في أول زيارة له خارج روما منذ أواخر عام 2019 في عالم تغير بسبب جائحة كورونا، تعيد مرة أخرى المكانة العظيمة إلى منطقة مزقتها الحروب والصراعات.. يبدأ بابا الكنيسة الكاثوليكية فرنسيس جولته التاريخية إلى منطقة الشرق الأوسط مجددا، وتحديدا إلى دولة العراق.
بيان الفاتيكان ذكر أن البابا فرنسيس سيقوم "بزيارة بغداد المرتبطة بذكرى إبراهيم ومدينة أربيل والموصل وقراقوش في سهل نينوى، خلال الفترة من الخامس إلى الثامن من مارس الجاري".
البابا فرنسيس يصل بغداد.. كواليس ما دار على الطائرة
زيارة البابا تأتي بعد 15 شهرا علق خلالها البابا الرحلات الدولية بسبب وباء كورونا إلى منطقة شهدت حروبا وعنفا لسنوات..
ثلاث دلالات ورسائل مهمة حددها المراقبون من وراء الرمزية التي تحملها زيارة البابا، بداية من تقديم الدعم الكامل لمسيحيي العراق وأهمية وجودهم في العراق، للتشبث بأرض آبائهم وأجدادهم، مرورا بالتأكيد على مكانة العراق وأهميته إقليميا ودوليا، وصولا إلى الحد من التطرف وكبح جماح من يدعو إليه وتوجيه رسالة سلام للعراق والمنطقة بأسرها..
"العليا للأخوة الإنسانية": زيارة البابا للعراق تعزز قيم المواطنة
وللزيارة أهمية خاصة للمسيحيين من أبناء العراق، خاصة من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، رغم أنها تعني أيضا الكثير لكل العراقيين في وجود رأس الكنيسة الكاثوليكية في هذه البلاد المنكوبة بالحروب والصراع الداخلي، الذي لم يسلم منه أي عرق أو طائفة أو مذهب في بلاد الرافدين..
في العراق تبلغ نسبة المسيحيين حوالي 1٪ من عدد من الطوائف الأخرى المتعددة، حيث شهدت البلاد نزوحا جماعيا للمسيحيين خلال السنوات الأخيرة، بعد أن عصفت بالعراق دورات عنف، بما في ذلك صعود تنظيم داعش الإرهابي وغيره من الجماعات المسلحة التي دمرت البنى التحتية بشكل كبير.
القداس الأكبر في أربيل.. لماذا اختار البابا "فرانسو حريري"؟
هنا تأتي زيارة البابا للعراق حسبما نشر موقع رئاسة الوزراء العراقية كدعوة صريحة لترسيخ الاستقرار، وتقوية النسيج الاجتماعي العراقي وإشاعة روح التآخي في العراق وفي عموم المنطقة.
زيارة تاريخية تتزامن مع جهود البابا فرنسيس المشهود لها حول العالم في الحد من الصراعات، وتغليب صوت الحكمة والعقل وإعلاء قيمة الإنسان، فوق كل المصالح السياسية والنزاعات والحروب.