامعيين عن العمل لعدم تحصلهم على مستحقاتهم المالية طيلة سنة 2019، والإضراب العام لقطاع المحروقات الذي أدخل البلاد في حالة شلل كاملة.
ويعتبر خصوم يوسف الشاهد أن أبرز عيوبه السياسية، هو إلقاء الوعود ثم التراجع عنها، إضافة إلى تقديراته الخاطئة في النهوض بالوضع الاقتصادي وخاصة فيما يتعلق بالديون الخارجية ونسبة التضخم وعجز ميزان التجارة في الموازنة العامة.
وأشار المعهد التونسي للإحصاء (حكومي) إلى أن الديون التونسية ارتفعت خلال عهد الشاهد إلى 71% من الناتج الداخلي الإجمالي، بعد أن كانت في حدود 40% عام 2010، أما عجز الميزان التجاري فقد بلغ 7 مليارات دولار في بداية 2019، مقابل 2 مليار دولار سنة 2010، فيما يتراوح معدل التضخم بين 7.6% و7.1% ما أدى إلى ارتفاع عام بالأسعار.
عادل البوسليمي الناشط التونسي المستقل، قال إن تونس تعاني من "انتكاسة" على مستوى منظومة الحكم، وإن الحكومة الحالية التي يترأسها يوسف الشاهد بدعم من حركة النهضة الإخوانية، لم تستطع تقديم الحلول، وبالتالي يجب على الشعب التونسي اختيار عناصر جديدة في الانتخابات القادمة.
شخصيات جديدة بالسباق
وجاء صعود صاحب قناة "نسمة" الفضائية نبيل القروي، إلى المرتبة الثانية في الاستطلاع، بمثابة مفاجأة للمراقبين، الذين ربطوا هذا الصعود بالتعاطف الشعبي معه، بعد قرار حكومة الشاهد بإغلاق قناته في 26 أبريل الماضي، والتي كانت تخصص برنامجا اجتماعيا لدعم الفقراء.
ورغم أن نبيل القروي لم يعرف له نشاط سياسي بارز في السابق سوى أنه عضو في حزب نداء تونس، فإن صعوده لدى الرأس العام التونسي يدل على تقلبات السباق الانتخابي.
سكينة الرايس الخبيرة التونسية في الشأن الانتخابي، قالت إن الموجة الشعبية تتجه إلى معاقبة التشكيلات السياسية التي حكمت منذ سنة 2011، وهي: حركة النهضة الإخوانية وحركة نداء تونس، وحزب "تحيا تونس" الوليد من رحم حكومة الشاهد.
وأوضحت "الرايس" أن الاتجاه العام يصب في خانة الأحزاب التي تحافظ على المرجعية الاجتماعية والاشتراكية، التي تؤمن بدور الدولة في القطاعات الحيوية، وترفض كل أشكال الخصخصة، خصوصا تلك التي ترفض توقيع اتفاقية التبادل الشامل مع الاتحاد الأوروبي والمعروفة بـ"الأليكا".
وبدأت الحكومة التونسية منذ عام 2019 في التفاوض مع الجانب الأوروبي حول هذه الاتفاقية، التي تسمح ببيع الأراضي الزراعية لغير التونسيين، وهو ما تراه المعارضة "استعماراً جديداً".
وقالت الخبيرة في الشأن الانتخابي، إن هذه الموضوعات ستكون حاسمة باقتراب الانتخابات، مشيرة إلى أن التوجهات الليبرالية ليوسف الشاهد وحلفائه في حركة النهضة الإخوانية، مع ارتباطهم بصندوق النقد الدولي، والذي نتج عنه زيادة أسعار المواد الأساسية والمحروقات، سيساهم في تراجع وزنهم السياسي لصالح تيارات جديدة.
aXA6IDE4LjIyNC41Ni4xMjcg جزيرة ام اند امز