إن الإسلام والمسيحية هما أكثر الأديان انتشارا وتوسعا وهما يحصدان الكثير من الأتباع على مستوى العالم
البابا فرنسيس، الذي ستطأ قدمه أرض الإمارات والأرض الخليجية أيضاً لأول مرة، مما يعكس أهمية تاريخية لهذه الزيارة، وبلا شك فإن البابا سوف يحمل تعبيرات عميقة لمفهوم التمثيل الديني ونشر التسامح بين الشعوب لواحد من أكثر الأديان السماوية انتشاراً، فالبابا موجود بالقرب من معقل الإسلام وأرضه التاريخية؛ حيث الجزيرة العربية التي احتضنت الإسلام وتربى في كنفها وانتشر منها منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان.
عندما يزور البابا فرنسيس أبوظبي ويلتقي ويشارك في فعاليات هدفها تأصيل التآخي والإنسانية في العالم فإن ذلك يعني رغبة صادقة من دولة الإمارات لتكون من رواد تأصيل التآخي والتسامح بين البشر فيما يخص العلاقات الدينية ونشر التسامح
إن الإسلام والمسيحية هما أكثر الأديان انتشاراً وتوسعاً، وهما يحصدان الكثير من الأتباع على مستوى العالم، والمستقبل يوحي بأن معدلات التبعية للإسلام والمسيحية تتضاعف بشكل ملفت للنظر، هذه الحقيقة حول الانتشار الذي تحققه المسيحية والإسلام عالمياً تتطلب نشر فكرة التسامح وفهم المعنى الحقيقي له، وعندما يزور البابا فرنسيس أبوظبي ويلتقي ويشارك في فعاليات هدفها تأصيل التآخي والإنسانية في العالم، فإن ذلك يعني رغبة صادقة من دولة الإمارات لتكون من رواد تأصيل التآخي والتسامح بين البشر فيما يخص العلاقات الدينية ونشر التسامح.
إن الجميع يعلم أن العام الجاري سمي بعام التسامح في دولة الإمارات، وهذه الزيارة التاريخية التي تأتي في بداية هذا العام تلفت نظر العالم من دول ومؤسسات إلى السير نحو ترسيخ الأفكار التي تدعو إلى تحقيق أكبر قدر من التآخي والإنسانية بين شعوب العالم.
إن العالم اليوم لا يملك العديد من الخيارات التاريخية لتحقيق التعايش السلمي والتآخي بين الدول والشعوب، إلا من خلال تأصيل فكرة التسامح والاندماج بين الشعوب، إن هذه المبادرة التاريخية -التي نشهدها اليوم في "أبوظبي" عاصمة التسامح على المستوى الدولي- تعكس التزام دولة الإمارات في أن تكون دولة تحتضن الإنسانية وتحققها بين الشعوب وترسمها في الداخل الإماراتي بكل وضوح.
إن هذا الحدث التاريخي هو نقطة تحول مهمة في مسيرة البشرية في القرن الحادي والعشرين، وسوف يحسب لدولة الإمارات بلا شك مكانتها التاريخية في رسم التسامح ونشر التآخي بين شعوب الأرض، والهدف الأسمى لهذه الزيارة يتمثل في ترسيخ قيم نادت بها جميع الأديان السماوية، وتحث عليها كل القيم والثقافات، وهذه القيم تلتقي في أن الإنسان أخو الإنسان، وما يجب أن يكون بينهما هو التسامح والتآخي.
أنا أعتقد أن مشاركة البابا فرنسيس في لقاء الأخوة الإنسانية سيشكل مقدمة كبرى في حوار التآخي لنقل البشرية من نفق الجدل الأيديولوجي والصراع الميتافيزيقي إلى ساحة حوار، يبحث فيها الجميع عن مشتركات إنسانية، وليس متضادات عقدية تنشر الصراع بين البشر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة